التكافل الاجتماعي في رمضان

المواسم لعبة متقنة ومتاحة للكل بدءا من المستثمر ومرورا ببائع البرشومي وانتهاء بلاعب الكرة.. مواسم الصيف والشتاء والسياحة والعطلات والكشتات لا شك أن لها جمهورها الخاص من المستثمرين والمتعاملين.

رمضان وحده يمثل الرقم الأكثر تميزا في معادلة المواسم.. فالاستثمار متاح للجميع دينيا واجتماعيا ونفسيا وصحيا، ولكن بعضنا يحمل السذاجة على كفه إن تصدق ويخلط الإثم بالحسنى إن أمر بمعروف ويخطو بقدمين إحداهما تسوقه لشراء بضاعة والأخرى تتجنب السير جوار مسكين يطلب العون على قارعة الطريق، ونوع ثالث يقود سيارته لجامع الحي ليؤدي الصلاة وبعد أن يفرغ منها يعود ليدخل في تراشق لفظي مع جاره على مواقف السيارات، وأسر تتجادل ليلا من أجل وجبة فطور أو سحور اليوم التالي أو وليمة بعد أسبوع.

رمضان شهر واحد ولكنه يؤسس لعام كامل حتى يأتي شهر جديد.. الجمعيات الخيرية مشغولة بالتفنن في تنفيذ مبانيها التي باتت تضاهي مباني فروع الوزارات والفنادق في المدن، وهيئة الإغاثة مشغولة بالمؤتمرات الموسمية وحفر الآبار في إفريقيا، بينما مزارع جازان وأهالي بعض القرى فيها يبحثون عن قطرة ماء كي تروي الشجر والماشية، أما المتصدقون أو فاعلو الخير فينتظرون من يطرق بابهم وكأن الأجر يبحث عنهم، ولا نجد من التكافل سوى العصير والمياه وتمر مغلف قادم من أرفف المستودعات كي يوزع عند الإشارات.

وينتهي رمضان ويختفي هلاله وتختفي معه عربات الصدقات وكراتين الأغذية وكأن الصدقة موسمية وفق تعبير الجهات الخيرية.

نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل في التكافل الاجتماعي.. رمضان دورة تأهيلية مكثفة للمحسنين وفي تهذيب المتكافلين في الخير كي يتحول فاعل الخير والإنسان إلى كائن تكافلي يشعر بويلات الآخرين دوما، لأن ضيق ذات اليد لا تعترف بيوم دون غيره، لأن الدهر كالجسد تماما.. كتلة واحدة لا تتجزأ وفعل الخير يسير في البوتقة ذاتها.

بقلم: عبده الأسمري

وهنا تقرأ: برامج رمضانية.. لكن «للكلام غاية ولنشاط السامعين نهاية»!

أيضًا، يمكنك الاطلاع على: المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان

أضف تعليق

error: