كيف أتعامل مع أمي التي تعاني من نوبات اكتئاب ووسواس؟

كيف أتعامل مع أمي التي تعاني من نوبات اكتئاب ووسواس؟

«عمرو» يسأل: والدتي عمرها الآن 87 عاما وحينما كان عندها 30 عاما توفيت والدتها وحزنت عليها حزنا شديدا من لطم وصراخ… إلخ، وهي في كل عام تقريبا تشعر بحالة اكتئاب ووسوسة بالأفكار بأنها تريد أن تصرخ أو تضحك أو تجري أو أي شيء غريب.. وذهبنا للطبيب وأصبحت مستمرة معه على جلستي كهرباء أو ثلاثة لمدة أسبوع ومعه مهدئات وترجع الحالة طبيعية كما كانت في الأول وأحسن، ومن الممكن أن تتأخر الحالة عامين ولا تأتي.

والفترة الحالية لم تأت الحالة منذ 4 سنين ولكن منذ أسبوع رجعت الحالة وذهبنا للدكتور وكشف عليها فوجدها جيدة جدا ولكن الأفكار في دماغها كما هي، وحالتها الصحية جيدة جدا، وأعطاها أقراص سيدرام صباحا، وكذلك زاناكس بالليل بالإضافة إلى التربتيزول المستمرة عليه من أكثر من 10 سنين، علما أنه لا توجد أي مشاكل مالية أو اجتماعية أو أي شيء.

والسؤال:

  • ما الحل في هذه الحالة المستمرة في توقيت معين من كل عام؟
  • وما السبب فيها؟
  • وما العلاج اللازم لها؟
  • وكيف نتجنب هذه الحالة من قبل حدوثها؟

ولسيادتكم جزيل الشكر.

⇐ د. أمل المخزومي «طبيب نفسي» أجابت السائل؛ فقال: الأخ الكريم.. بارك الله لك في والدتك وحفظها من كل مكروه وجزاك خيرا على اهتمامك بها، فوالدتك تجاوزت 87 سنة وهذه السن حرجة جدا وتحتاج إلى عناية خاصة كما أنها من قبل 57 سنة مرت بحادث وفاة والدتها وكانت صدمتها قوية آنذاك بحيث استمرت معها إلى الآن، وهذا يشير إلى أن والدتك لا تتخلص من الصدمة التي تتعرض لها بسرعة، بل المشاكل تحفر في عقلها حفرا عميقة يصعب ردمها.

كما أن نوبات الصراع تأتي وتذهب حسب الظروف التي هي فيها وكلما ساعدت الظروف على طمس تلك الصراعات، شعرت بتحسن والعكس بالعكس.

ذكرت أن صحتها الجسمية جيدة وهذا مؤشر جيد من الناحية الجسمية، أما معاناتها النفسية فإنها تحتاج لعلاج مركب من الطبيب ومنكم أيضا كي تساعدوها على تخطي ما تعاني، وتخففوا عنها تلك الكآبة والوسواس المسيطر عليها.

السبب الأساسي في حالتها التي تعاني منها هو أنها برمجت عقلها منذ 57 سنة أي وقت وفاة أمها وجعلت تلك الحادثة في ملف يمكنها فتحه كلما تعرضت لمشكلة معينة.

وحالتها هذه تشبه إلى حد ما تلك البرمجة التي نتبعها جميعا عندما نريد أن نقوم بعمل ما مهم لدينا، على سبيل المثال عندما تريد أن تسافر ويكون سفرك في الساعة الخامسة عندها تبرمج عقلك أن تستيقظ في الساعة الثالثة كي تذهب للمطار مثلا وتذهب للنوم عندها تجد نفسك وقد استيقظت في نفس الساعة، كذلك يحدث لساعة صلاة الفجر بحيث يستيقظ الفرد في نفس الساعة حتى لو كان متعبا في تلك الليلة، هذه البرمجة والتعود عليها تجعل الدماغ يعطي إشارة كهربائية للجسم ويثيره مما يجبره على إعطاء استجابة مناسبة لتلك الإثارة، فالوالدة صاغت تلك البرمجة بهذه الطريقة.

ومن هذا المنطلق عليكم تخريب تلك البرمجة التي عملتها منذ سنوات بما يأتي:

  1. يتم تخريب تلك البرمجة بوضع برنامج لها بحيث تعملون على تغيير المواقف والبيئة التي هي عليها في نفس الوقت والتاريخ المتعلق بوفاة والدتها، بحيث تجعلونها في شغل شاغل عن التفكير بموت والدتها الذي يجعلها تفتح الملف القديم وتجتر الحدث الذي بدوره يؤثر على حالتها النفسية، ويتم هذا البرنامج بالشكل التالي:
    • إشباع رغبتها وأنتم أدرى مني بتلك الرغبة التي لديها.
    • إبعادها عن المكان الذي هي فيه كعمل سياحة لها أو أخذها في مكان تحبه وتنسجم مع من فيه.
    • إحاطتها بالحب والحنان والاهتمام.
    • تقديم هدايا لها إن كانت تحب وترغب بذلك.
    • اتباع الطرق المختلفة لجعلها تنسى ذلك الحدث.
  2. قد يكون سفرك قد أثر عليها وبشكل شعوري أو لاشعوري تمارس ذلك السلوك كي تجعلك تبقى بجانبها، فعليك طمأنتها بحيث لا تبتعد عنها كثيرا، واتصل بها تليفونيا وأخبرها بالمدة التي ستكون بعيدا عنها ولا تهملها، والظاهر أنها متعلقة بك.
  3. اطلب من الآخرين المقربين لها الاهتمام بها فترة غيابك.
  4. أبعدها عن مشاهدة وسماع الأخبار المحزنة، ومع الأسف فإن نسبة كبيرة من أخبارنا تثير الكآبة والحزن.
  5. هيئ لها الوسائل التي تسعدها.
  6. أبعدوها عن كل ما يذكرها بوفاة والدتها.
  7. يتميز كبار السن بدافع جلب الانتباه. فإن كان لديها ذلك عليكم إشباع تلك الرغبة بالاهتمام بها بعيدا عن التطرف.
  8. أشغلوها بعمل تحبه وترغب به.
  9. بما أن الكآبة والوسواس هو نتيجة للقلق الشديد، فعليكم تخفيف هذا القلق بالطرق المختلفة.
  10. اجعلوها تقرأ آية الكرسي كلما شعرت بضيق وتوتر فإن لهذه الآية التأثير العجيب.. جربوها وسترون النتيجة.

أتمنى لها حياة سعيدة وراحة، والصبرَ لكم، واتباع الطرق السليمة في معاملتها، وأجركم كبير عند الله كلما أسعدتموها.

⇐ وهذه أيضًا بعض الصفحات المفيدة:

أضف تعليق

error: