تجليات إلَٰهية ونفحات ربانية في ذكرى الرحلة المحمدية «الإسراء والمعراج»

اليوم أتحدث عن ذكرى عطرة تطل بنسيمها كل عام على الأمة الإسلامية وفي شهر من الأشهر الحرم شهر رجب ألا وهي ذكرى الإسراء والمعراج.. ذكرى الرحلة المحمدية التي كشفت عن معادن الرجال وكشفت النقاب عن القلوب الخربة التي ما فتئت بعد هذا الحادث أن خرجت عن حظيرة الإسلام.

فقد كثر الجدل حول هذه القضية فمنهم من يقول أن هذه الرحلة (الإسراء والمعراج) كانت بالروح فقط دون الجسد.. وآخرون يقولون أنها كانت بالروح والجسد معا.

ولكن المهم أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- كما تبوّأ مكانة عالية فريدة مميزة في مواكب الرسل، وقوافل الأنبياء، وكما ألبسه الله رداء الكمال البشري، وكما رباه على عينه، واصطفاه لنفسه، وعلمه من علمه، وزکّی کل جارحة فيه؛ حتى صار سراجًا وهاجا يهدي العقول والقلوب والنفوس.. فكذلك ليلة الإسراء والمعراج أنها ليلة فريدة في الزمن تزينت فيها السماء، وتلألأت مصابيحها، وتهيأ الملائكة والسموات السبع لاستقبال أحب الخلق إلى الله، وأفضل الناس عنده وأكرم عباده عليه..

قد شاء ﷻ أن يختص رسولنا بهذه المعجزة التي حطمت قيود الزمان والمكان والمسافات فجعل جسده نورانيا شفافا لا يتأثر بالسرعة الخاطفة للبراق، ولا بالصعود المذهل في طبقات الجو حتى ارتقى من سماء إلى سماء، وبلغ مكانا لا يصعد إليه حتى الملائكة المقربون، وهناك وقف جبريل عليه السلام، والأنوار متوهجة من حوله، والنفحات الربانية كالبحار المتلاطمة فقال المصطفى -صلى الله عليه وسلم- «تقدَّم يا جبريل»، فرد سفير الوحي «إذا أنا تقدمت احترقت، وإذا أنت تقدمت اخترقت، وما منا إلا له مقام معلوم».

وهنا يكشف الله الحجب لرسوله المختار، ويريه من آياته الكبرى ويطلعه على خريطة المستقبل حتى يوم القيامة ثم يفرض عليه وعلى أمته الصلاة وهي أعظم هبة وأكرم هدية من الله لنبيه والمسلمين ويا لها من لحظات فيها من التجليات الإلهية والنفحات الربانية ما لا تتسع له الكائنات ولكن اتسع لها قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

بقلم: معا عمر

هنا أيضًا: كلمة عن الإسراء والمعراج للإذاعة المدرسية

أضف تعليق

error: