زواج من فتاة ملتزمة من عائلة غير ملتزمة: هل أقبل أم أرفض؟

زواج من فتاة ملتزمة من عائلة غير ملتزمة: هل أقبل أم أرفض؟

«سالم» يسأل: أنا شاب أرغب في الزواج، وقد أخبرني أهلي عن وجود بنت تناسبني للزواج وهم متفقون على أنها تناسبني، ولكنهم أيضًا متفقون على أن عائلتها لا تناسبني، فالبنت ملتزمة ومتدينة ومؤهلة لأن تكون زوجة صالحة حسب مواصفات أهلي عنها، أما العائلة فهم بخلاف البنت فهم ليسوا بالدرجة المطلوبة من الالتزام، وفي الحقيقة فإن إخوانها ملتزمون أما الأخوات فلا. وسؤالي هو: هل أقبل الزواج من هذه الفتاة استنادًا إلى المواصفات التي تميزها، أم أرفضها نظرًا لمواصفات أهلها؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابـة

الأخ الكريم، التزام هذه الفتاة، بدرجة أعلى من أخواتها أمر ينبغي أن يحسب لها؛ لأنه يمكن أن يكون دليلاً واضحًا على اقتناعها بمعالم هذا الالتزام، وأنه ليس مجرد تقليد أو محاكاة للوسط الذي تعيش فيه. وبالنسبة للعائلة مطلوب حد أدنى من التوافق والتفاهم بينك وبينهم، ولم نفهم من رسالتك ما هي الدرجة المطلوبة من الالتزام التي تناسبك، بل لم نفهم ماذا تقصد بالالتزام؟!! حيث إن معنى الالتزام يختلف من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن شخص إلى آخر، ومن مفهوم إلى مفهوم، المهم وبصورة عامة، وكما قلنا دائمًا فإن عملية الاختيار لها جناحان جناح العاطفة وجناح العقل..

أما جناح العاطفة ونعني القبول، وهو أمر بالنسبة لك لم تختبره؛ حيث يبدو من رسالتك أنك لم تر الفتاة بعد، حيث إنها في موطنك الأصلي، إذًا فهو أمر مؤجل، ونرى أن حدوثه مع الحسابات العقلية أيضًا يساعد في اتخاذ القرار؛ لأن إجراء الحسابات العقلية في الاختيار على شخص لم تره أو تحدثه يجعل هذه الحسابات جافة وصعبة..

وبالنسبة لجناح العقل فالأمر يدخل في التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والنفسي والشكلي والديني (الالتزام ودرجته) وهذه الأشياء ليست على درجة واحدة من الأهمية، بل يقوم كل شخص بتحديد أولوياته وترتيبها تبعًا لظروفه ولميوله ورغباته، ولا يتوقع شخص أن يحصل على كل ما يريده في شريك حياته في جميع هذه النقاط بالتأكيد، والمطلوب ممن يختار أن يحدد قدر هذا القصور، وما يتحمله منه أو يمكنه التغاضي عنه.

ولنطبق ذلك على حالتك، فإذا كان المستوى الاجتماعي والاقتصادي للعائلة مناسبًا لعائلتك، وإذا كان المستوى العلمي للفتاة، ومستوى التزامها، وشخصيتها، وشكلها مناسبًا لك، فإن نقطة مدى التزام العائلة يجب أن تكون محددًا فيها بحيث تعرف ماذا تعني بهذا الالتزام، وما هي النقاط التي تقلقك، وهل يمكن التغاضي عنها أم لا؟! وهكذا.. ثم تنظر نظرة شاملة على الاختيار تتضمن كل النقاط: القبول النفسي والعاطفي -وضع الفتاة- وضع الأهل، ويكون قبولك للمسألة بكل نقاطها السلبية، والإيجابية، وكما نقول دائمًا فإن الاختيار دائمًا يكون للنقاط السلبية؛ لأنها التي سوف نتعايش معها، أو نحاول أن نقلل من أثرها.

الخلاصة: هو أنه لا تصلح نقطة واحدة فرعية أو أصلية وحدها أساسًا للاختيار، بل يجب تحديد واضح لمعنى الالتزام المطلوب، ثم ترتيبه في الأولويات، ثم النظر بشمول للمسألة كلها، ثم صلاة الاستخارة والدعاء أن يوفقك الله في الاختيار.. وليست كل فتاة ملتزمة يتوقع أن يكون أهلها كلهم ملتزمين، أو على نفس الدرجة من الالتزام، ولكن المهم أن نحدد ما نقبل أو نرفض حسب احتياجاتنا، وفي انتظار أخبار طيبة تبلغنا فيها بقرارك.

⇐ كما نقرأ هنا أيضًا:

⇐ أجابها: عمرو أبو خليل

أضف تعليق

error: