المناشير الإعلامية في الإعلام العربي

في الصحافة العربية هناك الكثير من الأقلام النزيهة التي لا تكتب من أجل مصالحها الشخصية، وهناك أيضا العديد من الإعلاميين العرب الذين لا يرجون من أحد عطاء ولا شكورا، لكن تظل هناك حفنة من الإعلاميين والكتاب، الذين يشابهون المنشار، لكن الميزة فيهم أنهم لا يأكلون على الطالع والنازل فحسب، بل في مختلف الجهات.

هؤلاء الكُتَّاب والإعلاميون منتشرون في صحفنا وفضائياتنا، ولا أحد ضد الاستعانة بأي خبرة عربية في المجال الإعلامي، لكن لا نريد من أي أحد منهم أن يكون سعوديا أكثر من السعودي نفسه، ولا نريد منهم أيضا أن يظهروا أنفسهم بأنهم المحامي الخاص عنا أو عن بلدنا، فنحن لا نعجز عن الكلام والرد.

هذه الفئة المزعجة من المناشير الإعلامية، لا تريد الانقراض مثلما انقرض شبيهها «هاتف العملة»، الذي يتحدث بقدر المال المودع، وقد يكون جزءا من عدم الانقراض مرده لنا، فما زلنا نظن أن لهم فائدة، على الرغم أن كثيرا منهم لم يدافعوا عن شعوبهم وبلدانهم في الأوقات الصعبة، وأصيبوا فجأة بالجدب الفكري، فيما الحقيقة أنهم لا يريدون أن يخسروا أي زبون محتمل، فهم يتنقلون بين الموائد في مختلف العواصم العربية.

المناشير الإعلامية في الإعلام العربي معروفة، لكن مشكلتها اليوم أن الشق اتسع عليها، فهي تركض في هذا الاتجاه لتقول إن هناك حكيما وقف موقفا للتاريخ، ثم ما تلبث أن تركض في الاتجاه المعاكس لتقول إن آخر هو آخر الصامدين، مشهد من التعري الأخلاقي، سبق لكثيرين التحذير من أبطاله، وأنهم ليسوا إلا حناجر صدئة تتلقف المال من كل مكان.

بقلم: منيف الصفوقي

هنا من أجلِك: تعبير عن أهمية الإعلام

أضف تعليق

error: