فتاة ملتزمة في مجتمع منفتح: هل أقبل صداقة شاب معجب بي؟

فتاة ملتزمة في مجتمع منفتح: هل أقبل صداقة شاب معجب بي؟

«علا» تسأل: أنا فتاة في العشرين من عمري أدرس بكلية جامعية للسنة الأولى، بداية أريد أن أصف المجتمع الذي جئت منه فلقد تربت في مجتمع محافظ جدا ومتدين ومغلق و قد أقول أحيانا “متشدد”. منذ صغري لم يشغلني شاغل سوى التقرب من الله عز وجل، أحببت أن أكون عظيمة في الآخرة وأن أعمل خيرا في الدنيا كونت رسالتي منذ أن كنت طفلة فمهما كان المسار الذي تؤول إليه حياتي جل ما أرجوه هو إرضاء ربي. أمي متشددة جدا في الدين ترفض كل شيء تقريبا، تحبسني غالبا في المنزل بلا هدف..

حين كبرت انتقلت أسرتي للعيش في مجتمع مختلف تماما عن المجتمع المحافظ جربت فيها ولأول مرة التعامل مع الجنس الآخر.. والحمد لله لم تواجهني الكثير من المشكلات فقد كنت محافظة وملتزمة وراعيت الحدود بيننا كان الإشكال الأكبر حين دخلت الجامعة المجتمع الجامعي مختلف تماما عن أي مجتمع مررت به.. منفتح جدا.. مليء بالعلاقات.. لا تراعى فيه أي حدود، تضطر غالبا إلى التعامل مع زملاءك يوميا وبشكل مستمر. كانت هذه أول نقطة حيرتني فيه.. هل أكون الصداقات من الجنس الآخر أم أنه لا وجود لمثل هذه الصداقات؟ النقطة الثانية هي أنني في حيرة من أمر زميلي في الجامعة، فمنذ فترة لاحظت أنه يبدي الكثير من الاهتمام ويسأل عني دائما، كان قد طلب مني مرة التحدث في شأن موضوع ما ولكنه تراجع ربما لأنه خجول نوعا ما ليس كأقرانه. أنا والحمد لله محجبة.. الكل يعرف بأنني لا أقبل العلاقات في الجامعة ولا أوافق على هذه الفكرة لذلك يكن زملائي لي كل الاحترام ومع مرور الأيام تأكدت من رغبته بالارتباط بي وسألت عن خصاله فوجدته شابا لابأس به.. احترت في أمره وفي انه إن أرادني حقا لكان ذهب لخطبتي من والدي، أم أنه بسبب المجتمع هنا لا يتقدم الشاب للخطبة إلا بعد أن يعرف خطيبته ويتحدث معها كثيرا لم أدر ماذا افعل؟ استشرت صديقاتي ولكن بحكم أنهن رهينات هذا المجتمع لم اقتنع بما قالوه لي تماما فقد شكروه لي وحثوني على إعطائه فرصة بعد أن كنت أريد إغلاق الموضوع ونسيان الأمر. صليت صلاة الاستخارة ودعوت ربي كثيرا أن يرشدني للطريق الذي يرتضيه لي..

دعوته مرارا وتكرارا وبعد يومين تقريبا تحدثت مع ابنة خالي المقربة إلي بالهاتف وهي لا علم لها تماما بهذا الموضوع فحكت لي عن حلم رأته عني، قالت: أنها رأتني ألبس فستانا أحمر اللون جميلا جدا وبكامل زينتي ولم أكن ارتد الحجاب وأنني كنت منقوشة بالحناء في يداي وقدماي وكأنني مخطوبة وألبس الذهب والمجوهرات التي تملأني، كنت كما تقول في بيت خالتي التي كانت تقول لي مستغربة ومتعجبة “أنت مرتاحة كذا؟” وتؤنبي لأني سأذهب إلى الجامعة بهذا المظهر فقلت لها “نعم مرتاحة ولو تعبت راح أخلي الشنطة ورا ظهري” والجميع كان مستعجبا من مظهري عدا ابنة خالي التي كانت سعيدة جدا لأجلي تعجبت كثيرا من هذا الحلم وتعجبت من أنه يتعلق بالجامعة وبالخطبة وأنني لم أذكر شيئا عن الموضوع لابنة خالتي فماذا تخبرني الاستخارة إذا؟ وماذا علي أن أفعل كيف أقابله يوميا وهل أعطيه فرصة للتحدث؟ وكيف أعرف إن كان هو الشخص المناسب لي؟ أرجو أن تساعدوني في حيرتي هذه ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابـة

ابنتي.. أنت وردة صغيرة في مجتمع كبير.. أنت زهرة بكر في أرض الأشواك.

أسرتك المنغلقة وأمك المتزمتة وحياتك التي انتقلت فجأة إلى الدنيا الواسعة، كل ما مر بذهنك من تساؤلات هي تساؤلات عادية تمر بأذهان أغلب الداخلين إلى الجامعة بناتا وبنينا.. ثم تختلف ردود الأفعال بإختلاف الثقافة والبيئة والمجتمع.

وأنت حتى اللحظة التي بدأت الكلام فيها عن زميلك أستطيع أن اعتبرك إنسانة ناضجة وعاقلة.. ثم بدأ الخيال الخصب يتفتح رغما عنك نتيجة لبيئتك وتربيتك المنغلقة على نفسها، رغم أنك قلت كلمة حق وحيدة إلا أنك نسيتها سريعا أو لنقل وجدت له ألف عذر وعذر: “لو كان يريدك لذهب وطلبك من أهلك” .. هذا أولا.

ثانيا: أنت في السنة الأولى وهو كذلك، والنظرات والسؤال لا تعنى إطلاقا أن الشخص محب ويريد الإرتباط.. ممكن يكون “نفسه يتعرف” ممكن يكون معجب.. ممكن يكون ” بيجرب ذكورته هل سيستطيع الحصول على فتاة تصبح صديقته؟ ولا معنى لكونك محجبة.. فكثير من المحجبات لا يمتن للدين بصلة إلا قطعة القماش على الرأس ولها أصدقاء من الشباب وتتعامل معهم كما تشاء.

نأتي “لسلو” بلدهم أي ما قلتيه هل من عادة هذا المجتمع ألا يخطب إلا بعد أن يتعرف الشاب على الفتاة.. أولا هذا شرع إسلامي وليس عادات مجتمعية.. الفكرة كلها هي كيف يتعرف ومتى؟ هو يطلبها أولا ثم يتعرف عليها.. يعلن عن رغبته في الزواج منها أولا ثم يطلب أن يتعرف عليها قبل الارتباط الرسمي.

حلمك يا شيخ علام الذى رأته بنت خالك لا معنى له ولا طعم ولا لون.. ولا تفسير حاجة.. وشكلك بدون حجاب قد يدل على فقدان الستر وليس على الخير.. فأنسيه تماما.

امضي في طريقك يا ابنتي ولا تضيعي تفوقك والتزامك مع خيالات بلا أصل وأحلام العذارى المخملية.. وترجمة النظرات واللفتات فهي في العادة بلا معنى.. وغير مقصودة.

“ومن يرد فعلا خطبة الحسناء فأبواب البيوت واسعة”: مثل صيني.. يعنى حتى في الصين يعتبروا أن من يريد فتاة زوجة له فلا يوجد أي عائق يمنعه من طلبها من أهلها.. فالباب واسع.

⇐ وهذه المزيد من الصفحات المفيدة:

⇐ أجابتها: د. نعمت عوض الله

أضف تعليق

error: