رضيعي.. بين رفضه حليب الثدي واحمرار منطقة الحفاضات

رضيعي.. بين رفضه حليب الثدي واحمرار منطقة الحفاضات

تفاصيل الاستشارة: أود معرفة نوع الأغذية التي يمكنني إعطاؤها لرضيعي البالغ خمسة شهور، ثم أود معرفة سبب رفضه أخذ الحليب من ثديي. كما أنه يعاني من احمرار في منطقة الحفاضات منذ مدة طويلة رغم استعمال “مراهم” متعددة، ولكم منا جزيل الشكر.

⇐ د. نبيل حنفي زقدان «أخصائي طب الأطفال» أجاب صاحبة الاستشارة؛ فقال: سيدتي الفاضلة.. إن واقع الحال يقول إن القابلية تختلف لنوع وكمية الطعام من طفل لآخر، ومن مكان لآخر، ومن وقت لآخر، كما تختلف احتياجات الطفل حسب حالته الصحية، بل والنفسية أيضًا.

لذلك فإني أرى أن أفضل من تستطيع أن تضع جدولاً مناسبًا لتغذية الطفل هي أم الطفل بالاشتراك مع الطفل نفسه.

إذن فدور الطبيب أو اختصاصي التغذية في هذا المجال هو أن يضع الخطوط العريضة لنظام التغذية لدى الأطفال، على أن تترك الخيوط الدقيقة والتفاصيل للأم والطفل معًا.

لذلك سأذكر لك الآن بعض الخطوط العريضة لتغذية الرضع في سن الأشهر الخمسة وما بعدها، وعليك أن تترجميها أنت إلى وجبات حسب وضع طفلك وتقبله، وحسب نوعية الطعام المتاح لديك والمتاح في البلد الذي تعيشين فيه.

نبدأ مع الطفل في شهره الخامس باستبدال “شربة خضار” أو فاكهة مهروسة بإحدى رضعاته، ثم في الشهر السادس يمكن استبدال بروتينات خفيفة -مثل صفار البيض، أو الكبدة، أو اللحمة المهروسة، أو الزبادي- برضعة أخرى، ويأتي بعد ذلك فيما ما بعد الشهر السادس وحتى نهاية السنة الأولى، ويمكن للطفل أن يستمرّ على ثلاث وجبات غذائية، بالإضافة إلى ثلاث رضعات، مع مراعاة الحرص الدائم على إضافة أنواع أخرى من الطعام للوجبات حسب قابلية الطفل.

وبالنسبة لرفض طفلك الرضاعة من ثديك، فذلك يرجع إلى عديد من الأسباب، ومن أهمها:

  • أن يكون لبن الأم قليلا.
  • أن تكون حالتها النفسية غير مستقرة.
  • عدم انتباه الأم للطفل أثناء الرضاعة (مشاهدة التلفاز أو القيام بأي عمل جانبي في أثناء الرضاعة).
  • أن يكون الطفل مصابا بالزكام، أو بالتهابات في الحلق، أو بالتهابات فطرية بالفم فيصعب عليه الرضاعة.

لذلك عليك أن تنتبهي.. أي هذه الأسباب هي ما يجعل طفلك رافضا للرضاعة؟ ومن ثَمّ محاولة علاجها.

أما عن أمر التهابات الحفاض فهناك عدة أسباب متداخلة قد تسبب هذا الالتهاب وأهمها الإصابة البكتيرية أو الإصابة الفطرية أو التحسس، وفي أغلب الحالات يكون هناك أكثر من سبب في وقت واحد، بل إن هذه الأسباب قد تتداخل بحيث تهيئ المجال لأسبابٍ أخرى.

والأهم الآن هو العلاج فمن خلال الخبرات الطويلة يكون العلاج الأمثل لهذه الحالات هو العلاج الموضعي متعدد الأغراض، بمعنى أن يحتوي هذا العلاج على مضاد للبكتيريا ومضاد للفطريات وعلاج للحساسية، وبطبيعة الحال سيكون هذا العلاج مشتملاً على مادة “الكورتيزون”، وقد يكون وجود هذه المادة ضمن العلاجات متعددة الأغراض هو السبب الرئيسي في إحجام كثير من الأطباء عن وصف هذه العلاجات.. ولهم الحق كل الحق.

ولكن إذا عرفنا أنه لا يوجد علاج ناجح للحساسية أفضل من الكورتيزون -للأسف- فإننا نضطر له، مع مراعاة ألا يستمر هذا العلاج لفترات طويلة، وأن نستخدم أنواعًا خفيفة من الكورتيزون مثل “الهيدروكورتيزون”.

وهناك في الأسواق كثير من المركبات الموضعية التي تحتوي على مضادات للبكتيريا ومضادات للفطريات، بالإضافة إلى الهيدروكورتيزون، ولكني لست في حلٍّ أن أرشح لك نوعًا بعينه؛ لأن الأسماء التجارية للأدوية تختلف من بلد لآخر، كما أن أخلاقيات المهنة تمنع وصف الدواء بدون فحص المريض، ولكني أعطيتك بعض الأسس التي قد تفيدك وتفيد الآخرين في هذا المجال… وتبقى الوصفة النهائية من حق الطبيب المعالج.

بقي أن أقول: إنه إذا كانت الوقاية في عالم الطب بصفة عامة خير من العلاج؛ فإن الوقاية في هذا المرض بالذات خير من ألف علاج، وتتلخص الوقاية في البعد عن استخدام الحفاظات أو التقليل من استخدامها كلما كان ذلك ممكنا، ومراعاة غسل الطفل جيدًا وتجفيفه بعد الإخراج، واستخدام بعض الكريمات الواقية التي تحتوي على الفازلين ومركبات الزنك وغيرها… وفي الحالات المزمنة أو المتكررة فإن فحص البول والبراز لاكتشاف الميكروبات أو الفطريات قد يكون ذا فائدة في هذا المجال.

⇐ كذلك؛ نقرأ سويًا هنا:

مع التمنيات الطيبة لك ولطفلك بالصحة والسعادة.

أضف تعليق

error: