نصائح لفتاة تعاني من مشاكل زوجية مُبكرة

نصائح لفتاة تعاني من مشاكل زوجية مُبكرة

«أمة الله» تسأل: أحببت شخصا جدا، وهو أكبر مني بسنه واحدة ملتزم ومتدين وخريج كلية الدراسات الإسلامية، وعندما حاول التقدم لي رفضت لانشغالي بالدراسة وحدثت ظروف جعلتني أبعد لمدة سنة تقريبا عنه، وهو دائم السؤال عني والاتصال على جوالي وأنا لا أجيبه أو حتى أرسل له رسالة.

كنت أرجو أن ينسي شخصيتي ويحاول الانتباه لمستقبله وترك ذكري جميلة عن شخصيته لدي .

حاولت التأقلم والعيش بدونه أو على الأقل بدون سماع صوته، بالطبع الحياة صعبة جدا علي ولكن كنت واثقة أن الله سبحانه أعلي وأعلم ماذا سيحدث مستقبلا .

انشغلت بأمور أخواتي ودراستهم جدا، خرجت للعمل أيضا، وأثر ذلك على دراستي ولكن الأهم أخواتي.

تقدم لي في هذه الأوقات شاب أكبر مني ب5 سنوات لم يستكمل تعليمه لظروف أسرته وتوليه العمل والصرف على البيت وطلبات أخواته البنات، رفضت في البداية تماما لأنني تعاهدت مع نفسي أن أكون مع أخواتي في دراستهم على الأقل حتي الانتهاء من فترة الثانوية العامة لأنهم لا يأخذون أي دروس وأنا أذاكر لهم كل شيء .

تكرر رفضي للأمر 3 مرات تقريبا وفي كل مرة يرسل أخته وتتحدث معي وأنا للأسف نقطة ضعفي الوحيدة الإلحاح فوافقت إرضاء له ولربي.

ربما لأنني تعودت في حياتي أسعد غيري وأنا لا لا لا أشعر تجاهه بأي مشاعر ربما لأني عقلانية جدا، لا أعرف.

أسرتي طيبة جدا وأبي متزوج من ثانية ولا يعرف عن أمورنا أي شيء ونحن في عزلة عن الأقارب تماما نظرا لسوء أخلاقهم وتعاملهم معنا علي أننا فقراء. ولكن نحن طموحين.

تمت الخطوبة وبإلحاح شديد من جهته مرة وأخته مرة أخري وافقت على الكتابة، وبعدها بيوم واحد وجدته شخص مختلف تماما عن الأول بمراحل، الأول خجول وقليل الكلام، أما الآن يريد أن يمتلكني افعلي ولا تفعلي أخرجي ولا تخرجي وهكذا سيطرة وتحكم بداعي ومن غير داعي حتى في الأمور الخاص بأخواتي.

ازدادت المشاكل بيننا يوم عن يوم ولا أحد يقف معي في هذه الأوقات لي أخ أصغر كان يعلم بأمر الشخص الذي أحببته وبعدت عنه بسبب ظروفي اتصل عليه وقال له إنني ارتبطت.

طبعا أتصدم جدا وللأسف تعب صحيا تماما الحمد لله ظل أخي بجواره إلى أن أصبح إلى حد ما بخير حاول أن يتحدث معي رفضت طبعا لأني لا أريد أن أزيد من جراحه وأنا السبب في ذلك.

مرت الأيام والشهور وتزداد مشاكلي مع زوجي، أريد الانفصال ولكن والدي سامحه ربي باع ذهبي ليسدد ديونه ولا يريد استرجاعه بحجة أنه لا يملك أموال إضافية الآن؟

ماذا أفعل بالله عليكم في أمري؟

هذا شخص أحبني وأحببته ورغم ما حدث لي متمسك بي تماما، وشخص أرتبط به لا يمر يوم إلا ويدمرني بسوء ألفاظه وتصرفاته؟ أرجو الرد وآسفة على الإطالة، والله حاولت التقصير ولكن قصتي طويلة جدا.

الإجابـة

لماذا قصصت علينا قصة حبك الأول؟! لا دور له إطلاقا في مشكلتك، فلا هو من دفعك للارتباط، ولا هو من جعل أبيك يبيع الذهب، ولا أي شيء، وإذا كنت تحبينه كل هذا الحب فلماذا رفضته؟! وما هي قصة فارق العمر الذي تذكرينه بوضوح شديد وكأنه ذو أثر أو سيحدث فارقا؟!

ولماذا يتصل أخوك برجل غريب ليخبره أنك تزوجت؟ هل هو قريب؟ هل هو جار؟ هذا تصرف غريب جدا من رجل (أخيك) عن إحدى محارمه وكأنه يدعوه للعودة إليك رغم أنك على ذمة رجل آخر.

وكيف يكون تساؤلك في النهاية يحمل مقارنة بين زوج ورجل أجنبي؟ هذا شيء لا يجوز ولا يصح يا ابنتي.

ولم يمنعك أي إنسان عن الزواج من هذا الشاب، فما دمت رفضته وذهب لحاله وتزوجت فعلا من رجل آخر، يجب ألا يمر حتى على ذهنك، فلا أتصور أنك ستقبلين نفس الفعلة من عريسك.

أترك أسئلتي التي لم أستطع أن استشف لها إجابة، ولنتحدث معا عن هذا الرجل الذي تزوجك، فأنا أراه طبيعيا جدا، فمن المستحيل أن يظل خجولا مع زوجته، وإلا تم اتهامه في رجولته وأنه غير طبيعي، ينطبق ذلك على جرأته عليها جسديا أو في الكلام أو في الطلب منها والتعامل معها، فهو كله كل لا يتجزأ من شعور الرجل أن هذه الأنثى أصبحت امرأته هو شخصيا.

ربما له متطلبات لا تعجبك، ولكن يبدو يا ابنتي أنك لا تعلمين حدود حقوق الزوج وكتب الكتاب (عقد النكاح) يجعلك زوجته، لا تحتاج القصة للبناء، فهو يصدر أوامره بصفته الزوج، ويجد أن من حقه التدخل في كل شئون حياتك، وحتى هذه اللحظة كل تصرفاته طبيعية وتنسجم مع وضعه الجديد. اللهم إلا إذا كان يأمر وينهى ويسمح ويمنع فيم ليس منطقيا..

وبالتالي يكون الاعتراض على نوعية الأمر والنهي وليس الفعل نفسه. ما لم أفهمه وأنت تصفين نفسك بالعقلانية لماذا لم تضعي معه نقاطا على الحروف سواء قبل أو بعد العقد؟!

كل شيء بين أي شريكين يتم حله بالحوار ووضع القواعد والدساتير لأصول التعامل بينهما. فعليك إذن وضع هذه القواعد من الآن قبل الزواج الفعلي، ويجب أن تتفقي معه على ما تقبلينه وما لا تقبلينه، وأن تحددي معالم ظروفك كلها وما يتعلق بدراستك وبعملك وبكل مواقف حياتكما التي ظهر خلاف عليها الآن.

ولم يكن من حق أبيك بيع ذهبك، ولكني أتصور أن لك حق النصف فيها بنص الشرع لو طلبت الطلاق، وعموما ليس من المنطقي أن تستمري في زيجة تكرهينها ولا تريدينها لمجرد أنك لا تمتلكين المال.. من الممكن اقتراضه، ولكن أن تبيعي حياتك عن غير قناعة لأن ذهبك تم بيعه فهذه جريمة في حق نفسك.

أعيدي التفكير في أسباب كراهيتك لهذا الشاب الذي لا أجد العيش معه مستحيلا وراجعي تحكمه أو جرأته عليك، هل هي فعلا في الإطار العادي لزوج عقد على فتاة فأصبحت امرأته أم أنها تندرج تحت سوء الخلق؟ وتوقفي تماما عن التفكير في شخص آخر، فهذا تصرف عليه ألف علامة استفهام ويشوبه شيء من معصية.

ولا تبيعي مستقبلك ببعض الأساور والخواتم، بل ضعي لحياتك دستورا وقواعد تجعلها حياة تبني مستقبلا سعيدا واعدا بإذن الله.

⇐ هذه أيضًا بعض الاستشارات السابقة:

⇐ أجابتها: د. نعمت عوض الله

أضف تعليق

error: