إنها حقا عائلة… كلاسيكية

إلى أولئك الذين هم مِثلي، ينتمون إلى إحدى العائلات الكلاسيكية، أو سَمِّها المحافِظة أو المتدينة… سَمَّها ما شئت.

تلك العائلات التي تريد أن تصنع فارقا في حياة أبنائها، وتدرك تماما أن اختلافا كهذا يحتاج إلى شعورٍ بالمسئولية يتنامى ويتضاعف مع طفلهم كلما كَبُر.

ربما لذلك هم يُربون أولادهم تبعا لقائمةٍ طويلة من الممنوعات وأخرى أصغر بكثير للمباحات… ليس من باب الصرامة بقدر ما هو من باب (المحافظة أو التدين أو… ).

ممنوعات كبرى

دوما أحد أكبر هذه الممنوعات هو.. الأنانية

التي يترجمونها حرفا لطفلهم: أن تُحب نفسك أكثر من حُبك لغيرك… !

{ لكن إن كان كذلك.. فبم يُعَرَّف حُب الذات ؟ وهل حقا كلاهما واحد ؟ أم أن ما جاز ليُرضي فضول طفلٍ لم يعد يجوز ليرضي غرور واقع الكِبار؟! }.

تلك النظرة التي ترتسم على وجوههم في كل مناسبة يتسابق فيها الطفل – فِطريا- ليكون أول الحاصلين على الاهتمام ولو حتى في صورة قطعة حلوى…

وتلك ال (الأنا) التي دوما يعلمونه أنها من الشيطان وأن أي اهتمام بها… حرام

وزيادة في التأديب يعطونه قطعة الحلوى التي يريد… لا ليأكلها ولكن ليعطها لغيره على وعد أن ما يخفونه له أحلى.. !

تماما ككل طائعٍ كبير… يأمل أن ما يخفيه له القدر أفضل.

حتى يكبر ذلك الطفل.. ويدرك أن زورق طفولتِهِ الصغير ما عاد يلائم هياج بحور الكِبار.. لكن عليه أن يصل به إلى المرفأ… لكن أي مرفأ ؟ الله وحده يعلم.

فيجد نفسه إذا صَدَق.. يصدُق بغير حذر..

يَصدُق ويُصدِّق حد الألم.

وإذا أحب أغدَق إغداق من لا يخافُ الفاقة في الحُب.

وإذا أخطأ حمل وزره مع أوزارهم على كتفِه واعترف.

دوما هناك متسعٌ في قلبه لضيفٍ آخر..

دوما على مائدة روحه الكل مدعو…

حتى في مواسم الاعتذارات…

هو أسرع من يقبل العذر لا إلى سبعين عذرا بل إلى مائة

أو ألف.. أو إلى عددٍ غير معدود من الأعذار و الغفران

دون عتاب ودون أن يأخذ منهم ثمن فاتورة الألم التي تسببوا بها

و كشأن الضيوف.. يرحلون.

وكشأن الكِرام.. دائما يكونون هم أصحاب الولائم ” النفسية ” الكبيرة.. وقلما دعوا و قلما لَبوا.. إلى عزائم غيرهم.

يدرك حينها أنه ليس له حق أن يلوم الضيف… أنه رحل

أو أن يلوم فقراء الذوق أغنياءُ ال (أنا) أنهم أكلوا منه وشربوا مجانا..

متسع للنفس

عليه أولا أن يفصل بين الأنانية الشيطانية… وحب الذات الضرورة الإنسانية وال لازمة الفِطرية.

عليه أن يجد لنفسه… متسعا في تعريفه الخاص للحب

على ميزانه أن يعمل في صالحه ولو قليلا..

عليهم أن يدركوا أن الموائد الإنسانية ليست كموائد رمضان

بل هي موائد لا يحضرها غير الأغنياء نفسيا المتعففين عن الأنانية الرديئة…

وبالطبع هي ليست للصوص الذين يخطفون خطفات سريعة ويهربون.. في زمن الانتصارات السريعة والمكاسب الأحادية.

عليه ألا يكتفي بحمل الكروت الصفراء و الحمراء.. بل عليه أيضا أن يجيد استخدامها…

عليه أن يتعلم متى يُنهي اللعبة… لعدم التكافؤ

في النهاية.. عليه أن ينظف خزانة قلبه مما\ممن علقوا به وهم ليسوا منه..

عليه أن يحب نفسه أولا

بقلم: إسلام حجيِ

⇐ طالع أيضًا المزيد من المقالات أدناه:

أضف تعليق

error: