زواج من شاب بدون شهادة علمية: هل أقبل أم أرفض؟

زواج من شاب بدون شهادة علمية: هل أقبل أم أرفض؟

«سهام» تسأل: تقدم لطلبي شابان عن طريق إحدى الصديقات بطريقة تقليدية، ولا يوجد فرق بينهما ولا عيب يذكر حتى الآن، ولكن ما يشغل بالي في هذا الموضوع أنه ليس لهذين الشابين أي شهادة علمية سوى الثانوية! بالرغم من جودة عملهما والراتب الجيد.

وأنا أعلم علم اليقين أن والدي يهمه المستوى العلمي لأي شاب سيتقدم لخطبة بناته، وكما هو الحال لجميع أفراد أسرتي، وأنا بصراحة أعتبر المستوى العلمي من أهم شروط الزوج، فهل أنا مخطئة في هذه النقطة؟ وهل سأكون قد ظلمت نفسي أو أحد الشباب؛ فأنا جامعية، وكل من في البيت وحتى من هم من أفراد الأسرة الكبيرة كذلك، ولا أحب أن يقال بأن زوجي أقل مستوى مني.

أرجو أن تقترحوا حلا يريحني، مع العلم بأنه لم يتقدم أحد لخطبتي سوى مرة واحدة منذ 3 سنوات، أشكركم، وأعتذر على التطويل.

الإجابـة

الأخت المرسلة، بعد التحية، أنت بالطبع لست مخطئة؛ فمسألة التوافق في المستوى العلمي والثقافي من الأمور المهمة لنجاح العلاقة الزوجية حتى من الناحية الشرعية، وإن وجد بعض التفاوت فينبغي ألا تكون درجته كبيرة، ويفضل أن يكون التفوق فيه لصالح الرجل.

ووجود هذا الفارق في المستوى التعليمي والثقافي لا أستطيع أن أصفه بالصغير أو الكبير، فالمسألة نسبية وبيان الصواب في هذا الأمر يحتاج إلى دراسة باقي العوامل الأخرى، فقد تكون هناك مميزات تجبر هذا النقص كتمتع أي منهما بثقافة عالية وأخلاق فاضلة بعيدًا عن مسألة الشهادات هذه، أو كعدم استغراب البيئة وتقبل الأهل لهذا الارتباط، أو كاستعدادك النفسي بصفة عامة للارتباط بسبب القبول لهذه الشخصية في مجملها.

ولكن في الحقيقة يا أختنا الكريمة، هناك جانب آخر من المسألة أنت لم تتناوليه وهو مواصفاتك أنت شخصيًا وطبيعة فرص الزواج في مجتمعك، فلقد ذكرت مؤهلك العلمي فقط، ولم تذكري شيئًا آخر مثل المستوى الاجتماعي أو المادي أو درجة الجمال.

وأنت أقدر الناس على تقييم نفسك واستنتاج فرص الزواج المتاحة لك، ومن ثم التنازل عن بعض الشروط -بكل رضا- مقابل تنازل الطرف الآخر أيضًا، ولكن كما قلت في حدود معقولة وموزونة؛ لأن الحقيقة التي أريد أن أن أؤكد عليها هي أنه ربما عدم التوافق والتكافؤ والاحترام والرضا والمتبادل يهدد الزواج ربما أكثر من عدم وجود الميل القلبي الشديد في بداية الزواج.

لذلك، فنحن ندعوك في النهاية إلى التأني ودراسة الأمر من كل جوانبه بغير تسرع في القبول دون رضا، ولا تباطؤ قد يضيع عليك فرصًا لا بأس بها.

⇐ ويمكنك مراجعة استشارات حياتية سابقة لدينا:

⇐ أجابها: د. إيهاب خليفة

أضف تعليق

error: