زواج من شاب غير متعلم: هل يُمكن أن ينجح؟

زواج من شاب غير متعلم: هل يُمكن أن ينجح؟

«منى» تسأل: مشكلتي باختصار هي أنه تقدم لخطبتي شاب يكبرني بسنتين، ولكنه لم يكمل تعليمه، اكتفى فقط بالشهادة الإعدادية، وعرضت عليه وظيفة جيدة التحق بها لمدة بسيطة، ثم تركها دون سبب معقول، فهو شخص لا يحب تحمل المسئولية، ويعد بأنه سيدرس ويعمل بعد الزواج، كيف وهو الآن بلا أي مسئولية، وغير قادر على الدراسة؟!

احترت في أمره كثيراً، هذا مع العلم بأني خريجة، وطموحة جدًّا لاستكمال دراستي، فهل هذا من شأنه أن يؤثر على مدى التفاهم والحوار بيننا؟ كما أنه تربى على أن الرجل له كافة الحقوق، أما البنت المسكينة فمكانها هو البيت فقط، أما أنا فمتفتحة قليلاً، فهل من الممكن أن أغير أفكاره هذه بعد الزواج؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابـة

لم يظهر من رسالتك سبب لتفكيرك في هذه الزيجة، وبحثك في إمكانية حدوثها من الأساس!! هل هناك ارتباط عاطفي مثلاً يدعوك إلى ذلك؟ أم هو شخص عاديُّ لا تعرفينه من قبل يتقدم إليك بالطريقة التقليدية؟! أم لديك أسباب خاصة عائلية أو غيرها تجعلك تتعجلين الزواج؟!! لأنه لا بد من وجود دافع قوي لإنسانة في مثل ظروفك كما يظهر من بيناتك: سنها ما بين العشرين والخمس والعشرين، ودرجتها العلمية بكالوريوس ـ للتفكير أصلًا في مثل هذا الشخص حيث تبدو المسألة من الناحية العقلية محسومة، حيث لا يوجد تكافؤ من الناحية العلمية، ويبدو الشخص غير مؤهل لتحمل أي مسئولية فضلاً عن مسئولية الزواج حيث ترك العمل دون سبب واضح، ويرفض استكمال دراسته في الوقت الحالي، ولا يفعل شيئًا سوى أنه يتقدم للزواج، ويقدم الوعود بالتغيير والدراسة بعد الزواج، والوضع بهذه الصورة مقلوب فالذي يريد أن يتزوج يسعى لتغيير نفسه بحيث يكون مستطيعًا الباءة أولاً سواء من الناحية النفسية أم المادية، فعليه أن يسعى لاستكمال دراسته أولاً إذا كان يرغب في الارتباط بمن هي مؤهلة بمؤهل عال، وعليه أن يعمل، ويثبت جديته في العمل والاستقرار فيه؛ ليكون أهلاً فعلاً للتقدم لبنات الناس والرغبة في الزواج منهن، أما قبل ذلك فإن مجرد التفكير في هذه المسألة لشخص في هذه الظروف يبدو أمرًا بغير منطق إلا لو كان هناك أسباب أو ظروف لا نعلمها..

إن حياة الإنسان لا تتعرض للتغيير هكذا فجأة دون مقدمات، ولكن لا بد من وجود الدلائل والمقدمات على حدوث التغيير، فإذا كان هذا الشخص لم يستطع أن يتخذ إجراءات تغييرية في حياته وهو مقدم على خطوة مصيرية في حياته مثل الزواج فهل يتوقع منه أن يفعل ذلك بعد الزواج؟!

إن بعض الناس يقيم حياته على الأماني والأحلام التي لا تنطلق من أي واقع، وهؤلاء يظلون هكذا يحلقون في عالم الأوهام حتى يصطدموا بأرض الواقع وقد يفيقون بعد فوات الأوان، أو قد يرفضون أن يفيقوا مفضلين العيش في عالم الأوهام اللذيذ.

وتقول لك الأخت سمر عبده «الأخصائية الاجتماعية» بفريقنا:

ذكرنا في رسائل سابقة أهمية التكافؤ بين الزوجين؛ لما له من أثار نفسية واجتماعية على العلاقة بين الزوجين وعلاقتهما بذويهم وعلى مدى الترابط بين العائلتين.

واعلمي أن ما يشعر الرجل بالقوامة أن يكون كفئًا لزوجته ماديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا – إن لم يكن أعلى منها- وإذا كانت الزوجة أعلى من زوجها في أي جانب، فغالبًا ما تحدث مشاكل، وسببها إما ناتج من شعور الزوج باستعلاء زوجته عليه، أو شعورها بالتفوق على زوجها، وتطلعها لمن هو كفء لها؛ فتفسد علاقتها بزوجها، أو يشعر الزوج بالدونية، ويتجه إلى إثبات قوامته بأساليب خاطئة.

كما أن عدم التكافؤ يقيم جدارًا من الصمت بين الزوجين لاختلاف اهتمامات كل منهما مما ينعدم معه الحوار بينهما.

واعلمي أن الزواج مسئولية وأعباء كثيرة، فغالبًا لن يستطيع خطيبك الجمع بين العمل والدراسة فهما يحتاجان لجهد ومشقة، وبالزواج تزداد الأعباء ويصعب الاستمرار في الدراسة.

أما بالنسبة لتغيير أفكاره بعد الزواج فأجد فيه صعوبة، فتغيير الأفكار يحتاج لسنين كما أن الرجل لا يقبل بسهولة النصح والإرشاد من زوجته؛ فستجدين صعوبة كبيرة في تغيير أفكاره. فمن السهل أن يستجب الرجل لنصيحة أصدقائه أكثر من الزوجة؛ لأن البعض يعتبر هذا الأمر نوعًا من الضعف!!

لذا أنصحك: أن تنهي الخطبة تمامًا، أما إن كان لديك ميل له فأمهليه مدة طويلة نسبيًّا يلتزم فيها بالعمل والدراسة معًا قبل بداية الزواج؛ حتى تتأكدي من جديته، فإن لم يستجب فالأفضل الانفصال الآن، وفقك الله لما يحب ويرضى.

⇐ هذه أيضًا بعض الاستشارات السابقة:

أضف تعليق

error: