تنزيل خطبة الجمعة مكتوبة pdf قصيرة «وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين»

تنزيل خطبة الجمعة مكتوبة pdf قصيرة «وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين»

عناصر الخطبة

  • التركيز على أهمية تربية المتقين على الصفات والخصال الحسنة، وكيف أثرت ذلك في نجاحهم في الدنيا وتطلعهم للفلاح في الآخرة.
  • إلقاء الضوء على سورة ص والتركيز على قصة النبي داود وكيف كان صبره واستمراره في الصبر رغم المحن.
  • التحذير من الضجر والسآمة التي تنال النفوس، مع دعوة إلى الصبر والاستمرارية فيه، وتأكيد على ضرورة الوقوف جميعًا في وجه التحديات.
  • إظهار أهمية الصبر في العمل الخيري ونشر الفضيلة، مع التشديد على أن الإنسان يعمل لرضا الله وليس لرضا الناس.
  • التطرق إلى الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة، وكيف يمكن تجاوزها بالصبر والاستمرار على بذل الخير.
  • تذكير المسلمين بأمثلة من القدوة؛ كداود عليه السلام وكيف كانت نهاية الصبر حكمة وتأييدًا من الله.
  • التأكيد على حسن النية في العمل، وضرورة الصبر وعدم التوقف، مع إشارة إلى أن الله يعلم حقيقة النوايا.
  • التشديد على أهمية الدعاء والاستمرار فيه، مع الثقة بأن الله ﷻ قريب.
  • دعوة للتضامن مع إخواننا في أماكن الأزمات، وتقديم الدعم المالي والمعنوي، مع التأكيد على وحدة الأمة.
  • التأكيد على أن الصبر يمنح القوة والتحمل في وجه التحديات، وأن النصر مرتبط بالصبر والثبات.

مقدمة الخطبة

الحمد لله رب العالمين، ﴿يَنصُرُ مَن يَشَاء﴾، وهو خير الناصرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يضيع عمل العاملين، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، من رفع الله ذكره وجعل له لسان صدق في الآخرين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد، فاتقوا الله –عباد الله–، تكونوا من المقربين، وتكونوا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واسمعوا قول الحق جل جلاله؛ فإن فيه شفاء الصدور: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ﴾، ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾، ﴿إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ﴾.

الخطبة الأولى

ولما كان المتقون –أيها المؤمنون– أولياءه كانت لهم صفات تربوا عليها، وخصال حسنة درجوا عليها، فتحقق لهم في الدنيا النجاح، ويرجون في الآخرة من الله الفلاح، ولننظر إلى سورة ص، وما أدراك ما سورة ص، تلك السورة التي سجد النبي عند آية منها لرؤيا منام عجيبة نقلتها الآثار، فعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه– قال: “رأيت كأني تحت شجرة أقرأ ﴿ص وَالْقُرْآنِ﴾، فلما بلغت السجدة سجدت الشجرة، ثم قالت: رب أعطني بها أجرا، وضع عني بها وزرا، وارزقني بها شكرا، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته. قال أبو سعيد: فأخبرت بذلك النبي فقال: «نحن أحق بالسجود من الشجرة»، ثم قرأ رسول الله ﴿ص﴾، وسجد وقال هذا القول.

إن هذه السورة الكريمة وما فيها من عجائب ووصايا تدعونا إلى الوقوف عندها وقفات المتدبرين، ففي أول الصفحة الثانية من سورة ص، يقول ربنا تبارك وتعالى خطابا لنبيه : ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ﴾، إن في هذه الآية بيانا أن النبي لحقه من الأذى ما كان ثقيلا على النفس، شديدا على القلب، ولا يظنن ظان أن النبي لا يتأذى بالقول، فقد أخبر القرآن الكريم عن أثر ذلك عليه فقال: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾، ويقول الحق جل جلاله: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ﴾، ولما كان الأمر بهذه الشدة على قلب النبي كان الأمر داعيا إلى أمره بالصبر، وقد كان النبي صابرا، ففي أمره بالصبر أمر له بالاستمرار على الصبر والزيادة فيه؛ لأن قولهم لن يتوقف، وإيذاءهم لن ينتهي.

أيها المؤمنون: إن النفوس يداخلها الضجر، وتنتابها السآمة والملل، ولذلك كانت محتاجة إلى التذكير بالصبر وعاقبة الصابرين؛ حتى لا يترك الصابرون صبرهم، بل يبقون عليه حتى يأتي أمر الله، ويتحقق نصر الله ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾، ومن تربية الله لنبيه دعوته إلى الصبر مرة بعد مرة، حتى يسلم قلبه من الضجر، وليكون ذلك منهاجا تسير عليه أمته من بعده، ونحن في هذه الأيام الطويلة من العدوان على أرض الإسراء وأهلها بصنوف متنوعة من العذاب والإيذاء – محتاجون إلى هذه الدروس غاية الحاجة؛ حتى تثبت الأمة، وتبقى متماسكة متعاونة، ينصر بعضها بعضا غير ملتفتين إلى إيذاء المؤذين وتخذيل المخذلين؛ فإن المخذلين الذين سماهم القرآن المرجفين لن يخلو منهم زمان.

ومثل المرجفين المعوقون الذين يقفون أمام عمل الخير ونشر الفضيلة وزراعة الإحسان، ويطلبون لكل شيء تفسيرا؛ لم فعل هذا ولماذا ترك هذا! ولو صار الإنسان سماعا لهم لما عمل شيئا، ولبقي دهره يبين لهم ويذكر الأسباب؛ ولذلك جعل الله العمل منوطا برضاه لا برضا الناس فقال: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾، وإن من أحسن ما قيل في هذا الشأن: “الحياة أقصر من أن تشرح للناس حسن نواياك”.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم، وادعوه يستجب لكم إنه هو البر الكريم.

⇐ وهنا أيضًا خطبة: لا تحزن – شاملة للآيات والأحاديث وأبيات الشعر.. بالعناصر

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله،، وعلى آله وصحبه وأتباعه الغر الميامين.

أما بعد، فاتقوا الله –عباد الله–، واعلموا أن أهل الإيمان وهم يمرون بالمحن والشدائد يحتاجون مع تذكيرهم بالاستمرار على الصبر إلى ضرب المثل وذكر القدوة؛ ليقتدوا بهداهم، وقد قال الله لنبيه بعد أمره بالصبر: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾، وهنا يسأل السائل لماذا أمر الله أن يذكر داود عليه السلام؟ لقد أوذي داود عليه السلام كما أوذي النبي، ولم يكن له نصير من الناس ولا ركن يأوي إليه، بل كان جنديا في جيش طالوت، وحسده الناس حسدا شديدا، فأمره الله بالصبر فصبر؛ فكانت عاقبة الصبر حسنة: ﴿وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء﴾، ورزقه الله التأييد، ولما كانت حال النبي مشابهة لحال داود عليه السلام ذكر به؛ إيماء إلى أن من نصر داود عليه السلام سينصر محمدا، وقد كان ذلك؛ فأعطى الله محمدا ما لم يكن لغيره من رسل الله ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.

فكان حقيقا بنا –أمة الإسلام– أن نتواصى بالصبر ويذكر بعضنا بعضا بأحوال الصابرين وعاقبة صبرهم المحمودة، وأن نكون يدا لإخواننا في أرض الإسراء وغيرها من المواطن التي يلحق فيها المسلمين الأذى، فنعينهم بالقول الحسن والفعل الزاكي من نصرتهم بالمال والدعاء لهم وإشعارهم أنهم ليسوا وحدهم، بل معهم إخوانهم وأخواتهم من المؤمنين والمؤمنات في كل مكان في هذه الأرض «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».

هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين؛ محمد الهادي الأمين، فقد أمركم ربكم بذلك حين قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل نبينا محمد، كما صليت وسلمت على نبينا إبراهيم وعلى آل نبينا إبراهيم، وبارك على نبينا محمد وعلى آل نبينا محمد، كما باركت على نبينا إبراهيم وعلى آل نبينا إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن المؤمنين والمؤمنات، وعن جمعنا هذا برحمتك يا أرحم الراحمين.

⇐ أما الآن؛ فيمكنكم تنزيل خطبة الجمعة مكتوبة pdf قصيرة عبر هذا الرابط.

موفَّقون إن شاء الله ﷻ.

أضف تعليق

error: