هل فارق التعليم يمنع التوافق في الزواج؟

هل فارق التعليم يمنع التوافق في الزواج؟

«نونا» تسأل: أنا فتاة جامعية أبلغ من العمر 27 عاما. ادرس الماجستير في دولة أجنبية. تقدم لخطبتي شابا. يحمل فقط الثانوية العامة. ولا يرغب بإكمال دراسته. ولكن لديه الرغبة بأن أكمل دراستي. لم يتقدم منذ زمن لخطبتي أحد. أنا في حيرة من أمري. هل فارق التعليم سوف يسبب مشكلة بيني وبينه؟ أم انتظر نصيبا يوافقني في التعليم.

أخاف جدا من عدم التوافق بالفكر والاهتمامات. ولا اعلم ماذا اصنع؟ خصوصا أنني أعاني من ضغط من ناحية أهلي. الذين يرغبون بستري بالزوج الصالح.

أرشدوني للصواب في أمر التوافق. حيث أنني تعبت من سماع هذه الكلمة. ولا اعلم مقدارها من الصحة والخطأ. ولكم الشكر.

الإجابـة

ابنتي.. فعلا مشكلتك صعبة وسؤالك صعب. ولكن كلمة واحدة هي ما لم يعجبني فيك “لم يتقدم منذ زمن لخطبتي احد”. فهذا يدحض الصعوبة والمشكلة. إن الزواج يا ابنتي لا يمكن أن يقوم على اقتناص فرصة أخيرة أو اللحاق بقطار قد لا يعود. أو كما يقول مثلنا المصري “ضل راجل ولا ضل حيطة”

هذا أسوأ سبب يتزوج من اجله إنسان. إن الزواج يا ابنتي علاقة شراكة أبدية لا يجوز أن تكون قائمة على فرصة أو لقطة أو هروب من وضع. الزواج شراكة حقيقية بين شخصين بأعمارهما وحياتهما وأفكارهما وجسديهما ومستقبلهما المتشكل بالأيام والأبناء. وله أساسيات كثيرة وشروط حقيقية عند الاختيار وبإمكانك مراجعة الموقع لتتعرفي على كيفية اختيار الشريك

إنما الحقيقة الصعوبة التي واجهتها في فكرة مشكلتك هي أن التعليم في حد ذاته ليس دلالة على أي كفاءة. وكم من رجال ونساء لم يكونوا على قدر عالي من التعليم وكانوا عباقرة ومفكرين وحكماء وقادرين على إدارة شراكتهم في البيت مع أشخاص أعلى تعليما

واعتقد أن المفكر العظيم عباس محمود العقاد مثال واضح وصريح على ذلك فهو حتى لم يصل لما يعادل الثانوية العامة

شيء آخر أن مجتمعاتنا العربية تختلف في تقبلها للوضع نفسيا وشخصيا. بمعنى أن أهل الشام حيث يعمل الأغلبية بالتجارة. لا يشترط ولا يهتم احد بشهادة ولا غيرها لان هذا التاجر عادة واثق من نفسه. قادر على إدارة بيته. والتعامل مع زوجته مهما كان مستوى تعليمها

وعلى فكرة كانت هذه الصورة موجودة في مصر قبل الثورة – ثورة 52 مش ثورة الشباب الحر في ميدان التحرير- وقبل أن ينقلب الشعب الى بلد شهادات على رأى دسوقي في رائعة فؤاد المهندس أنا وهو وهى التي رسمت بداية خطوات الزعيم عادل إمام في دنيا النجومية.. كان الكثير من الرجال يتوقفوا عن التعليم لإدارة أملاك سواء كانت مصانع أو مزارع. وهذا لم يمنعه من الزواج بجامعيات متفوقات معروفات وربما أشهرهم على الإطلاق الأستاذة الدكتورة المحامية مفيدة عبد الرحمن رحمها الله وزوجها..

من هنا تنشأ الصعوبة. إلى أي درجة هو مثقف وواثق من نفسه ومن قدراته؟ إلى أي حد هو سعيد بم يمارس من أعمال ويشعر بالفخر بنفسه. ثم إلى أي حد أنت فخور به.

وستكونين سعيدة بتقديمه لأصدقائك ومعارفك. وتسعدي بحمل اسمه وحمل أبناؤه إلى العالم؟ إلى أي حد ستلجئين إليه أحيانا لتناقشيه في أمر الم بك أو تحتاجين فيه إلى رأى ومشورة كما يفعل أي زوجين

افعلي أي شيء ولكن لا تتزوجي لمجرد أن تتخلصي من لقب عانس لأنك غالبا ستحصلين على لقب مطلقة

وعموما حتى لا احجر على رأيك. انظري أيضا بجدية إلى أي الألقاب أفضل بالنسبة إليك. فهناك من تفضل اللقب الثاني. ومستعدة له تماما.

⇐ اقرأ أيضا:

⇐ أجابتها: د. نعمت عوض الله

أضف تعليق

error: