أريد عروسة جميلة تعيش معي في أميركا

أريد عروسة جميلة تعيش معي في أميركا

«طارق» يسأل: أنا طبيب شاب سوف أنتقل في أقل من شهرين لأميركا للعمل والتدرب هناك وأريد الزواج لأن الأمر هناك في منتهى الصعوبة وأنا حتى لا أريد الزواج من مسلمة أمريكية فالعربية شرط أساسي في الزوجة حتى ينشأ الأطفال في بيت يتكلم الأب والأم بالعربية.

أبحث عن زوجة والمشكلة أن الوقت ضيق قبل السفر في نفس الوقت.. لا أدرى فقد تقدمت لثلاث فتيات حتى الآن ولم أشعر بارتياح كامل من ناحية الشكل فناحية الجمال مهمة بالنسبة لي بالإضافة للدين والقرآن..أنا في حيرة.. هل أتزوج اعتمادا على تدين الطرف الآخر حتى ولو لم أشعر بانجذاب جسدي.

أحيانا أقول لنفسي المهم هو الدين وما دامت غير قبيحة فلا ضرر وفى نفس الوقت أقول إنك ستسافر لأمريكا والنساء هناك جميلات فماذا ستفعل إذا تزوجت من لا تجد في نفسك انجذابا جسديا نحوها، ثم سافرت هناك وقارنت بينها والآخريات فشعرت بضيق.

وأنا لا أريد ذلك فلا أريد أن أظلم بنات الناس معي فهي مسؤولية عظيمة كما تعلمون وقد قال الله عن الزواج أنه ميثاق غليظ ولم يسمى بذلك المصطلح الميثاق الغليظ إلا الزواج وميثاق النبوة!

طبعا ستقولون ولم تنظر للنساء في أمريكا وتقارن، المشكلة أنني مكثت هناك فترة ليست بالقصيرة وكطبيب تتعامل مع التمريض وطبيبات أخريات أو مريضات وهؤلاء إن كن محافظات في الملبس لا يكن محجبات ناهيك عن النظرات الأولى الكثيرة التي تتجمع على القلب حتى لو التزمت بغض النظر طوال الوقت، بالإضافة إلى أنني لست يوسف أو عمر بن الخطاب مثلا!

أنا في حيرة من أمري.. أريد الزواج وجدت متدينات وفتيات ذوات أخلاق ودين ولكن لم أجد حتى الآن من أشعر بالانجذاب والارتياح الجسدي نحوها وفى نفس الوقت الوقت يمر وسأسافر بعد أسابيع وعندما أبدا العمل هناك لن يتاح لي النزول لمصر أكثر من أسابيع قليلة فسيكون الأمر حينها أصعب والفترة الزمنية المتاحة أقل.

أرجو إبداء المشورة وجزيتم خيرا.

الإجابـة

ولدى.. أشعر بقلقك.. ولكن أيها الطبيب النابه.. من استطاع أن يملك كل شيء؟ من في الدنيا كلها استطاع أن يحصل على الـ 100% خاصته على هواه؟

الله سبحانه وتعالى العادل منح عباده كلهم من العطايا ما يجعلهم في النهاية كلهم متساوون.. فهو الرب المعبود وكلنا عبيد مشيئته.. ولكنه حين يمنح أجزاء العطاء يمنحها بما شاء هو وليس بما شاء البشر.

فأنت طبيب = أي شخص ناجح له مستوى عال من الذكاء، وجدت فرصة في أميركا = هذا فضل يحلم به كثيرون ولا يستطيعون الحصول عليه.. ثم تريد امرأة جميلة: طبعا هذا حقك فأنت من سيتزوج ↵ أن تتحدث العربية حتى ينشأ أبنائك في جو عربى مسلم ↵ أن تكون ذات دين ↵ سائر المواصفات الطيبة من أصل وأخلاق وتعليم ومستوى متحضر وطباع مناسبة.. إلخ.

لا أقول أنك تطلب المستحيل ولكنه صعب، وصعب جدا لسببين: أولهما أن الفترة المتاحة لك للإختيار قليلة جدا، وثانيهما أن لكل بلد جمالها وملامحها..

والمصريات يمتزن بالسمار بكل درجاته بعيون خلابة ساحرة، وخفة دم منقطعة النظير وأنوثة قوية، وهذا رأي ورأي الإمام الشافعى رضى الله عنه الذى قال فيما معناه أن من لم يتزوج مصرية فقد مات أعزبا!

إذن فعامل الوقت لا يساعدك، فحتما هناك فتيات لها أصول تركية أو شركسية أو فرنسية وهن يشبهن ما تريد، ولكنك تحتاج بعض الوقت لتجدهن.. هذه بداية كلامي.

الشكل مهم ليس من باب أن الجمال أحد عناصر الزواج بل من باب أن الراحة للملامح أحد عناصر الحب.. وعلى ما يبدو يا ولدى أنك تشتهى من رأيت وهذه لن تجدها هنا أبدا.. ليس لغياب الشبه مطلقا بل لإن الجمال ليس ملامحا فقط الجمال تحكمه أشياء كثيرة أولها العقل ودرجة الذكاء، ثم قوة الشخصية والثقة “فمارلين مونرو” وهى جميلة الجميلات ومثيرة المثيرات لم تستطع أن تصمد في زواج… ليس لفكرة أن الفنانين حياتهم غير مستقرة هذا بدأ أخيرا ولكن لأنها غبية..

وهذا مكتوب عنها وأنت في اميركا وتستطيع أن تقرأ.. وفى النهاية انتحرت لإنها وجدت نفسها مجرد لعبة -دمية يستعملها الرجل ويتركها- بلا تفهم ولا احتواء، في حين أن نانسى ريجان زوجة رونالد ريجان لم تكن في نصف جمالها ولا جاذبيتها ولكنها استطاعت أن تحتفظ بزوجها في نفس هذه الفترة.

فالفتاة التي تعرف جمالها وتعرف كيف تبرزه وكيف تحاور – ليس بالكلام – الرجل أمامها تبدو رائعة الجمال فاتنة وجذابة، كيف سيحدث هذا من فتاة ملتزمة محجبة؟ يتبقى لك الملامح منها فقط.. وأنا اقسم بالله العظيم أن الحجاب يقضى على كل جمال ولذلك فرضه الله، وحين أرى البنات في الحفلات الخاصة بالملابس العادية والشعر والدلع والرقص أحيانا.. أفهم حكمة الله من فرضه الحجاب والحشمة بل وغض الطرف، فما أراه أمامى فتنة لا يستطيع مقاومتها نبي حتى.. وفتنة من كل الألوان والأشكال والأحجام.. والطعم واللون..

لم لا تبحث في أميركا عن مصرية أو عربية؟ ولكن هناك ستتعامل بنظامهم، فهي قد تكون من اصول بسيطة، وزواجها سيوثق مدنيا فتنطبق عليه كل حقوق والتزامات الزواج الأميركي وهي كثيرة ومرهقة، ولكني أعرف أسر جميلة هناك، صحيح بناتها لسن عرب بمعنى الكلمة ولكنهن يستطعن التحدث بالعربية، ولكن هذا سيخلق لك مشكلة مثل الزواج بأجنبية فهي لن تكون مصرية أبدا.. كما أنها ليست اميركية.. هى خليط من ذلك.. فعليك البحث بتأني وهناك في أميركا لديك الوقت الكافى حتى تجد من تتفق مع ميولك ورغباتك الحياتية العادية، لإن البنت أو الولد يكون متشرب من مجتمعه بدرجة كبيرة.. ولو توجهت للمساجد حيث يتجمع المصريون أو المسلمون بوجه عام ستجد من يساعدك في ذلك.. فهم أيضا يفضلوا تزويج البنات لعرب أو مصريين.

أخيرا إذا دخلت لترى فتاة في أى بيت مصرى محترم ويشهد لها الجميع بالجمال والأخلاق والعقل وفى عينيك صورة لفتاة أخرى تقارن بها فأنت لن تراها يا ولدى ولن ترى جمالها ولا مميزاتها.. وصدقنى ليس من السهل على أسرة أن توافق على منحك ابنتهم لتسافر بها من غير سابق معرفة مع كل تاريخ المشاكل والطلاق المنتشر في مصر منذ فترة.

فالناس أصبحت تخاف على بناتها يا ولدي.. فمن يسمح لك ويقبلك لا بد أنهم أسرة متوكلة على الله.. وترى فيك إنسانا يستحق المصاهرة.

قلّب ما قلته لك واستخير واتخذ قرارك مع أطيب أمنياتي يا دكتور..

⇐ هنا أيضًا صفحات واستشارات سابقة:

⇐ أجابتها: د. نعمت عوض الله

أضف تعليق

error: