شاب يبحث عن زوجة متدينة في زمنٍ قلّ فيه التدين

شاب يبحث عن زوجة متدينة في زمنٍ قلّ فيه التدين

«محمود» يسأل: أنا شاب ملتزم أنتمي لإحدى الجماعات الإسلامية النشطة، وقبل سنتين كنت في إجازة في البلد وعثرت على فتاة متدينة، وتدينها من النوع النادر في هذا الزمن، ليس التدين التقليدي الجامد إنما التدين الواعي.

المهم هي أبدت إعجابها بي، وأخبرت أختي أنها تريد أن تتكلم معي وأنا رفضت في البداية؛ لأني بصراحة لم أفكر في الزواج في الوقت الحاضر -بالمناسبة معدل سن الزواج عند الرجال 24 وعند النساء 18 في موريتانيا- المهم عندما قابلتها بحضرة أختي أعجبت بها لكن لم أبد لها رغبة واضحة، وبعد هذا بفترة قصيرة أخبرتني أختي أنها تريد الزواج مني.. أنا قلت لها حتى نلتقي والتقينا مرة أخرى.. أنا أخبرتها أنه لا مانع عندي من الزواج منها لكن ليس في الوقت الحاضر.. هي وافقت وأنا لم أر مانعا.

أصبحت المشكلة أنني لم أخبر أهلي وهي كذلك.. أختي تعرف ما جرى، وأنا قلت لها إن أهلي لن يرفضوا، ولكن أهلك لن يقبلوا خصوصا والدتك؛ فهي لا تحب توجهي الديني.

اقترحت عليها أن أسافر وإذا طلب يدك أي شخص فارفضي.. فوافقت، ولكني قلت لها “لازم تعطيني وعدا حتى أطمئن”.. وحلفت وعاهدتني على ذلك وأصبحنا نتراسل، وكل علاقتي معها لم يحدث فيها أي مخالفة شرعية والحمد لله.

بعد سنة ونصف طلب يدها صديق لي وهو ملتزم وذهب إلى والديها مباشرة فوافقوا وقرروا موعد العقد، وعلمت بالخبر فلم أتصل بها، وبعد شهرين من زواجهما كنت في البلد فالتقينا بالصدفة فنادتني واعتذرت لي.. وقلت لها لن أتكلم معك ونسيتها بصعوبة لأني كنت أحبها.

والآن أصبحت أريد الزواج، ولكن التدين الحقيقي غير موجود وإنما الموجود عواطف؛ لأني عشت في النوادي والجمعيات واحتككت بالطالبات الملتزمات ولكني لم أجد فرقا بينهن وبقية المجتمع.

قد يقول قائل أنت عندك شروط صعبة قد لا تتوفر فإما أن تتزوج من بنت عادية ستأخذ منك الكثير من الوقت في تعليمها وأنا حائر جدا، وعندي بنت عم وعندها أخلاق ولكن مشكلتها السمنة وهذه عند الكثير من الموريتانيات.. فماذا أفعل؟

أفيدونا جزاكم الله خيرا.. وعفوا على الإطالة.

الإجابـة

الأخ الكريم.. لا تضيع وقتك في التفكير الكثير؛ لأنك من الممكن أن تظل تفكر سنوات وسنوات في الزوجة المناسبة ولا تجدها وفق معاييرك، في حين أنها تكون بجانبك ولا تراها.

الأمر لا يحتمل سوى أن تتوكل على الله وتختار من تراها الأنسب لك، والأفضل خُلُقا، وتسأل الله في صلاتك أن تكون نعم الزوجة الصالحة، وثق أن الطيبات للطيبين، والله الموفق في هذا.

لا تندم كثيرا على ما جرى؛ فلكل إنسان زوجة يعلمها الله، ونسأله تعالى أن يختار لك زوجة صالحة، وتذكر أن الحكم على الإنسان يكون بالعشرة والمعاشرة لا بالنظر أو بالسؤال فقط عنه، أو بتخيل أمور عنه؛ فقد تتوسم في إنسانة ما أنها زوجة صالحة وتراها عكس ما تشتهي حتى لو كانت متدينة، والعكس صحيح.. وكم من الأزواج يشتكي من أنه تزوج متدينة ومع هذا فهي تنغص عليه حياته، ناسيا أن المسألة تتعلق بالطباع ولا علاقة لها بالظاهر الذي يعتبره تدينا، وهناك فتيات كثيرات متدينات ملتزمات ولكنهن لا يظهرن هذا من خلال الملبس مثلا لظروف لا نعلمها أو نعلمها.

كما قلت لك.. توكل على الله ولا تضيع وقتك؛ فهناك من بلغ سن الـ47 ولا يزال يفكر ويقول إنه لم يجد الزوجة المناسبة، وترك القطار يفوته.. أخلص النية لله وثق أنه لن يخذلك، وإن شاء الله تعثر عليها سريعا.

وتأكد أن الزوجة تجتهد لإرضاء زوجها ورعايته؛ ما سيجعل من تتقدم لها تتناغم مع ما تحب أن يكون فيها من تدين والتزام، وهنا دور أي رجل عندما يشجع زوجته على التغيير ولكن بأسلوب رقيق مهذب..

ومبارك مقدما.

⇐ هذه أيضًا بعض الاستشارات السابقة:

⇐ أجابها: محمد جمال عرفة

أضف تعليق

error: