نصائح للتعامل مع رفض الأهل للزواج من أجنبي

نصائح للتعامل مع رفض الأهل للزواج من أجنبي

«داليا» تسأل: أبعث إليكم هذه المشكلة، وأتمنى أن أجد الحل الشافي، أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة أُعجب بي شاب تركي، وأنا عربية، وهذا الشاب مسلم ويتحدث اللغة العربية، ويعمل حلاقًا، وقد فاتحني بأنه يرغب في الارتباط بي، ويبغي أن يطلبني من أهلي؛ ففاتحت أمي في الموضوع إلا أنها رفضت لعدة أسباب، منها أنه تركي، وأنه يعمل حلاقًا، وهي تقول لي: ماذا سوف يقول الناس عنا؟ أرجوك، هل كلامها صحيح؟ بالنسبة لي أنا كلامها خطأ؛ لأن الرسول ﷺ يقول: “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”.

الإجابـة

أختي العزيزة، لم تذكري لنا مستوى أسرتك تعليميًّا واجتماعيًّا، كما لم تذكري مستوى تعليم هذا الشاب وأسرته؛ لأنه ربما يعمل في هذه الوظيفة مؤقتاً، أو لأنها تدر دخلاً ربما لن يحصل عليه لو عمل في مهنة أخرى قد تتناسب مع مؤهله، فلا يكفي كون الشاب من تركيا – وهي حاضرة آخر خلافة للمسلمين ـ سبباً لرفضه زوجاً، كما لا يكفي كونه صاحب دين لقبوله دون مناقشة؛ ففي الأمر تركيب وتداخل، سنشرحه لك حالاً بعد أن أنبهك إلى أن للاختلافات الثقافية في الأذواق والأحوال وزنًا ينبغي أن يقام عند الإقدام على الزواج، وهذه الاختلافات قد تكون مقدمة لتنوع وتكامل صحي وجميل في الأسرة، كما يمكن أن تكون مدخلاً للخلافات والصراعات بحسب تفهم الأطراف لها، وتعاملهم معها، وللعرف الصالح الشائع بين الناس، وغير المخالف للشرع اعتباره ووزنه، أما عن الزواج فقد سبق وذكرنا أن الزواج الناجح يحتاج إلى ثلاثة أمور أساسية لحدوثه وهي كالتالي:

  1. قول رسول الله ﷺ: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه” فيشترط الرضا بدينه، وهو ما ذكرته أنت.
  2. ما أمر به رسول الله ﷺ أحد الصحابة عند خطبته فقال له: “انظر إليها فإنه أحرى أن يُؤدم بينكما” وذلك لحصول الألفة والمحبة، والنظر هام للرجل والمرأة على السواء، وقد ينتج الرغبة كما قد ينتج النفور.
  3. التكافؤ وهي نقطة هامة جدًّا في الزواج تساعد على دوام العشرة؛ وذلك لأن التكافؤ يؤدي لاحترام كل من الزوجين للآخر، ويؤدي إلى توافق الزوجين، وتقارب المستوى الديني والثقافي والاجتماعي والمادي بينهما من مقدمات الزواج الناجح إن شاء الله، ويقصد بالتكافؤ: المماثلة والمساواة في الدين، والنسب، والمال والعمل أو الدرجة العلمية، واعتبره بعض الأئمة شرطاً من شروط صحة العقد “عقد الزواج” مع ملاحظة أن التكافؤ كشرط في العقد يكون للرجل بالنسبة للمرأة، وليس شرطاً أن تكون المرأة كفؤة للرجل؛ لأن للرجل القوامة في الأسرة. ومن أدلة أهمية الكفاءة في الزواج:
    • عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ “تخيروا لنطفكم، وأنكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم”. (السنن الكبرى، للبيهقي)
    • قال رسول الله ﷺ: “ألا لا يزوج النساء إلا الأولياء، ولا يُزوجن إلا من الأكفاء” – حيث ضعيف – ولكنه قوي بتضافر الشواهد، ومنها ما روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: “لأمنعن فروج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء”.
    • ما رواه الحاكم وصححه من حيث علي رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: “ثلاث لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً”.

هذه أختي، أهم شروط الاختيار، وأنت عندك شرطان في هذا الشاب: الدين والتآلف ولا نستطيع الجزم بوجود الشرط الثالث، ولا يصح الأخذ بالحديث الأول دون الاعتبار بالأحاديث المتعلقة بالشروط الأخرى، فمثلاً إذا كانت مهنة العريس المتقدم تكافئ مهنة والدك، أو تقاربها وكذلك المستوى التعليمي بينكما فقد يكون هناك تكافؤ، وفي كل الأحوال لا تخرجي عن طوع أهلك، وإن كنت مصرة على الزواج به فعليك إقناع أهلك به، لا تتمي الزواج إلا برضاهم.

⇐ هذه أيضًا بعض الاستشارات السابقة:

أعانك الله ووفقك لما يحب ويرضى.

أضف تعليق

error: