هل أخبر الفتاة برغبتي في خطبتها دون موافقة أبي؟

هل أخبر الفتاة برغبتي في خطبتها دون موافقة أبي؟

«عبد الرحمن» يسأل: أنا طالب جامعي، تعرفت على طالبة معي في السنة الدراسية، منذ أن دخلت الكلية وأعجبني مسلكها وشخصيتها وطريقة تعاملها مع زميلاتها وزملائها، علماً بأني لم أتعامل معها بشكل مباشر أبداً، لكن سألت عنها وبلغني عنها كل خير.

وضعت ببالي خطة زمنية تشمل اختصاصي وسفري، وأخبرت أمي بالموضوع وقلت لها أني أريد أن أتقدم لخطبتها، فأجلتني وبقي الموضوع ببالي لكنه كان يسير على الخطة الزمنية تلك.

خبرت منذ فترة أن الخطاب يدقون بابها، وخشيت أن أفوت على نفسي فرصة لن تتكرر، ذهبت إلى أمي وأخبرتها أني أريد أن أخبر الفتاة وأعرف رأيها على الأقل وإن كان من الممكن بالنسبة لها أن تدخل بمشروع ارتباط كهذا أم لا.

كان الجواب من أمي أنه لا مشكلة أبداً في أن اختار الفتاة بنفسي، لكن المشكلة أن أبي لن يقبل أن أخطب قبل التخرج، وطلبت مني أن أكلمه أنا.

الآن أنا في حيرة من أمري، فالوقت وقت امتحانات وفي حال كان لدى أبي استعداد للقبول فمفاتحته بالموضوع في هذا الوقت سيكون له ردة فعل سيئة، وبالمقابل أنا لا افتئ أفكر بالموضوع وأخاف ألا أدرك الفتاة قبل أن توافق على خطبة من يتقدمون لها.. فيخطر ببالي أن اكتفي بما قلته لأمي وما أجابتني وأخبر الفتاة وأعرف ردها ثم أخبر أبي لاحقاً، أعلم تماماً أن الموضوع برمته بتقدير الله ولكن أريد أن أعرف رأيكم في منطقية خياري الأخير؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابـة

الأخ الكريم.. غالبا ما يرفض الآباء المطحونون بتوفير لقمة العيش أي مقترح لأبنائهم للحديث عن الزواج مبكرا قبل التخرج، خصوصا أنهم سيتحملون عبء هذا الزواج وبالتالي فأول ما يفكر فيه الأب هو المسئولية والنفقات في ظل الظروف العامة الصعبة هذه الأيام، ولكن هذا لا يمنع إطلاقا من فتح إطار الحديث مع الوالد في سياق مناقشة خاصة، بشرط أن تختار الوقت المناسب عندما يكون “مزاجه رايق” أو تخرج أنت وهو في مناسبة ما وتجد الوقت مناسبا لفتح باب الحوار.

ولو كنت ترى أنه من النوع الذى يمكن أن يقبل فابدأ بإبلاغ هذه الفتاة صراحة أنك ترغب في التقدم لها، ولكن سوف تفاتح والدها أولا لتعرف فربما تكون مرتبطة مثلا أو أمامها عريس من الأقارب جاهز ويضيع مجهودكم وانشغالك الذهنى بها.

أنصحك قبل أي شيء أن تفكر في هدوء وثبات بدون أي توتر في إنهاء الامتحانات، ثم تخير الوقت المناسب لفتح الأمر مع أبيك بطريقة تدريجية، ولكن صريحة للغاية.

قل له بأنك تريده في أمر ما وأنك تثق في حكمته وحبه لك وتعلم أنه قد يرفض، ولكن اطلب منه أولا أن يستمع لك ويثق فيك وينصحك.. اجعله دوما هو الناصح وأنك تفتح معه الموضوع كى ينصحك، بحيث لا يغضب عندما تقول له إننى أريد أن أتزوج كأنه أمر واقع وعليه أن يدبر أموره ويوفر لك النفقات.

قل له بصراحة تامة ما تقوله لى من أنك ترغب فقط في قراءة الفاتحة أو الخطبة لضمان أن تكون فتاتك معك مستقبلا، وأنك لن تفعل ما يغضبه أبدا ولن ترهقه بالنفقات، وأنك كبرت وتدرك معاناته في توفير لقمة العيش لكم، وتدرك أن هناك صعوبات في العمل وفى تدبير نفقات الزواج، ولكن المهم رضاه عنك هو وأمك وتقبلهم الأمر وموافقتهم وبعد هذا اترك الأمر لله.

ولو أخبرت الفتاة أولا قبل أبيك فكن صريحا أيضا معها ولا تحاول خداعها بأن أباك سيوافق، قل لها صراحة ما تقوله في رسالتك لنا فالصراحة هي أهم شيء، وثق أن الله ﷻ يدخر لك في علم الغيب زوجة أنت لا تعلمها حتى الآن، قد تكون هذه الفتاة أو غيرها، فلا تتعجل أمرك واترك الأمور تسير وفق مشيئة الله.

ابدأ الحديث مع أبيك أفضل بعد الامتحانات ثم معها، أو تحدث معها أولا لو كنت تستشعر صعوبة في الحديث مع أبيك أولا، وطبق ما قلته لك من نصائح في الحوار مع أبيك، ولو كنت لا تدير حوارا مع أبيك وهناك عقبة بينكما فاكتب له رسالة بالتفاصيل بهدوء، وقل له إنك تخجل منه وتجد صعوبة في الحديث معه فكتبت له كي تعرف رأيه ثم تجلس للنقاش معه كي لا يغضب من كتابتك له دون الحوار مباشرة.

وإن شاء الله خير.

⇐ للاستزادة.. يمكنك مطالعة التالي:

⇐ أجابها: محمد جمال عرفة

أضف تعليق

error: