صراع الموافقة: لماذا ينفر الشباب من صديقتي بعد موافقتها على الزواج؟

صراع الموافقة: لماذا ينفر الشباب من صديقتي بعد موافقتها على الزواج؟

«منى» تسأل: لي صديقة أودّ أن أساعدها؛ لذلك قررت أن أبعث لكم بمشكلتها، صديقتي هذه خلوقَة، وعلى قدر من الجمال، ومشكلتها تكمن في أنها يتقدَّم لها الكثير من الشباب إلا أنه في النهاية لا يكون النصيب؛ فطالما هي رافضة؛ يكون الشاب متمسكا بها لدرجة الجنون، ولكنها حين توافق، وتنطق كلمة موافقة فإنه لا يعود إليها أبدًا، وهذا حصل أكثر من 5 مرات، ولكن هذه الأمور تتكرر معها دائمًا، حتى إنها أصبحت تخاف أن تنطق كلمة موافقة.

فماذا يمكن أن يكون السبب؟ لقد قرَّرت أن ألجأ إليكم بعد أن أصبحت تلجأ إلى العرافات؛ لذلك أرجو مساعدتكم.

الإجابـة

لا يصلح هذا الإجمال في عرض المشكلة لتوضيحها، ولا يصلح تسطيح المسائل بطريقة أنها كلما وافقت هرب العرسان، ولا يصلح الذهاب إلى العرافات؛ للبحث وراء الأسباب الوهمية، التي لا تجعل الإنسان مسؤولاً عما يحدث له، وهذا أمر غير حقيقي؛ لأن الله ألزم كل إنسان طائره في عنقه، وكل إنسان مسؤول عمّا اقترفت يداه.

فبدلاً من ذلك إذا كنت صديقة حقيقية ومُخْلِصة لصديقتك، بدلاً من مشاركتها في الهروب من مواجهة المشكلة بطريقة موضوعية، اجلسي إليها جلسة صريحة، واستعرضا هذه الحالات التي ذهب فيها العرسان بلا رجعة، واستعرضا الأسباب الموضوعية والاحتمالات القائمة بهذا الرفض أو التراجع، سواء ما قاله هؤلاء العرسان أو أهلهم أو ما تتصورانه سببًا لذهابهم، لا تستبعدي سببًا أو احتمالاً، انظري إلى أهلها، وكيف يواجهون العريس بعد الموافقة، وبماذا يطالبونه وكيف يتعاملون معه؟

انظري إلى سلوكها هي في التعامل مع الخاطب أو أهله، وابحثي كل الأسباب والمبررات ستجدي أسبابًا مشتركة بين كل الحالات، وستجدين أنها هي الأسباب الحقيقية الواقعية لهذا الذهاب من الخُطّاب، تعاملي مع هذه الأسباب، وادرسا –أنت وهي– كيفية التغلب عليها، وهل هي مشاكل أو أسباب مزمنة أم أمور يسهل التغلب عليها؟ وابدآ في الإجراءات العلمية والعملية للتغلب على هذه الأسباب، كما رأيتماها، وكونا جادّين في ذلك، ولا تقدما لنفسيكما الأعذار، وتتهمان الآخرين بكل تقصير، وأنهم السبب في كل المشاكل، فقبل اتهام الآخرين ربما يكون من الأفضل أن ننظر في عيوبنا ونصلحها، وعندها ربما يكون حكمنا على الأمور صحيحًا.

إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولا توجد ظاهرة من غير أسباب، ولكننا في بعض الأحيان لا نحب أن نرى الحقيقة؛ لأننا لا نستطيع مواجهتها أو لأنها مؤلمة لنا، أو… المهم أننا ننظر لنرى ما نحب أن نراه فقط، ونُنْكر ما هو واضح مثل الشمس، ويراه كل الناس، ولكننا لا نودّ أن نراه، ساعدي صديقتك بدراسة موضوعية بدون تحيز أو هروب أو إنكار، وستصلان إلى نتائج إيجابية بإذن الله، ولا تنسيا الاستعانة بالله تعالى والدعاء أن يوفقكما في مسعاكما.

⇐ يمكنكم مطالعة المزيد من الاستشارات أيضًا:

⇐ أجابها: عمرو أبو خليل

أضف تعليق

error: