أكثر الهدايا تأثيرا تلك التي ترافقها كلمات نابعة من القلب

أكثر الهدايا تأثيرا تلك التي ترافقها كلمات نابعة من القلب

لقد كشر الصيف عن أنيابه، وبدأ الناس هنا في قطر يجهزون أنفسهم لقضاء إجازاتهم خلال الأيام المقبلة، وبينما خطط البعض للسفر منذ بداية العام، فقد قرر البعض الآخر السفر في آخر لحظة ويحمل عتاده ويسافر.

وبينما يجهزون حقائبهم للسفر يفكر كل واحد منهم في الهدايا التي عليه أن يحضرها معه، وأما الذي قرر عدم السفر فيحلم بالهدايا التي تحاصره من كل مكان بعد عودة الأهل والأحبة. نعم الهدية محبوبة ومرغوب فيها، لاسيما إذا جاءت ممن تحمل حبه في قلبك.

المسافر والهدية

اسمعوها منهم مباشرة..

تقول مها: “منذ نزولنا من الطائرة ونحن نسأل عن السوق، وقد لا تكفي أيام السفر لشراء الهدايا.. وأحيانا وفي خضم شراء الهدايا ننسى أن نشتري لأنفسنا أي شيء”.

وتعلق أم علي: “صحيح أن أم محمد أرسلت لي حقيبة تحمل هدايا مختلفة ومتنوعة، لكني أستحي أن أرسل لها أقل من ذلك.. وفي بعض الأوقات أكمل بقية الهدايا من قطر إذا لم تقنعني الهدايا التي أشتريها أثناء سفري، طبعا ما يليق أن تكون هديتي أقل من هدية أم محمد”.

وتتعجب حصة معقبة: “كنت مع أمي في رحلة للعمرة، وطبعا أمي معارفها كثر، ويرسلون لها هدايا متنوعة، ووالدتي قليلا ما تسافر، فكانت هذه الرحلة فرصة للرد على هدايا معارفها. ومن مكة تعارف أهل قطر على شراء نوع معين من الهدايا مثل الأقمشة، وسجادات الصلاة وماء زمزم، وطبعا كنا نقضي في المحال التجارية، خاصة محال الأقمشة، ساعات طويلة وتظل والدتي تتذكر معارفها وتقطع من الأقمشة.. وكثيرا ما يدخل علينا وقت الصلاة ونحن في السوق.. طبعا لا أستطيع عتابها؛ لأني مهما وضحت وبينت وأفتيت أن مكة للعبادة وليست للتسوق، فلن أصل إلى نتيجة، ولا ننتهي من شراء الهدايا حتى يعلن وقت العودة إلى بلادنا سالمين”.

عبق الهدية

تقول إحداهن: “أحب إذا صحوت الصبح وأثناء تجولي في حديقة المنزل وقد لفتت نظري زهرة باسقة أو وردة جميلة أن أقطفها لأوزعها على الأخوات في العمل، بغرض إدخال السرور على أنفسهن، ولي تعليق أظل أكرره دائمًا: (استنشقوا العبير واشكروا الله وسبحوه)، بل كثيرا ما أحتاج أن أهدي أحدا لأني أشعر أن الهدية تعطيني شحنا ودعما نفسيا كبيرا، خاصة إذا كان لها تأثير طيب على من أهديته”.

وترد عائشة: “صحيح.. يحدث كثيرا عندما أتجول في السوق لشراء بعض حاجياتي فيلفت نظري بعض الأشياء الصغيرة التي تذكرني ببعض من أقاربي أو صديقاتي، بل أحيانا أشعر أن هذه الأشياء تحدثني وتقول: (أنا أناسب ذوق فلانة، أرجوك اشتريني).. فأشتريها وأبذل جهدا في تغليفها ووضع الكلمات المناسبة، فعندما أقدمها، ولأنها من القلب تصل للقلب، بل كثيرا ما تكون هذه الأخت بحاجة لهذه الهدية، لأي سبب من الأسباب”.

وتبادر خلود: “إذا قررت أن أشتري هدية فإنني أدقق في البحث، فمثلا أستفسر أحيانا عن الذي سأهديه الهدية، ما هي احتياجاته، فأشتري ما ينقصه، مثلا إذا كان نزل بيتا جديدا، أو أتأمل وأتذكر ما أكثر ما يدخل السرور على قلوب من سأهديهم، وأعتني كثيرا بشكل التغليف وتقديم الهدية؛ لأنه في نظري دليل على الاهتمام والاعتناء سواء في اختيار الهدية أو تغليفها أو الكلمات التي سوف أكتبها”.

هدية المناسبات

ما أكثر المناسبات التي أصبحت تشكل روتينا في علاقاتنا الاجتماعية في العصر الحاضر، فمن هدايا الزواج إلى النجاح ويوم الميلاد وغيرها، والتي نهدي ونبذل فيها الجهد، وأحيانا يشبه أداء الواجب وليس أكثر دون أن تعبر الهدية عن حقيقة مشاعرنا.

الهدية في رأيي لن تكون هدية إلا إذا خالطتها مشاعر الحب والود والاحترام والتقدير، والهدية لن يكون لها أثر إلا إذا كانت من القلب، وأكثر الهدايا في نظري تأثيرا تلك التي ترافقها كلمات صادقة نابعة من القلب.

تفقد الهدية طعمها ونكهتها إذا كانت متكلفة ومبالغًا فيها، خاصة إذا بالغ الإنسان في اختيارها، أو إذا كانت لغاية أو لتحقيق هدف آخر غير التعبير عن الحب والتقدير.

بل لا تحقق الهدية غرضها إذا كانت هناك تفرقة في نوع الهدية المقدمة من شخص إلى شخص، أي حسب المقام والنسب واللقب والمنصب، كما لا يكون للهدية طعم إذا تكررت لسبب ودون سبب؛ حيث تفقد الهدية أثرها وقدرها.

وقبل أن تغلقي حقيبتك أهمس في أذنك بقول رسول الله ﷺ: «تهادوا تحابوا»، وإذا أحببت أن تهدي فلا تكلفي نفسك، وتكفي هديتك مهما كانت صغيرة إذا كانت من القلب، أما أنا فتكفيني ابتسامتك؛ فهي أحلى وأجمل هدية.

بقلم: مريم آل ثاني

⇐ طالع المزيد من المقالات أيضًا:

أضف تعليق

error: