زواج بلا مشاعر: هل أُكمل أم أُنهي؟

زواج بلا مشاعر: هل أُكمل أم أُنهي؟

«نبيل» يسأل: أنا شاب أعزب لم تكن لي تجارب عاطفية مثل الكثير من الشباب في زماننا هذا، ونويت وأنا في بداية مرحلة الشباب أن تكون أول إنسانة أرتبط بها عاطفياً هي زوجتي، وبعد أن أنهيت دراستي وعملت في مجال تخصصي جاء الوقت لاختيار من تشاركني حياتي وتكون لي سكنا ومودة. وقد رشح الأقارب لي فتاة من أسرة كريمة، وذهبت مع أسرتي للتعرف عليها وعلى أسرتها، فوجدتها إنسانة متدينة جداً، ترعى الله في جميع تصرفاتها، وفيها كل الخصال التي لم أحلم أن تجتمع في فتاة تعيش في هذا العصر.. باختصار، وجدت إنسانة كاملة.

ثم بعد هذه الزيارة وجدت أني أحترمها بشدة، ولكني لست مشدوداً لها؛ فكررت في زيارتها مرتين لعلي أنجذب إليها، فلم يقدر لي ذلك، ثم علمت أنها قد استخارت الله وقد أحست بقبول بالنسبة لي.

المشكلة تكمن في أن عقلي يتقبلها بشدة، ولكن قلبي لا أجد فيه حنينا ولا لهفة لها، وأحس بأنها مثل أختي، مع أني يقع نظري على فتيات كثيرات فأجد أني مشدود لهن من أول وهلة، وأخشى أن أتركها ولا أجد من تضاهيها في بعض صفاتها.

إن أسرتها تريد مني ردا الآن، وأنا أتضرع إلى الله أن يزرع محبتها في قلبي، ولكن لم يتغير الوضع. أشار علي أحد أصدقائي بأن الانجذاب يأتي بمرور الوقت بعد الارتباط، ولكني أخشى أن أظلمها بهذا، وأجعلها حقلا للتجارب.. فأرشدوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابـة

الأخ الكريم، لك الحق في حيرتك بين الموافقة على الفتاة وتركها، أنت تنظر إليها كجوهرة كريمة يجب أن يحرص عليها كل من وقعت في يده، ومشكلة هي أن تصبح الجوهرة في يد من لا يشعر بقيمتها ولا يفرح بصحبتها.

أخي، تحدثنا كثيرًا في صفحتنا هذه عن اختيار شريك الحياة، وهنا الكثير من المشاكل التي تحدثت عن هذا الأمر، ولعل أكثر ما ركزنا عليه هو التوازن بين العقل والعاطفة عن الاختيار، فلا بد أن تختار بعقلك وعاطفتك معنا، وكما يقول دائمًا أحد خبراء صفحتنا (د. عمرو أبو خليل): الزواج كالطائر يطير بجناحي العقل والعاطفة حتى يستمر في الطيران؛ لذا فأنت ستكون ظالما للفتاة وظالما لنفسك إذا تزوجت بعقلك فقط، ما دمت لا تميل لها عاطفيًا.

أنصحك ألا تتبع نصيحة صديقك، فالانجذاب والقبول لا يأتي مع الوقت، ولا أحد يضمن هذا، والزواج -كما قلت أنت- ليس حقلاً للتجارب.

فاتركها ولا تترك الأمر معلقًا، وابحث عن أخرى تقتنع بها بقلبك وعقلك، واستعن بالله ولا تعجز.

⇐ ويمكنك الاطلاع على استشارات سابقة منها:

⇐ أجابتها: سمر عبده

أضف تعليق

error: