قبل الهجرة إلى بلاد الغرب.. هذه أمور ونصائح يجب على المسلم معرفتها

تمت الكتابة بواسطة:

قبل الهجرة إلى بلاد الغرب

يسأل البعض عن الأوضاع في بلاد الغربة ويطلبون ممن سبق لهم التجربة نصائح عن العيش في هذه البلاد. وهنا أتينا لكم بتجربة حقيقية من الأخ سفيان إعلوشن، حيث يقدم لكم ملاحظات ونصائح وخبرات؛ بعنوان: ما يلزمك معرفته قبل الهجرة إلى أوروبا.

فيقول..

أنا بكل صراحة لا أجد نفسي في مقام تقديم النصح، والسبب بكل بساطة أنني حديث العهد بهذه البلاد، فأنا جئت إلى هنا منذ أربع سنوات ولكن سوف أقدم ما راكمته من تجربة متواضعة.

لكن في البداية أريد أن أخبركم أن ما سأقوله لكم لن تكون فيه معلومات عن العمل أو السكن أو النظام الضريبي، لسببين: أولهما أن هناك كثيرون تحدثوا عن هذا الموضوع، وثانيهما أنني أعتقد أن العمل والسكن هما من الأرزاق، وكما يقول أهلنا في مصر “كل واحد ونصيبه”.

فتجربتي أنا مع العمل والسكن هنا تختلف عن كثير ممن هم محيطون بي، لذلك أريد الاقتصار والتركيز عن موضوع لا يُتطرق إليه كثيرا، وهو كيف تحافظ على دينك ودين أبنائك في هذه البلاد.

ثم أردف: بالنسبة لي؛ لما عزمت على الانتقال للعيش هنا كنت أُكثِر من مشاهدة مقاطع العلماء والدعاة يتحدثون فيها عن الهجرة. كان يهمني جدا الاستماع إلى نصائحهم، ومن بين الذين استفدت منهم كثيرا دكتور اسمه طارق الحبيب. لا زلت أتذكر قوله: إن المغترب أو المهاجر يمر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي مرحلة الفرح والنشوة، المرحلة الثانية مرحلة الحزن، والمرحلة الثالثة “أسماها” مرحلة الاندماج.

مراحل يمر بها المهاجر/المغترب في الدول الغربية

اسمحوا لي أن أتوقف عند كل واحدةٍ منها لأنها مهمة جدا، خاصة وأنني بعد أربع سنوات من الهجرة اكتشفت أن كلامه صحيح ودقيق جدا.

مرحلة الفرح والبهجة

أنا أول مرة جِئت إلى هنا كنت فرحا ومبتهجا، كنت أكتشف العالم الجديد الذي جئت إليه. ولا أخفيكم أن أكثر شيء شدني هو الهدوء والصمت، لا زلت أتذكر أنني لم أسمع بوق سيارةٍ لأكثر من أسبوعين.

كان هذا الجو بالنسبة لي هو الجو المثالي الذي كنت أبحث عنه.

أُعجبت كذلك بالمساحات الخضراء والنظافة والأماكن الكثيرة المخصصة للأطفال.

رغم الظروف المادية الصعبة في البداية إلا أنني كنت فرحا.

مرحلة الحُزن

بعد مدة جاءت المرحلة الثانية، مرحلة الحزن. أؤكد لكم أنني شخصيا مررت بهذه المرحلة، وهذه المرحلة تأتي بعد أن تتعمق في التفاصيل، تلك التفاصيل التي تجعلك ترى جوهر الأمور، فلا يبقى للمظاهر الخارجية ذلك الوزن وذلك الاهتمام كما في السابق.

صدمني كثيرا الواقع الذي يعيشه الناس داخل البيوت، حياة الشباب، الانحلال الأخلاقي، الجرائم الغريبة التي تحدث في الواقع ولا نرى لها أثرا في الإعلام.. وأشياء أخرى كثيرة لا لذكرها الآن.

نعم؛ بدأ الحزن يدب إلى قلبي وبدأت أحن إلى بلدي. تخيل أن عاشقا للصمت والهدوء مثلي بدأ يحن للضجيج.

كما أنني افتقدت صوت الأذان وأجواء رمضان والأعياد والجلسات العائلية؛ تلك الجلسات العائلية التي لم أجد مثلها هنا. هنا حيث العلاقات الاجتماعية تغلب عليها البرودة وعدم الاهتمام، أو ما يطلق عليه بالنزعة الفردانية.

مرحلة الاندماج

بعد مدة -وكما قال الدكتور طارق الحبيب- جاءت المرحلة الثالثة وهي مرحلة الاندماج، التي أمُر بها الآن، وأستطيع أن أقول لكم إن هذه المرحلة هي أهم وأخطر مرحلة.

أحسست بهذه المرحلة بعد أن أدركت أن لا سبيل للعودة إلى المغرب، بسبب العمل وبسبب مدرسة الأطفال هنا وبسبب نمط الحياة الجديد الذي اعتدت عليه. كما أنني لا أريد أن أعود خالي الوفاض، فأنا جئت إلى هنا لإنجاز أهداف وتحقيق ما كنت أطمح إليه.

إذًا؛ بعد أن تقتنع بأنك مُستقر هنا لا محالة تأتي مرحلة الاندماج، ويمكن أن أُلخص إشكالية الاندماج فيما يلي:

أنت كمسلم عندك دين يؤطر حياتك كلها، دين لا يقتصر دوره على المسجد فقط بل في البيت وفي الشارع وفي العمل؛ وفي المقابل هناك نظام أنت تعيش داخله ومفروض عليك. وهذا الواقع يتعارض إما جزئيا أو كليا مع دينك، حسب البلد الذي تقيم فيه.

إذا هل ستندمج اندماجا كاملا على حساب دينك؟ أم أنك ستواجه النظام والمجتمع بأكمله، وتتمسك بكل جزئية من جزئيات دينك أم أنك ستحاول الموازنة بين دينك ودنياك؛ بحيث لا تتعارض هذه الأمور مع الإسلام؟

هذا السؤال يجب أن يجيب عليه كل من يعيش في الغرب أو ينوي القدوم للعيش في الغرب.

وهنا تجدون: دعاء السفر مكتوب ومشتمل على أطيب الأدعية لكل مسافر عزيز وغالي

دولة لا يُنصح بالهجرة إليها

لذلك أنصح من ينوي القدوم للعيش في الغرب أن يتجنب الذهاب إلى فرنسا، فرنسا لم تعد تقبل بالاندماج؛ بل انتقلت إلى مرحلة أخرى يسمونها بالذوبان. فلم يعد مقبولا الاندماج والعلاقات الطيبة مع الآخر، بل يطلبون من المسلم الذوبان في الثقافة الفرنسية.

لماذا تسمي ابنك أحمد أو عُمر؟ سمّه جاك أو فرنسوا، وأنتِ لماذا ترتدين الحجاب؟ البسي كما تلبس جوليت أو ماري.

الحفاظ على الدين أصبح أمرًا صعبا في فرنسا، ويزداد صعوبة يوما بعد آخر.

لا أريد أن أنصح ببلاد معينة؛ لكن حسب من سبقوني، فبريطانيا وهولندا قد تكونان وِجهة جيدة -والله أعلم-.

وهنا أيضًا: نصائح هامة للتخطيط للسفر

نصائح للمسلمين المهاجرين إلى الدول الغربية

من النصائح التي يمكن أن أقدمها للمسلمين القادمين إلى الغرب أو المقيمين فيها:

١. الحرص على إلى المساجد وتكوين صداقات هناك. حسب تجربة متواضعة أفضل الناس هُم رواد المساجد. نعم هناك استثناءات لكن رواد المساجد فيهم الخير الكثير بإذن الله.

٢. احرص على تسجيل أبنائك في مدرسة إسلامية، أو أن توفر له التعليم المنزلي البديل. هناك دول أوروبية كثيرة تسمح بالتعليم المنزلي الذاتي، وكذلك تسمح بإنشاء مدارس إسلامية.

للتوضيح: فالمدارس الإسلامية هنا ليست إسلامية كما نشتهي، لكنها أقل ضررا بكل تأكيد من المدارس الأُخرى. بل إنني أظن أن المدارس الإسلامية في الغرب هي أفضل من المدارس العمومية في كثير من البلاد العربية.

٣. كما أنصح بتسجيل الأبناء في المراكز الإسلامية التي تؤطر الأطفال في نهاية الأسبوع؛ حيث تحفظهم القرآن وتعلمهم اللغة العربية.

٤. على ذِكر اللغة العربية؛ عندي نصيحة أظن أنها مهمة، وقد تجدونها غريبة. أنصح كل مُقبِل على الزواج في الديار الغربية أن يتزوج بامرأة تُتقن العربية. زوجة تتحدث العربية = أبناء يتحدثون بالعربية. زوجة لا تتحدث العربية = أبناء لا يتحدثون العربية ويتعسر عليهم فهم القرآن وطلب العلم الشرعي، والأكيد -مع الأسف- أنهم سيلومونك حين يكبرون.

٥. أنصح كذلك بحُسن معاملة أهل البلد، فالله ﷻ أمرنا ببِرهم والقسط إليهم. لكن يجب أن تبين لهم الحدود التي تريد منهم أن لا يتجاوزوها، والأكيد أنهم سيحترمون ذلك.

وتذكر أخي المسلم، أختي المسلمة؛ أننا سفراء للإسلام في هذه البلاد، فيجب أن نؤدي الواجب أكمل وجه.

كما قلت مرارا؛ أهل هذه البلاد ينظرون إلى ديننا عن طريق سلوكنا وتصرفنا، أما الكلام والثرثرة فلا يهمهم في شيء. وصدق من قال: دعني أرى الإسلام في أفعالك.

٦. وحتى لا أطيل عليكم أريد أن أختم بهذه النصيحة والمتعلقة باللغة العربية: احرص على وضع قانون داخل بيتك بحيث تمنع الحديث بغير العربية. فالعربية هي طوق نجاة أبنائك بإذن الله. أما لغة البلد فأبنائك سيتعلمونها على أيّة حال.

لذلك يجب أن تكون المحادثة البيت باللغة العربية. وكذلك الرسوم المتحركة، يجب أن يشاهدوها بالعربية.

واختتم “إعلوشن” حديثه قائِلا: أنا متأكد أن هناك أمورا أخرى مهمة، وقد نسيتها. لذلك اطلب ممن لديهم خبرة في العيش في البلاد الغربية أكثر مني بأن يشاركونا تجاربهم. أتمنى أن يكتبوا نصائحهم في التعاليق حتى نستفيد منها جميعا.

ولا يفوتك: أهم النصائح للسفر أول مرة


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: