زواجي من رجل غير ملتزم: هل أغامر أم أبحث عن شريك أفضل؟

زواجي من رجل غير ملتزم: هل أغامر أم أبحث عن شريك أفضل؟

«زهرة» تسأل: أنا مطلقة من 4 سنوات، طبيبة، درست علوما شرعية أساسية وعلوما في التنمية البشرية، وأخذت إجازة في تعليم القرآن وأصبحت معلمة للقرآن، وكذلك أنا متطوعة من أكثر من عشر سنوات في رعاية الأيتام والاهتمام بمشاكلهم التربوية والتعليمية وكل ما يتعلق بحياتهم ؛ رعاية شاملة معنوية تساعدهم على النمو في بيئة تؤهلهم لحياة نفسية سليمة على قدر المستطاع…

أعمل ذلك لإيماني أن للإنسان دور ورسالة في هذه الحياة، وأن لنا دور في الإصلاح العام لحال المسلمين كل في مكانه وكل فيما جعله الله عليه.خطبت من 7 أشهر تقريبا، ولكن كان احتكاكي بخطيبي عن بعد فقط عن طريق الإنترنت، ل أني كنت أستكمل امتحاناتي في الدراسات العليا في مصر، وأتيحت لي الفرصة للاحتكاك المباشر من حوالي 3 أشهر، تعرفت فيهم أكثر على خطيبي “وللعلم بدأ الارتباط بقراءة الفاتحة لمدة 6 أشهرسابقين؛ منهم شهر تعامل مباشر والباقي عن طريق الإنترنت أيضا لظروف دراستي”.

يعني المحصلة 4 أشهر تفاعل مباشر من خلال الزيارات والخروجات مع الأهل والأصدقاء من الطرفين بمعدل مرتين في الأسبوع، ومحادثات تليفونية يومية، و9 أشهر محادثات عن طريق الإنترنت أيضا بمعدل مرتين أسبوعيا.

كنت طوال الفترة حريصة أن أعرفه أكثر، ومن قبل ذلك أن أعرف نفسي أكثر وأبحث عن توافقنا، وبالرغم من حاجتي للزواج وتكوين أسرة صغيرة جميلة وسعيدة، لم تعمني هذه الرغبة من أن أعمل عقلي في معرفة مدى التوافق أو عدم التوافق بيننا، مع العلم أن كل من حولي من أهل وأصدقاء وأهل خطيبي وخطيبي نفسه كانوا يحاولون بكل الطرق إقناعي بسرعة إتمام الزواج مادام الناس طيبين ولا يوجد مانع يؤخر الزواج فلم التأجيل؟

سأقول لكم ما توصلت إليه من مميزات وعيوب في خطيبي:

أولا مميزاته: “عنده 39 عاما ولم يسبق له الزواج”؛ كريم، هادئ الطباع وحليم، مرن في تقبله للأفكار، لين في التعامل، بعيد عن الشدة تماما، مرح ودمه خفيف، حنون وطيب القلب، يتمنى رضائي بأي وسيلة، أهله أناس محترمين ومثقفين ويحبونني ويعاملوني معاملة طيبة، يحب أهلي ويعاملهم باحترام كبير وهم يحبونه، محب للفسح والخروجات والترفيه، مهندم ومهتم بنظافته وأناقته، عندما أحتد معه في حوار أو في موقف يستطيع أن يحتويني ويعيدني إلى الهدوء ولا يصعد الموقف، يقدر معنى الأسرة والبيت، يحب الأطفال ويعرف كيف يتعامل معهم جيدا.

ثانيا عيوبه:

  1. أنه غير منتظم في الصلاة، يعني يصلي إذا تم تذكيره ولكن تعمدت أكثر من مرة عدم التذكير، فكان لا يقوم للصلاة حتى مع سماع الأذان وقرب المسجد لنا لدرجة أننا نرى المسجد ونحن جالسين!.
  2. أنه يدخن الشيشة منذ 20 عاما، 3-هو غير مهتم بصحته تماما فهو مصاب بالسمنة “ليست شديدة ولكن في منطقة البطن” التي أدت لإصابته بالضغط والسكر، وبالرغم من معرفته من الأطباء أن تحكمه في السمنة سيشفيه من السكر والضغط، إلا أنه متكاسل تماما لدرجة أنه غير منتظم أيضا في أخذ دواء السكر والضغط وبالتالي درجة السكر في دمه عالية، وضغطه دائما مرتفع، وأنا قلقة من تأثير ذلك علي مباشرة وعلى أسرتنا ككل.
  3. عمله في مجال التسويق جعله متحدث ممتاز ولكنه غير مستمع جيد؛ فهو كثير الكلام ولكن لا يستمع عندما أتكلم، فهو شديد التشتت لا يركز معي ويقاطعني كثيرا على الرغم من أني مستمعة جيدة له عندما يتحدث؛ وهذا يزعجني كثيرا ويشعرني أننا من كوكبين مختلفين.
  4. أيضا عمله جعل فيه صفة بيع الكلام؛ فهو كثيرا ما يقول كلاما فض مجالس لا أكثر، وهذا يجعلني الآن لا آخذ كل كلامه على محمل الجد مئة بالمئة؛ وهذا أيضا غير مريح بالنسبة لي.
  5. عيب مؤقت وهو أن عمله الآن غير منتظم في الراتب، فشركته تفتح أول فرع لها في هذه البلد وهناك كثير من عدم النظام، يتحسن بالوقت، ولكن إلى الآن تتأخر الرواتب وغير منتظمة كدفعة واحدة.
  6. هو أيضا مستهتر بعض الشيء في التعامل مع أمور حياته، وهذه صفة منتشرة في بعض الناس هنا، عدم التخطيط للمستقبل وعدم الحكمة في الصرف، فهو يعيش سعيد ومرفه وخلاص وبسبب ذلك دخل في مشاكل كثيرة من غرامات وأقساط ومخالفات مرور كلفته الكثير، ولكن الحمد لله 70% منها انتهى، وكان إصراري أن لا نتخذ أي خطوة أخرى إلا بعد التخلص من هذه الديون والغرامات.

أخيرا أنا تحدثت معه عن كل هذه المميزات والعيوب، وعن مخاوفي من عدم اتفاقنا، وكان رده أنه معجب بتفكيري وتديني وتنظيمي لحياتي، وأنه يعلم أن وجودي معه سيغيره للأفضل دينيا وحياتيا، وأنه يحتاجني وستكون حياته أجمل بي، وأنه يعرف أني سأكون أما رائعة لأولاده وزوجة صالحة تدله على الخير وتغيره للأفضل.

أنا لا أعلم ؛أحيانا أعتقد أننا جئنا من كوكبين مختلفين، وأحيانا أرى أننا نتكامل، فما ينقصني من حلم ولين وهدوء يحتويه هو، وما ينقصه من دين وفكر ونظام أدله أنا عليه…هل أكمل بناء على مميزاته وعلى وعده لي بأن الأمور ستكون أفضل.

الإجابـة

ابنتي.. أجدني دائما مضطرة لإعادة نفس الفكرة والمعلومات.. كل الصفات والعيوب التي ذكرتيها لا تعنى غيرك.. بمعنى أن ما ذكرتيه كمميزات قد تجد أخرى بعضه عيوبا والعكس بالعكس.

إذن أنت وحدك من يمكنه وزن الميزات والعيوب، وكذلك المكاسب والتضحيات، لتتخذي قرارا مصيريا بعد ذلك.

بمعنى يا ابنتى أنك وحدك من يستطيع أن ينظر إليه من منظور إنسانى ويتخيل ما سيحصل عليه، ما سيفقده وما يستطيع أن يعمل جاهدا للفوز به.

ولكن لي تعليق أو ملحوظة على رسالتك التي انصبت كلها على هذا الشخص، أين عيوبك وميزاتك التي كان من الممكن أن نساعدك من خلالها على تخيل هل أنتما فعلا من كوكبين مختلفين أم أن التوائم وارد في حالتكما.

لم تذكرى لنفسك عيبا، ومن هنا أقول لك يا ابنتى ربما وضعك كطبيبة ثم صاحبة إجازة قرآنية ومعلمة قرآن يشعرك أنك أعلى منه وأرقى، ثم إن ما ذكرتيه عن نفسك كان في فصل المزايا التي يبحث عنها هو، أما رائعة، معاونة على التدين والإستقرار، وحتى إحتوائه لك حال عصبيتك أو احتدادك وضعتيه في ميزانك مع أنه ليس كذلك، بل يحسب له ويجب عليك مراعاته فمن الممكن ألا يتحمله لفترة طويلة ويصبح هذا هو أسلوبك المعتاد في المناقشة.

هذا عيب خطير في النساء وعادة يكون سبب أغلب المشكلات والبرود الزوجى، شعور الزوج أن زوجته تتجاوز حدود اللياقة واحترام رجولته أو عصبيتها الدائمة التي تحول منزل الزوجية إلى ساحة حرب يفضل عدم التواجد فيها.

وهذا سيجعل من زواجك مشروع يقترب من التعاسة ولم أقول الفشل أكثر من اقترابه من السعادة والنجاح.

الزواج شراكة بين متكافئين يسعى كل واحد فيهم جاهدا لجلب مقومات البناء ليساعد على وضع لبنات وأساسات عش الزوجية.

والسعي متعادل، جهدا ومعنى ولا يهم من الذى أحضر الأسمنت ومن الذى كان عليه الطوب، المهم أنها أشياء ستساعد على انتصاب المبنى الجميل وارتفاعه.

وشخصيا أرى أن الرجل متوازن جدا فلديه مميزات كثيرة حسب وجهة نظرك وبعض العيوب وهذه هي الصورة الطبيعية لكل الناس، أما مناسبتها لك من عدمه فهذا لا يعرفه أحد سواك.

لن أقول لك كما ربما سمعتى من البعض : أنت مطلقة وهذه فرصة رائعة أن تتزوجي بشخص لم يسبق له الزواج وبالتالي ليس لديه أطفال أو مشاكل معلقة، فمن عادة مثلك أنها لن تجد سوى شخص صاحب تجربة سابقة لإنها شخصيا ذات تجربة سابقة.

أبدا.. أنت إنسانة ومن حقك أن تختاري وتتأنى في الاختيار حتى تكون تجربتك القادمة تجربة سعيدة ودائمة، ولكن في النهاية الفكرة كلها ليست تافهة ولا خيالية، هي فعلا فكرة واقعية ومنطقية وأنا أعلم أنك تقدريها بدليل أنها أول ميزة ذكرتيها فيه أنه لم يسبق له الزواج.

⇐ هنا أيضًا بعض الاستفسارات السابقة:

⇐ أجابتها: د. نعمت عوض الله

أضف تعليق

error: