خطيبتي لا تهتم بي: هل أُنهي الخطوبة أم أُحاول إصلاحها؟

خطيبتي لا تهتم بي: هل أُنهي الخطوبة أم أُحاول إصلاحها؟

«خالد» يسأل: أنا شاب أعمل في إحدى الدول العربية، قمت بخطبة ابنة عمي منذ ما يقرب من عام وأربعة أشهر، وأنا أحبها كثيرًا. في هذا الوقت كانت هي في الصف الثاني الثانوي. وبعد ذلك بعام عقدت قراني عليها، أي بعد إنهائها الثانوية العامة. الآن هي في الكلية، وقد اتفقنا على إتمام الزواج في الصيف القادم.

لقد بدأت ألاحظ أنها لا تهتم بي نهائيًّا؛ فهي لا تسأل عني أبدًا بأي وسيلة، علمًا بأني أتصل بها على الأقل أسبوعيًّا، ولا أدع فرصة أو مناسبة إلا وأسأل عنها. وقد قمت بشراء جهاز هاتف محمول لها بعد عقد القران؛ لتسأل به عني بالاتصال ولينفعها.

في السابق قبل عقد القَران كنت أقول لنفسي: إنها تخجل، وكنت ألتمس لها عذرًا لكونها مشغولة بالمذاكرة. أستطيع أن أخبرك يا سيدي أنها -وبعد مرور أربعة أشهر تقريبًا على عقد القَران- لم تسأل عني من تلقاء نفسها، وقد قمت بلفت نظرها بعد سفري بشهر، ولم يكن رد فعلها كما يجب، وقمت بالحديث لأمها ولأبي عن هذا الموضوع وكلماها، وقد بعثت لي على إثر ذلك برسالتين خلال أسبوعين وصلت واحدة منهما، وقد اتصلت بي 3 – 4 مرات من تلقاء نفسها خلال 4 أشهر، ولم أكن موجودا خلال اتصالها في البيت إلا مرة واحدة. واتصلت بي مرتين بناء على طلبي، وعندما أسألها عن عدم اهتمامها بي تقول: لا شيء وتعتذر.

المهم أن أعذارها جميعًا واهية.. أريد أن أحيطك علمًا بأني أبعث لها بالمال، وأرشدتها كيف تتصل بي.

والآن سيدي أنا في غاية الضجر والغضب منها ومن تصرفاتها معي، فهي لا تهتم بي ولا تسأل عني، نعم لا تسأل عني بالرغم من علمها أني غضبان منها بسبب عدم سؤالها واهتمامها، ولا أستطيع -من وجهة نظري- الاستمرار مع امرأة تتجاهلني ولا تهتم بي ولا بمشاعري. لقد فكرت في الانفصال؛ بسبب عدم اهتمامها بي وإصرارها على ذلك، حتى بعد لفت نظرها أكثر من مرة، والحديث إلى أمها وعدم استجابتها، لكني أخاف من الندم؛ لأني ما زلت أحبها إلى حد ما، وأنا أخاف من المشاكل الأسرية التي ستقع من جرَّاء ذلك.

أرجو من سيادتك الرد عليَّ بسرعة فيما يجب عليّ أن أفعله، وما هو التصرف الصحيح في هذا الموقف الصعب الذي يؤرقني ليل نهار، علمًا بأني سأسافر إلى بلدي بعد أسبوعين، وأريد أن أضع حدًّا لهذا الأرق والضيق الذي أنا به.. آسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابـة

إن مشكلتك ليست في تجاهل زوجتك لك وعدم اهتمامها بك أو مشاعرك، ولكن مشكلتك هي أنك تحاسب زوجتك على أوضاع غير طبيعية، ربما لا يكون لك يد فيها، ولكنك يجب أن تدركها وتعيها جيدًا، وهي أحد الآثار الجانبية للاغتراب.. إنك تطلب من فتاة -ربما لم يصل عمرها إلى الثانية والعشرين- أن تتجاوب مع زوج ربما رأته مرتين في إطار الارتباط..

قد تكون ابنة عمك وتعرفها معرفة سابقة، ولكنها لم تنظر إليك كشريك حياة وشخص ترتبط بها إلا عندما تقدمت لها.. عندها فقط ربما يكون تفكيرها ومشاعرها بدأا يتجهان في هذا الاتجاه، ولكن لم تجد فرصتها في التعرف الجديد عليك بهذه الصورة، وبالتالي في نمو المشاعر الطبيعية ناحية هذا الشخص الذي سترتبط به.

إنك طبعًا نزلت في إحدى إجازاتك على طالبة الصف الثاني الثانوي وأعلنت رغبتك في خطبتها، وتمت الخطبة في هذه الفترة: فترة الإجازة.. كم استمرت معك كخطيب؟.. ماذا قلت لها؟.. ماذا قالت لك؟ ما هو الذي عرفته عنك؟!

وبعد عام نزلت في إجازة ثانية وعقدت القَران أيضًا، وعدت طائرًا إلى عملك، مطالبًا هذه الفتاة المسكينة أن تتطور مشاعرها وتحبك وتهتم بك!! من أي رصيد تحب؟‍.. وأي شكل تتخيل؟.. وأي كلمات تتذكر؟ وما الذي يدعوها أن تهتم وتتصل: هل الأشواق؟‍‍.. هل الحب؟‍ ومتى نما الحب ومتى نبتت الأشواق في شهر الإجازة؟

إنها أفاقت وربما لم تَفِق حتى الآن فوجدتك زوجها.. هذا ما أراده أبوها وأمها وهي لم ترفضك، ولكنها لم تحبك أو لم تجد الفرصة لذلك.. إنها لا تكرهك ولكنها لا تجد في نفسها المشاعر التي تطالبها بها.. أعطها مائة هاتف محمول وأرسل لها مال الدنيا.. ولن تتصل.. لن تتصل إلا عندما تشعر هي بالشوق والرغبة بذلك، ولن يحدث إلا إذا عرفتك.. أما الزواج بالهاتف فليس زواجًا حقيقيًّا.

إذا أردت زوجتك فافهم أن عليك أن تتعرف عليها.. امكث معها وقتًا طبيعيًّا.. عرِّفها بنفسك وتعرف عليها حقيقة، ليس شهرًا أو شهرين.. أعطِ لنفسك فترة حقيقية وبعدها ستجد زوجة أخرى تحبك، وتشتاق، وتتلهف، وتهتم.. هل فهمت الرسالة التي نقصدها؟.. قد تحتاج للتضحية بخصوص سفرك من أجل أن تكسب زوجتك أما قبل هذا فلا، ولا تحاول أن تأخذ أي خطوة نحو الزفاف إلا بعد التعارف.. الحقيقي.

⇐ ويمكنك الاطلاع على إجابات سابقة منها:

⇐ أجابها: عمرو أبو خليل

أضف تعليق

error: