السفر لدراسة الماجستير: هل أؤجل الزواج أم أبحث عن حلول وسط؟

السفر لدراسة الماجستير: هل أؤجل الزواج أم أبحث عن حلول وسط؟

«سامي»: منذ فترة قريبة بدأت أفكر بالزواج، وبالفعل عقدت العزم، وبدأت أبحث عن الفتاة المناسبة، ولكن قبل فترة جاءني القبول لدراسة الماجستير في إحدى أرقى الجامعات الأمريكية، وهي عبارة عن منحة تغطي نفقات الدراسة والسكن والمعيشة، وهي فرصة قد لا تعوض، ولكن المشكلة هي أني أخاف على نفسي من الانزلاق في الرذيلة؛ حيث إن الوقت المتبقي حوالي شهرين، وهو لا يسمح لي بالزواج قبل السفر، بالإضافة أنني قادم على وضع وعالم جديد ولا أريد أن أتعب شريكة حياتي معي على الأقل في بداية الدراسة، أرجو مساعدتي على الاختيار، وشكرا.

الإجابـة

الأخ المرسل، هل كان السفر هو السبب الرئيسي في نقص إيمانك وضعف مقاومتك؟ في الحقيقة أنني لم أشعر أن الأمر قد تغير بالنسبة لك، ففي كلتا الحالتين أنت تشكو من كثرة المغريات ومن نار الفساد في بلدك ورمضاء الانحلال في البلد الأوروبي، وعلاج المشكلة يحتاج إلى نقطتين:

أولهما أن تسعى إلى إيجاد بيئة صحية ونظيفة من حولك بقدر الإمكان، تقل فيها المغريات وتزداد فيها الطاعات مع شباب صالحين وملتزمين، ولو نويت هذا الأمر بصدق لوجدت مثل هذه البيئة النظيفة هنا أو هناك، ولعلمت أن لكلا المجتمعين أوجهًا أخرى أنت لا تعلمها ولا تنظر إليها.

وعلى النقيض من كلامك، فإنني أعلم شبابًا قد نضج التزامهم ومعرفتهم بالإسلام الصحيح بعد سفرهم إلى بلاد الغرب؛ لما تتمتع به هذه المجتمعات من حرية وانفتاح يسمحان بعرض الإسلام في صورته الصحيحة.

أنا لا أقول بأن هذه هي القاعدة، ولكني أدعو إلى نظرة أكثر عمقًا للصورة كاملة.

والأمر الثاني هو ضرورة الإسراع في خطوات الزواج؛ فالقيام ولو بأي خطوة بسيطة سيؤدي بإذن الله إلى تعاقب الخطوات، والإسراع بالزواج على غير ما تظن وتعتقد سيمثل لك نوعًا من الوقاية والحماية واطمئن، فإنك إذا لجأت إلى الله مخلصًا فسيوفقك للزوجة التي تقبل ظروفك وترضى بها وتسعد بالكفاح معك.

الأخ المرسل، لن يستطيع أحد أن يحدد بدقة مدى إمكانية سفرك للخارج أكثر منك؛ لأنك أكثر الناس قدرة على معرفة أسرار نفسك وما يصلحها وما يفسدها، وأكثر من يمكنه تحديد مدى قدرته على مواجهة هذه المغريات والسلبيات وتوفير البيئة النظيفة من حوله، وشأنك في الدنيا والآخرة سيكون على قدر إرادتك وإخلاصك.

في النهاية، فإن هناك أساليب معروفة لتقليل من حدة الغزيرة الجنسية بصفة عامة ولعلاج مشكلة الاستمناء بصفة خاصة، وهي تتمثل في: استثمار وقت الفراغ في الأنشطة المختلفة الاجتماعية والرياضية والثقافية، وممارسة الشعائر التعبدية وخاصة الصوم والاعتكاف، والبعد عن المثيرات، والالتزام بالصحبة الصالحة والمعسكرات الشبابية الملتزمة.

⇐ هناك المزيد يمكنك مطالعته أيضًا:

⇐ أجابها: د. إيهاب خليفة

أضف تعليق

error: