حب جامعية متفوقة لشاب بسيط: هل التنازل عن التكافؤ ضروري لنجاح الزواج؟

حب جامعية متفوقة لشاب بسيط: هل التنازل عن التكافؤ ضروري لنجاح الزواج؟

«سارة» تسأل: اسمي سارة، طالبة جامعية متفوقة، أدرس الآن الماجيستير في إحدى الدول الأوروبية.

مشكلتي في شاب أحبني منذ 6 سنوات عمره الآن 27 عاما طلبني عدة مرات لكن أهلي كانوا يماطلون في كل مرة لأن هذا الشاب الذي اضطر للعمل الآن بعد وفاة والده لم يكمل تعليمه كما أن وضعه المادي أقل بكثير من وضع أسرتي.

أنا صراحة لم أكن قادرة على اتحاذ قرار ولم أكن متأكدة أني كنت أحبه أو أحب حبه لي وكما كان كل الناس يقنعونني أني ” استاهل شخص أفضل”، لكن بعد أن سافرت تغيرت لدي كثير من المفاهيم وجدت نفسي اشتاق له كثيرا وتمنيته بقربي في كثير من الأحيان.

تقدم لطلبي غيره من الشباب لكني لن استطع أن أحبهم.. أنا الآن في زيارة لأهلي وأفكر كثيرا بأن أصارحه أني على استعداد لأن أكمل حياتي معه وأن أحاول اقناع أهلي وإن لم أستطيع فسأبين لهم أني مستعدة لتحمل كل النتائج مهما كانت لكنني مترددة، هل الحب وحده كاف للزواج في غياب التكافؤ وهل أنا متسرعة علما أنه يحبني منذ 6 سنوات.

أرجو منكم مساعدتي فالوقت يمضي وسفري قريب.

الإجابـة

⇐ تقول مروة أشرف «محررة اجتماعية»: عزيزتي.. هذا الشاب شاب مكافح وجيد ولم يتخلى عن أسرته بعد وفاة والده بل تحمل المسئولية وقام بالعمل للصرف عليهم مما أثر على تعليمه وهذا شيء يحسب له ويدل على كونه شخصا قادرا على تحمل مسئوليتك كزوجة له.

ولكني طرحت على نفسي عددا من التساؤلات أرجو أن تكون دارت بخلدك أنت أيضا وهي.. لماذا فكرت في هذا الشاب بالذات رغم رضوخك في البداية لقول العائلة والمحيطين بك على أنك تستحقين من هو أفضل منه.. هل سفرك لتلك البلاد الأوربية لعب دورا في ذلك، خصوصا وأنك في الغربة تفتقدين لأشياء كثيرة ومشاعر متنوعة كنت تتبادلينها مع الأصدقاء والأقارب، أما في الغربة فمساحة الفراغ أكبر خاصة الفراغ العاطفي والاهتمام الفردي بشخصك أنت.. هذه نقطة هامة فربما دفعك هذا الفراغ للتفكير في الشخص الوحيد الذي تقدم لك أكثر من مرة، فأصبحت تفكرين كثير في حبه لك وتخيلتي أنك أيضا تبادلينه نفس الشعور وهو ما لم يظهر قبل سفرك للخارج.

أما بالنسبة للزواج فالحب والقبول من الأمور الهامة جدا في مراحل الاختيار والزواج ولكن هناك أمور كثيرة لابد أن توضع في الاعتبار منها مثلا.. هل تعاملت مع ذلك الشاب من قبل لاكتشافه ورؤية إن كان هذا هو الشخص الذي سيكون الزوج المناسب لك؟.. هل تعرفت على عيوبه قبل مميزاته؟ هل تحدثت معه لتكتشف هل هناك تناسب فكري وثقافي بينكما ؟ هل سيدعك ذلك الشاب لإكمال دراستك ورسالة الماجستير والدكتوراه بعد ذلك؟ هل هذا الفارق التعليمي سينبت مشكلات بينكما بعد ذلك خصوصا حينما يراك في تقدم علمي وهو لا؟.. إن سنحت له الفرصة بعد ذلك هل سيفكر في العلم من جديد أم سيكتفي بظروفه التي وضع فيها.. هل ستتحملين أنت نفسك العيش في وضع مختلف تماما عن وضعك الذي تعيشين فيه الآن من الناحية المادية.. وهل فكرت قبل كل ذلك في أولادك.. هل ستقبلين أن يعيشوا في مستوى أقل مما تربيت أنت فيه؟ وكيف ستتخذان كزوجين قراراتكما بخصوص أولادكما.. وهناك هوة تعليمية بينك وبين والدهم.. هل ستتفقان قبل الزواج على كيفية تربية أبنائكم فتتجاوزا هذه النقطة والخلاف بشأنها أم ستتركي كل شيء لوقته.. كل هذه تساؤلات وأمور يجب أن تضعيها في حسبانك وقد تتعرفي عليها بنفسك أو أن الخطبة قد يكون لها دور في الإجابة عليها.

أجلسي وفكري قليلا .. واطرحي على نفسك كل هذه التساؤلات وغيرها، هل حبه الشديد لك هو ما جعلك لا ترين شخصا غيره .. وبعد تفكيرك العميق في الموضوع وفي حال اتخذت قرارك بالاستمرار مع هذا الشاب.. فيجب أن تتحدثي مع أهلك أولا قبل الحديث معه.. قولي لهم أنك تريدين اكتشافه لتري إن كان مناسبا لك أم لا ولن يحدث ذلك إلا من خلال التعامل معه في فترة الخطبة.. وبعدها يكون اتخاذ القرار المناسب في يدك أنت وخطيبك إما الاستمرار أو الابتعاد نهائيا.

وفقك الله في دراستك ورزقك الزوج الصالح.

⇐ هنا أيضًا نقرأ:

أضف تعليق

error: