خطبة عن فضل يوم عرفة، الدعاء فيه، وما ينبغي علينا فعله خلاله

نأتي اليوم لنزيدكم من الخطب القوية البليغة. وهذه خطبة عن فضل يوم عرفة، وفضل الدعاء فيه، والتكبير خلاله، وصومه، وما ينبغي علينا فعله خلاله. نعم؛ إن هذه بعض عناصر خطبة اليوم التي ستكون خطبة الجمعة القادمة في كل مساجد المسلمين على وجه الأرض.

نعم؛ فلا أعتقد أن هناك خطباءً أو أئمة سيجدون موضوعًا لخطبة الجمعة غير هذا؛ خاصَّة وأن الخطبة التي سبقته كانت عن فضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، والخطبة التي تليها هي خطبة عيد الأضحى المبارك. لِذا؛ فلا أهم ولا أجَلّ من الحديث عن فضائل يوم عرفة من كافَّة الجوانب -قدر المستطاع- في كل الجوامِع.

مقدمة الخطبة

إن الحمد لله ﷻ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله ﷻ من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

من يهده الله ﷻ فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﷺ.

الخطبة الأولى

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة في النار.

أما بعد عباد الله؛ يقول ربنا ﷻ وهو أصدق القائلين ﴿وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ | وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ |وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾.

أخرج الإمام الترمذي في سننه بإسناد حسّنه الألباني رحمة الله ﷻ عليه عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله ﷺ قال «اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة».

فضل يوم عرفة

كما قال ﷺ اليوم المشهود هو يوم عرفة فتنزل عليهم الرحمات، وتُغفر لهم السيئات، وتُرفع لهم الدرجات، وفيه المباهاة والعتق من النيران.

وهذا يدل على شرف هذا اليوم وقدره عند الله رب العالمين لأن الله ﷻ العظيم لا يقسم إلا بعظيم، وأقسم الله ﷻ بهذا اليوم للدلالة فضله وشرفه ومنزلته عند الله رب العالمين.

ومما يدل على فضل هذا اليوم وشرفه أنه يوم من أيام الأشهر الحرم، التي قال الله ﷻ عنها في كتابه ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾.

أربعة حرم ثلاث متواليات؛ ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الفرض الذي بين جمادى وشعبان كما قال النبي الإمام ﷺ.

يوم عرفة من أعظم الأيام عند الله

هذا معظم أعمال الحج تقع فيه لأن رسول الله ﷺ قال الحج عرفة ففيه ركن الحج الأعظم، وفيه الوقوف بعرفة، وفيه الدعاء، وفيه المغفرة والرحمات.

﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾؛ وهي شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة كما أخبرنا النبي ﷺ.

وهذا اليوم يوم من أفضل وأعظم الأيام عند الله رب العالمين لأن النبي ﷺ قال «أفضل أيام الدنيا أيام العشر».

فهذا اليوم وهو من أيام العشر من أفضل الأيام عند الله رب العالمين، وهو من الأيام التي أثنى الله ﷻ عليها في كتابه فقال ﷻ ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾.

الأيام المعلومات هي الأيام العشر من ذي الحجة كما قال ابن عباس -رضي الله ﷻ عنهما- وهو من جملة الأيام التي أقسم الله ﷻ بها بيانا لفضلها، وبيانا لقدرها وشرفها.

قال ﷻ ﴿وَالْفَجْرِ | وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ الليالي العشر هي العشر الأول من شهر ذي الحجة كما قال كثير من أئمة السلف والخلف رحمة الله على أمواتهم وحفظ الله ﷻ أحيائهم.

يوم عرفة من أفضل أيام الدنيا

فيوم عرفة هو يومٌ أقسم الله ﷻ به، وهو من أشهر الحج، وهو من الأشهر الحرم، ويوم أثنى الله ﷻ عليه، ويوم هو من جملة الأيام التي أقسم الله ﷻ بها، ويوم هو من أفضل أيام الدنيا عند الله رب العالمين، ويوم من الأيام التي يكونُ العمل الصالح فيها أفضل عند الله رب العالمين من غيرها من الأيام كما أخبر النبي ﷺ.

في هذا اليوم أكمل الله رب العالمين لنا الدين، وأتم الله ﷻ علينا النعمة وهذه نعمة من أعظم نعم الله ﷻ علينا وعلي الناس ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ﴾.

في هذا اليوم أنزل الله ﷻ على نبينا ﷺ ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾.

فهذا اليوم أكمل الله ﷻ علينا الدين، وأتم الله ﷻ علينا النعمة فالدين تام كامل لا يحتاج إلى عقل عاقل، ولا إلى تفكير مفكر حتى يستدرك على الشرع الأغر، ولا يحتاج لأحد أن يتعبد لله رب العالمين بما لم يأتي في الشرع المطهر لأن الدين كامل فلا زيادة فيه ولا نقصان.

فمن نقص منه شيئا فقد جحد ما أنزل الله ﷻ على محمد ﷺ، ومن زاد فيه شيئا فقد اتهم النبي ﷺ بالخيانة، وأنه ﷺ لم يبين لنا ما أنزل الله ﷻ عليه وهو مكذب لصريح القرآن لأن الله ﷻ قال ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾.

فلا زيادة فيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا نقصان، والدين هو كل ما جاءنا عن الرسول ﷺ كتابًا وسنة بفهم الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

هذه الآية كانت نعي رسول الله ﷺ، لم ينزل بعدها حلالٌ ولا حرام، وعاش النبي ﷺ بعدها واحداً وثمانين يوما ﷺ.

في الصحيحين عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله ﷻ عنه فقال: يا أمير المؤمنين آية أية في كتابكم، آية تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر: وأي آيةٌ هي؟ قال: قوله ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والساعة التي نزلت فيها نزلت والنبي ﷺ قائم بعرفة في يوم جمعة وكلاهما لنا عيد، والفضل لله رب العالمين.

فالدين كامل والشرع الأغر أكمله الله رب العالمين، فمن جاء بقول، ومن جاء بفعل، ومن جاء بعقيدة، ومن جاء بعبادة لم يأتي بها النبي ﷺ فهي باطلة وعليه مردودة لأن الله ﷻ أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا فلله الحمد أولاً وآخرا، وظاهرا وباطنا، وسرًا وعلنا، الحمد لله في الدنيا وفي الآخرة.

أهل عرفات يُباهي الله بهم الملائكة

وفي هذا اليوم، يباهي الله رب العالمين بأهل عرفات ملائكته ﷻ. يقول النبي ﷺ «إن الله ﷻ يباهي بأهل عرفات أهل السماء» يقول لملائكته ﷻ: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا.

يباهي بكم ملائكته، يباهي بكم حتى يعرف الملائكة قدركم في الملأ الأعلى وهذه المباهاة دليل مغفرة السيئات، ودليل على قبول الله ﷻ الأعمال من عبادهِ، ودليل على عتق الرقاب من النيران، وفيها إظهار فضل بني آدم في الملأ الأعلى عند ملائكة الله رب العالمين.

انظروا إلى عبادي، -إلى عبادي- أضافهم إليه تشريفًا وتكريما «جاءوني شعثا غبرا»، تركوا ديارهم وتركوا أموالهم، وتركوا أولادهم، فكم من تاركٍ لزوجة وضيئة، وكم من تاركٍ لفراش لين، وكم من تاركٍ لداره وأهله ووطنه، وكم من مريض خرج مُتحاملاً على مرضه، وكم من كبير خرج رغم كبره وضعفه، وكم من ضعيف خرج يتكئ على عصاه، وكم من عاجز خرج محمولًا يأتون إليه، كم من تارك لتجارة ورزق، وكم من تارك لمصالح دنياه يرجو رحمتي، ويخشى عذابي، أُشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم، أفيضوا عبادي، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له كما أخبرنا النبي ﷺ.

يوم عرفة يوم المغفرة

في هذا اليوم تنزل الرحمات من الله رب العالمين على أهل الموقف، فإن النبي ﷺ نادى في يوم عرفة على بلال -رضي الله ﷻ عنه- «يا بلال»؛ قال: لبيك يا رسول الله. قال: «أنصت لي الناس» أي مرهم أن ينصتوا وأن يستمعوا لرسول الله ﷺ. فقام بلال بأعلى صوته: أيها الناس أنصتوا لرسول الله ﷺ. فأنصت الناس فقام النبي ﷺ فيهم خطيباً «أيها الناس إن جبريل -عليه السلام- قد جاءني آنفا» أي؛ منذ قليل «وأقرأني من ربي السلام، وأخبرني أن الله ﷻ غفر لأهل عرفات، وغفر لأهل المشعر الحرام وتحمل عنهم التبعات» وقال عمر -رضي الله ﷻ عنه-: يا رسول أهذا لنا خاصة؟ قال النبي ﷺ «بل لكم ولمن جاء بعدكم إلى يوم القيامة» فقال عمر: كثر خير الله وطاب، كثر خير الله وطاب يا رسول الله ﷺ.

تنزل المغفرة والرحمات من الله ﷻ على أهل عرفات، وعلى أهل المشعر الحرام، ويضمن عنهم التبعات أي؛ ما يتعلق بالعباد بعضهم ببعض كما قال أهل العلم -رحمة الله ﷻ عليهم-.

يوم عرفة يوم العتق من النار

في هذا اليوم يعتق الله رب العالمين رقابًا من النار، يقول النبي ﷺ «ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله ﷻ فيه عبيدا من النار من يوم عرفة» فكم من رقبة يعتقها الله رب العالمين في هذه العشية المباركة، كم من عبد يخرج من دياره ويرجع إلى أهله وقد قبل الله حجة، وقد غفر الله ﷻ ذنبه، وقد أعتق الله من النار رقبته.

فكم من رقبة يعتقها الله رب العالمين في هذه العشية بشرط البراءة من الشرك، وبشرط البراءة من النفاق، وبشرط البراءة من الرياء، وبشرط البراءة من محبطات الأعمال.

يقبل الله منهم، ويباهي بهم ملائكته، ويغفر الله ﷻ لهم، ويعتق من النار رقبتهم وهو صاحب الفضل والمن والإنعام.

فاللهم لا تحرمنا جميعًا من حج بيتك الحرام واحملنا إليه من قابل حجاجا ومعتمرين إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وأنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير.

وصلى الله وسلم وبارك على إمامنا ونبينا محمد ﷺ.

وهذه: خطبة: الحج رسائل وحكم «كاملة – مكتوبة جاهزة»

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده وصلاة وسلامًا على من لا نبي بعده إمامنا ونبينا محمد ﷺ وعلى من تبعه وسار على نهجه.

ما ينبغي علينا فعله في يوم عرفة

أما بعد عباد الله؛ فيوم بهذه المنزلة، ويوم بهذه المكانة، ويوم بهذا القدر والشرف ما الذي ينبغي على العبد أن يقوم به حتى يفوز بذلك اليوم؟.

الذي ينبغي أن يكون عليه العبد منا في هذا اليوم العظيم المبارك لعله أن ينال شيء من رحمة الله ﷻ ومغفرته ورضوانه، لعل الله أن يتفضل عليه فلا يشقى بعد ذلك أبدا.

ينبغي على العبد أن يصوم في ذلك اليوم صيامًا على الوجه الشرعي المرضي عند الله رب العالمين لقول النبي ﷺ وهو يتحدث عن صيام عرفة قال «أحتسب على الله أن يكفر بصيامه ذنوب سنتين» «أحتسب على الله ﷻ أن يكفر الله ﷻ بصيامه سنة قبله وسنة بعده» كما قال ﷺ.

فضل صيام يوم عرفة

والصيام الذي يقع به التكفير أي؛ تكفير الخطايا والسيئات ينبغي أن يكون صيامًا يُرضي الله ﷻ ليس الصيام من الطعام والشراب إنما الصيام من اللغو والرفث، من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.

يقول النبي ﷺ «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه».

ليس الصيام من الطعام والشراب إنما الصيام من اللغو والرفث «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب» كما علمنا النبي ﷺ.

فأي صيامٍ يكفر الله ﷻ به خطايا العبد وهو يلغ في أعراض الناس ويتتبع العورات ويذكر السيئات، ويتكلم بما لا يُرضي الله رب الأرض والسماوات؟! أي صيام يقبله الله ﷻ والعبد فيه تاركٌ للصلاة، ولا يعظم شعائر الله، جريء على محارم الله رب العالمين؟!

فينبغي أولاً أن تحرص على صيام ذلك اليوم صيامًا صحيحًا مرضيًا مقبولًا عند الله رب العالمين، وينبغي عليك أن تعلم الذنب الذي يغفره الله، الذنوب التي يكفرها الله هي الصغائر وليست الكبائر.

وأما الكبائر فلا بد لها من توبة صادقة مع توافر الشروط والأركان حتى يقبلها الله رب العالمين من العبد.

كذلك يغفر الله ﷻ السيئات عدا ما كان بين العباد بعضهم مع بعض لأنه لا عفو فيه إلا أن ترد المظالم إلى أصحابها، وأن ترد الحقوق إلى أهلها.

وأما أصحاب الحقوق فلا بد من أن يأخذوا حقهم إما في الدنيا وإما في الآخرة، وفي الدنيا كما تعلمون الأمر هين ميسور، ما هو إلا مال يذهب ويجيء. وأما في الآخرة ما هي إلا الحسنات والسيئات كما قال النبي ﷺ.

التكبير يوم عرفة

في يوم عرفة يبدأ التكبير في أدبار الصلوات من بعد فجر عرفة، وأصح ما ورد في التكبير عن أصحاب رسول الله ﷺ

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله

الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

وقولهم خير من قولنا، وعملهم خير من عملنا، وهم أفضل منا في كل قول وعمل ودين -رضي الله عن الصحابة أجمعين-.

فضل الدعاء في يوم عرفة

في هذا اليوم ينبغي على العبد أن يُقبل على دعاء ربه ﷻ لأن النبي ﷺ قال «خير الدعاء دعاء يوم عرفة».

في هذا اليوم أقبِل على دعاء ربك، سل ربك من فضله العظيم، اسأل ربك ﷻ أن يغفر لك ذنبك، واسأل ربك ﷻ أن يفرج عنك همك، واسأل ربك ﷻ أن يقضي عنك دينك، واسأل ربك ﷻ أن يبارك لك في مالك وأهلك، واسأل ربك ﷻ أن يبارك في مالك وولدك، واسأل ربك ﷻ أن يسترك وأن يعافيك في الدنيا والآخرة، اسأل ربك ﷻ من كل خير.

أقبل على الله رافعا يديك إليه مُقبلًا بقلبك عليه، متذللًا خاشعًا بين يديه، داعيًا ربك ﷻ، فهذا يوم تستجاب فيه الدعوات كما أخبر النبي ﷺ.

ابن القيم رحمة الله عليه لما ذكر الساعة التي يُستجاب فيها الدعاء في يوم الجمعة، وذكر اختلاف أهل العلم في تحديدها وتعيينها قال وما على العبد؟ وماذا على المرء؟ إذا كانت له حاجة تُقضى في ساعة من نهار أن يظل اليوم كله داعيًا ربه ﷻ.

إذا علمت أن هناك ساعة في هذا اليوم يستجاب فيها الدعاء فما يضرك أن تظل اليوم كله داعيًا ربك ﷻ.

في يوم عرفة يستجيب الله ﷻ الدعاء «خير دعاء» كما قال إمام الأنبياء هو «دعاء عرفة» كما قال ﷺ.

أكثروا في يوم عرفة من شهادة التوحيد

وعلي العبد أن يكثر في هذا اليوم العظيم من شهادة التوحيد لا إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عملًا بقول رسول الله ﷺ «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».

خير ما قاله النبي ﷺ لا في يوم عرفة وحده، وإنما في كل الأيام، ولكن ينبغي على العبد أن يكثر منها في هذا اليوم العظيم المبارك.

على العبد أن يُقبل على فرائض الله، وأن يعظم شعائر الله، وأن يجتنب ما حرم الله، فهذا يوم حري بمن ملك سمعه وبصره ولسانه، وكف جوارحه عن الآثام، وترك أكل الحرام، وتجنب المحارم، وأقبل على طاعة الله، حري بمن كان هذا حاله أن يغفر الله رب العالمين له، وأن يعفو الله رب العالمين عنه، وأن يُعتق رب العالمين من النار رقبته.

استعدوا ليوم عرفة واحضروا النية

عباد الله هذا يوم عظيم مبارك فاستعدوا له بما استطعتم من نيات صادقة، وأعمال صالحة وشمروا فيه عن ساعد الجد، ودعوا عنكم التواني والكسل، واروا الله ﷻ فيه من أنفسكم خيرا لعل الله ﷻ أن يشملني وإياكم بواسع رحماته، وأن يغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا وما هو أعلم به منا.

وهنا لا تفوتكم: خطبة عن عشر ذي الحجة ويوم عرفة.. خير أيام الدنيا

الدعاء

  • نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لنا وللمسلمين أجمعين.
  • اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
  • اللهم اغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا، واشرح صدورنا، واقض عنا ديننا، واحفظ أولادنا، وصن أعراضنا، وانزع الغل والشحناء من بيننا.
  • اللهم وحد صفنا، واجمع كلمتنا.
  • اللهم احملنا إلى بيتك الحرام حجاجاً ومعتمرين.
  • اللهم لا تحرمنا فضلك العظيم واكتب لنا حج بيتك الحرام.
  • اللهم طهرنا من الحرام.
  • اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، ولمشايخ وعلمائنا، ولمن له حق وفضل علينا.
  • اللهم احفظ مصر وشعبها، واحفظ مصر وأهلها، واحفظ مصر وجيشها، ووفق ولي أمرها لما فيه صلاح البلاد والعباد.
  • اللهم أهل علينا هذا العيد بالخير واليمن والبركات.
  • اللهم اجعله عيدًا مباركا علينا وعلى أمة محمد.
  • اللهم اجعل مصر أمنا أمانا إيمانا وإسلاما، وارفع رايتها يا رب العالمين.
  • اللهم احفظ مصر من البلاء، واحفظ مصر من الغلاء، ونجها من كيد الأعداء.
  • اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء، ونعوذ بك من علم لا ينفع ومن عين لا تدمع ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن عمل صالح لا يرفع.
  • اللهم استجب دعائنا، اللهم لا تردنا بعد هذا الدعاء خائبين، ولا من رحمتك مطرودين، واغفر لنا برحمتك يا رب العالمين، وأحسن لنا الختام أجمعين، واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله ﷺ.

خطبة فضل يوم عرفة

  • ألقاها: فضيلة الشيخ هاني مصطفى نجم -حفظه الله-.
  • فحواها: بيان فضائل يوم عرفة، وفضل الدعاء فيه، وفضل صيامه، وما ينبغي على المسلم فعله في هذا اليوم العظيم المبارك.
  • خطبة أُخرى مُقترحة: خطبة عيد الأضحى المبارك مكتوبة.. بليغة وقوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top