«ماجد» يسأل: أعاني من حالة نفسية وكآبة مسائية (بعد الغروب) منذ سنتين تقريبا، حيث أشعر بضيق وتوتر شديد، وتصبح الحياة أمامي دون معنى إلى أن أنام وبشكل طبيعي، علما بأنني متدين، وليس لي أية انحرافات أخلاقية، وأخاف أن أذهب إلى الطبيب؛ خوفا من أن يعقد الأمور عليَّ أكثر بإعطائي الأدوية الكثيرة، حيث إنني أفضل العلاجات الأخرى إذا أمكن ذلك علما بأنه حدث لي انهيار عصبي بسبب التعب الشديد حينما كان عمري عشرين عاما، وشفيت منه بعد سنتين. أرجو إعطائي النصح مع الشكر الجزيل.
⇐ د. أيهاب خليفة «طبيب أمراض عقلية» أجاب السائل؛ فقال: أخي الكريم.. الأكثر شيوعا أن المشاعر الاكتئابية تزداد في الصباح، وهذا الاكتئاب قد يكون له أسباب عضوية أو وجود حالة من الفراغ عند الإنسان أو لأنه لا يوجد لدى الإنسان هدف سامٍ يسعى لتحقيقه، وإنما مجرد أغراض مادية ودنيوية ضيقة النطاق.
وعلاج هذا الاكتئاب ينقسم إلى قسمين: شق نفسي، وشق دوائي: الشق النفسي يكون بأن يحاول أن يجعل الإنسان لحياته معنى؛ وذلك عن طريق الاشتراك في الجمعيات الخيرية والأعمال الاجتماعية، واستثمار وقت الفراغ في تحصيل العلم النافع والعمل الصالح، والشق الثاني وهو العلاج بمضادات الاكتئاب الذي يتم وصفه عن طريق الطبيب النفسي والعلاج النفسي كثيرا لا يغني بمفرده عن العلاج الدوائي.
ففي أوقات كثيرة يصاحب الاكتئاب تغيرات عضوية يصعب معها العلاج بالشق النفسي وحده دون مساعدة العلاج الدوائي خاصة في بداية العلاج. فالأمر قد يحتاج إلى العلاج بكلا الشقين أو بأحدهما بحسب ما يشير به الطبيب النفسي، وكلمة انهيار عصبي، وإن كانت شائعة فليس لها مدلول علمي واضح وربما تعبر عن شدة الاكتئاب والتوتر أو وجود حالة هيستيرية.
⇐ وهنا أيضًا نقرأ عن:
- ↵ كيف أتخلص من الأرق المقترن بنوم خفيف؟
- ↵ الوسواس القهري بنوعيه «الفكري والفعلي»
- ↵ كيف أتخلص من مشاعر الخوف والقلق وانعدام الأمان في بلد غربي؟
مع تمنياتنا لك بالتوفيق إن شاء الله، وفي انتظار استشارة أخرى تطمئننا فيها على حالتك.