كيف أتخلص من الأرق المقترن بنوم خفيف؟

كيف أتخلص من الأرق المقترن بنوم خفيف؟

«ليلى» تسأل: أشكو من الأرق المقترن بنوم خفيف، أي إن أي صوت يمكن أن يوقظني. وقد بدأت هذه المشكلة معي من سن 9 سنوات. وكانت في البداية أرقا؛ فكنت أذهب إلى الفراش في التاسعة حتى أنام في الحادية عشرة مساءً تقريباً، إلى أن تطور الوضع فأصبحت أستيقظ في ساعات محددة في الليل، وغالبا 12 و3 صباحا كل ليلة، ثم تطور إلى أن أصبحت أستيقظ على أصوات شديدة الغرابة مثل صوت الماء الجاري في حالة الوضوء، مع العلم أنني أغلق باب غرفتي القريب من الحمام.

وقد أعاني من وجود شمع في أذني مما يستوجب غسيله كل فترة. ومع ذلك فلم أتخلص من تلك المشكلة. إن تلك المشكلة تتزايد وتتعقد في حالة الدراسة.. فبماذا تنصحني يا سيدي حيث إنني الوحيدة التي أعاني تلك الحالة؟ جزاك الله خيراً.

⇐ د. أمل المخزومي «طبيب نفسي» أجابت السائلة؛ فقالت: أختنا العزيزة.. إن حالة الأرق التي تعانين منها قد مرت عليها فترة طويلة تعادل 15 سنة، ومن هذا المنطلق أشعر بأن ميكانزمات جسمك قد تعودت على هذا النوع من الأرق.

فكثيرا ما يسبب ضغط العمل أو الدراسة، والرغبة في كسب المال، والاتصال مع الآخرين، وتنويع الأنشطة، والهوايات إلى تقليل ساعات النوم التي تؤدي إلى الإرهاق والتعب الجسمي والفكري، في الوقت الذي يكون الجسم في حاجة ماسة إلى تلك الراحة بعد أداء الأعمال اليومية.

ويعتبر النوم أهم وأنفع من الرياضة والريجيم الذي يهدف إلى تحسين صحة الفرد وتعديل أسلوب الحياة التي هو عليها.

قد يسبب الأرق المستمر كثيرا من الأمراض، وذلك بسبب حرمان الفرد من النوم والراحة، ويلعب هذا الحرمان دورا فعالا في إرباك توازن مادة السيروتونين في الجسم التي تؤثر على الجسم ككل، كما يختلف الأفراد بعضهم عن بعض في مدى حاجة أجسامهم لفترة النوم، لذلك تكون أجسام بعضهم غير مهيأة بيولوجيًا للاكتفاء بساعات نوم قليلة.

تضيف متطلبات الحياة في الوقت الحاضر عبئا ثقيلا على كاهل الفرد بحيث جعلت ساعات النوم التي يأخذها هذا الفرد قليلة.

تشير الأبحاث إلى أن 62% من الأمريكيين قد انخفضت ساعات نومهم عما كانت عليه قبل 5 سنوات، وذلك بسبب زيادة عدد ساعات العمل اليومية، كذلك البريطانيون يعانون من تناقص حاد في نسبة ساعات نومهم مثلهم مثل الأمريكيين.

وكثير ما تعاني المرأة من قلة النوم والإرهاق؛ وذلك بسبب خروجها للعمل خارج البيت، إضافة إلى عملها في البيت، من تربية الأطفال ورعاية الأسرة وغيرها من متطلبات ملقاة على عاتقها.

كما يحتاج جسم الإنسان إلى فترة معينة من النوم كي يحافظ على نشاطه وفعالية جهازه العصبي الذي يؤدي إلى صفاء الذهن وزيادة الإنتاج في العمل.

إن ظاهرة التعب المزمن التي يشعر بها غالبية الناس لها علاقة ماسة بقلة النوم، لذا يُنصح بالقيلولة بعد الظهر لفترة قصيرة لتعويض هذا الحرمان من النوم. يساعد استعمال هذه القيلولة لمدة تتراوح من 30 دقيقة إلى ساعة على زيادة النشاط والإنتاج، وهذا ما دفع بعض الشركات الأمريكية الكبرى من إعداد غرف لقيلولة الموظفين العاملين في تلك الشركات.

ويحتاج جسم الإنسان على الأقل إلى ثماني ساعات نوم في اليوم، فعليه يتم العمل على مساعدة المصابين بالأرق بتعويدهم على النوم من 8 – 10 ساعات لمدة ثلاثة أشهر متتالية، وذلك لإعادة توازن ميكانزمات أجسامهم. يؤدي النوم المتواصل الهادئ إلى راحة خلايا الجسم وإعادة نضارة الوجه والصفاء الذهني والراحة النفسية للفرد.

عزيزتي السائلة عليك بما يأتي:

  1. حاولي تنظيم الساعة البيولوجية للنوم.
  2. حاولي أن تجعلي غرفة نومك بعيدة عن الضوضاء والأصوات التي تقلقك.
  3. اذهبي إلى النوم في ساعة معينة ويكون ذهابك للنوم كل يوم في نفس الساعة دائما.
  4. لا تقلقي إذا أصابك الأرق في الليلة الأولى والثانية لأن تنظيم الساعة البيولوجية يحتاج إلى وقت كي يستطيع المخ السيطرة على ذلك التنظيم.
  5. اشربي حليبا دافئا قبل النوم.
  6. لتكن وسادتك مريحة وفراشك مناسبا.
  7. تخلصي من مشاكل النهار عند الذهاب إلى النوم.
  8. حاولي أن تعملي فحصا دقيقا للأذن. أعتقد أن مصدر الأصوات التي تشبه الماء الجاري ناتج عن مشاكل الأذن.
  9. حاولي أن تتأكدي من درجة ضغط الدم لديك؛ لأن الضغط العالي كثيرا ما يسبب أصواتا كأصوات الماء الجاري التي تسمعينها.
  10. إن القلق هو الآخر يسبب الأرق، ومن الطبيعي أن يكون الطالب قلقا وقت الامتحانات، وهذا هو العامل الآخر الذي يسبب لك الأرق. تخلصي من هذا القلق بالدراسة المنظمة والمركزة والاستعداد التام للامتحان.
  11. خذي حماما دافئا قبل النوم.
  12. لتكن إضاءة غرفتك مريحة لك.
  13. حاولي ألا تأكلي قبل النوم مهما كلف الأمر.
  14. استرخي استرخاء تاما عند وضع رأسك على الوسادة.
  15. لا تفكري في أعمال الغد والخطط المتعلقة بتلك الأعمال عند النوم.
  16. لا تفكري في أقوال وأفعال الآخرين الذين اتصلت بهم أثناء النهار.
  17. ابتعدي عن تناول المنبهات كالقهوة والشاي.
  18. تخلصي من الحساسية إن كانت لديك.
  19. لا تكلفي نفسك فوق طاقتها.
  20. ابتعدي عن المنافسة إن كانت تسيطر عليك.
  21. استعملي رياضة اليوجا.
  22. اقرئي بعض الآيات القرآنية والسور القصيرة قبل النوم كي تعيدي الاطمئنان إليك وتجعلين هذا النوم هادئا.

⇐ هذه أيضًا بعض المقترحات:

مع أطيب الدعاء لك بالراحة والنوم الهادئ. وفي انتظار استشارة لتخبرينا بالنتيجة.

أضف تعليق

error: