مراهق في حيرة: هل هو حبٌّ من أول نظرة؟

مراهق في حيرة: هل هو حبٌّ من أول نظرة؟

«زياد» يسأل: عندي من العمر 16 سنة، وقد رأيت فتاة تدرس في المدرسة المجاورة للمدرسة التي أدرس فيها، وبالرغم أنني لم أكلمها ولم تكلمني أي مرة من قبل؛ إلا أنني لا أستطيع التفكير إلا بها حتى إن هذا دفعني إلى أن أتحرى عنها، فأنا الآن أعلم اسمها وعمرها وأين تسكن وحتى رقم هاتفها، ولكني لم أجرؤ على استخدامه ولا مرة، وبالرغم أنني أرى الكثير من الفتيات اللاتي يفقنها جمالا بعشرات المرات إلا أنني لا أفكر إلا فيها، حقا لقد تغيرت بعد هذا، فقد أصبحت منطويًا على نفسي منعزلا وحيدا وصامتا، والغريب أن هذا لا يزعجني بالمرة؛ بل أنا أصبحت أفضّل هذا، فهل يمكن أن تخبروني ما هذا الذي أمرّ به؟

الإجابـة

مرحباً بك أيها الشاب في عالم المراهقة: في الجسر الذي تمر به بين عالمين وتسير فيه بخطى حثيثة نحو عالم الشباب والرجولة، هذا هو الذي تمر به وهذه هو إجابة سؤالك.

إن هناك شيئاً جديداً يتشكل داخلك.. إن هناك ثورة بيولوجية ونفسية وعاطفية وعقلية تعتمل داخل نفسك وجزء منها هو الميل الطبيعي والفطري نحو الفتيات بصورة عامة ثم اختيارك لفتاة بعينها لتحفها بهذا الميل.. وتتعجب وتسأل نفسك ولماذا هذه الفتاة بالذات وربما أرى من تفوقها جمالا وحسناً، وتكون إجابتك إنه الحب الذي يقولون عنه ويتغنون به، فيضطرب قلبك وتزداد أحوالك لخبطة.. وتجلس إلى نفسك منطوياً منزعجاً: ما الذي يحدث لي؟ ولماذا؟ وهل هو شيء صحيح أم خطأ؟ وهل يحدث لكل الناس؟ وماذا أفعل في هذا الحب الذي ملك علي حواسي بحيث عدت لا أفكر إلا بها؟..

ونحن نطمئنك ونقف بجانبك، ونفهمك ما يحدث فنقول لك: “هون عليك، فالأمر بسيط فهي عاطفة عادية في مثل سنك، ليست هي الحب الذي تظنه ولكنها الميل الطبيعي، وأنت فتحت الطريق لنفسك عندما طالعت الفتيات ونظرت إليهن فكان لا بد وأن تقع عينك على واحدة تشغل بالك..وتسأل: لماذا هي بالذات؟ وأجيبك: ولماذا لا تسأل نفسك هذا السؤال -أيضا- عندما تصادق زميلاً لك، لماذا صادقت هذا الزميل بالذات ولم تصادق الآخر؟ إنها نفس الإجابة يا أخي الشاب.

إذا فهمت ذلك وعلمت أنك يجب أن تغلق الطريق أمام هذه العاطفة؛ بغضك لبصرك فليس هذا وقتا للارتباط، فأمامك الطريق طويل للاجتهاد حتى تصل للسن الذي تفتح فيه قلبك للحب الحقيقي فاخرج من عزلتك، فالدنيا مازالت بخير وهي تجربة أولى ستنساها سريعاً.

أضف تعليق

error: