صراع بين الحب والواقع: هل أتزوج من شاب ابن بواب رغم اعتراض والدي؟

صراع بين الحب والواقع: هل أتزوج من شاب ابن بواب رغم اعتراض والدي؟

«سمر» تسأل: المشكلة أني ارتبطت بإنسان ممتاز من كل الجوانب: أخلاقيا ودينيا ووظيفيا؛ فمستواه الوظيفي ووضعه عاليان جدا، مرتبه يكفينا، وهو يخاف الله من كل الجوانب، وأحس بحبه لي، ولقد صليت وصلى هو الآخر صلاة الاستخارة فزدنا تقاربا وتفاهما، فهو رجل حنون عطوف ومتدين، ولقد تعرف على والدتي وأختي فاعجبا به جدا، ولكن توجد مشكلة وهي أن والده كان بوابا، ولكنه شريف، ولقد توفي إلى رحمة الله. وهذا الشاب فخور جدا بوالده، ولا يخجل من مكانة والده، وكان صريحا معي في هذه النقطة، وترك لي حرية الاختيار. وأنا الآن أقول: إني لا أريد غيره زوجا لي، ولكن المشكلة أن مستواي المادي والاجتماعي عال، وعندما عرضت الموضوع على والدي اعترض بشده لكونه ابن بواب، على الرغم من شهادة الجميع له بتدين والده وأخلاقه.

إن والدي يقول لي: كيف تجبرينني على الجلوس مع شخص كهذا؟ أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ أنا أريد فقط أن يقابله ويعطيه فرصه للتعرف عليه، ولكنه يرفض، ولا أدري ماذا أفعل؟ فنحن أمام الله متساوون، تفرق وتفاضل بيننا الأخلاق والدين. وللعلم هذا الشاب “شيك” (مهندم) في ملبسه وتعامله، ولا أحس معه أنه أقل مني، بل أنا فخورة به لأبعد الحدود، وأتمناه زوجا لي، وهو حاصل على أعلى الشهادات، ومثقف جدا، ومركزه وصل إليه بمجهوده وثقافته.. أريد الحل بأسرع ما يمكن. وشكرا.

الإجابـة

أنك قد حسمت اختيارك.. يجب أن يكون هذا واضحًا لك.. إنك تتحدثين عنه بصيغة الارتباط.. وبصيغة الجمع “مرتبه يكفينا” وعرّفته على أمك وأختك وهما معجبان به.. ويبدو أن جناحي الاختيار عندك متزنان؛ فأنت لم تتحدثي عن عاطفة وحب فقط، ولكن تحدثت عن مستوى وظيفي ووضع مادي وأخلاقي وعلم ودين؛ إذن

فالسؤال ليس: هل اختياري صحيح أم لا؟، أو: ما رأيكم في اختياري؟.. ولكن: إنني متمسكة باختياري؛ فكيف أقنع والدي؟

هذا المدخل مهم جدًا لتحديد المشكلة التي نحن بصددها؛ لأن البعض ربما عندما يتعرض لمشكلتك يدخل معك في متاهة أصل الاختيار ومناسبته، وهل والدك على حق أم لا، ولماذا هذا الشخص بالذات؟.. وهي نقاط محسومة لا تؤدي إثارتها إلى البعد عن السؤال المطلوب، وهو: كيف أقنع والدي؟

إذا كان الوضع كما وصفت في رسالتك فليس أمامك إلا الصبر والإصرار والاستمرار في طرق الباب حتى يفتح، لست وحدك ولكن معك كل من يحبك ويريد مساعدتك، وأولهم بطبيعة الأمر والدتك وأختك.. الجميع يجب أن يتكاتفوا في أن تصل رسالة واحدة للأب تقول: أعط فرصة لهذا الشاب من أجل أن تتعرف عليه، لا تحكم عليه لوضع والده الاجتماعي.. خاصة أن مهنة والده شريفة، وإن كانت في عرف المجتمع من المهن المتدنية، ولكن ربما تكون هنا ظروف أملت أو تملي على بعض الأشخاص القبول بمهنة، ربما لو كانوا في ظروف عادية ما قبلوها.

ورسالة أخرى هي: إصرارك وتمسكك بالارتباط، والدخول على الأب بالمدخل العاطفي واستثارة حبه نحوك، وتوسيط من ترين أنهم أصحاب أثر عليه من الأصدقاء أو الأعمام.

ولا مانع أن يحاول صاحبنا أن يقابل أباك ويعرض نفسه ويعرفه بشخصيته بطريقة أو بأخرى: بإقحام نفسه عليه في العمل أو في النادي أو من خلال أشخاص مقربين يرتبون لقاء مفاجئًا للأب بهذا الشاب… المهم هو الصبر والاستمرار والإصرار كما قلنا في البداية.

إن الأب يتصور أنها مجرد نزوة وشيء مؤقت وسيزول إن هو رفض وأصر، في حين أن استمرار المطالبة سيجعله يغير رأيه ويكون أقل الأشياء التي يفعلها أن يقابله، وعندها تكون مهمة صاحبنا في إقناعه والوصول إلى عقله وقلبه هي التحدي المفروض عليه.

الخلاصة: لا تيئسا، وإذا كنتما متجاوبين ومتفاهمين فاصبرا. والأب طالما أن كل الأمور مواتية إلا هذه النقطة.. فسيأتي الوقت الذي يراجع فيه نفسه، وسيحمّلك مسئولية اختيارك؛ فكوني على قدر المسئولية من الآن، وكوني صريحة مع نفسك في هذا الاختيار.

⇐ ويمكنك الاطلاع على إجابات سابقة منها:

⇐ أجابها: عمرو أبو خليل

أضف تعليق

error: