هل تؤثر إزالة الكلية على الزواج والحمل؟

هل تؤثر إزالة الكلية على الزواج والحمل؟

تفاصيل الاستشارة: أنا آنسة أبلغ من العمر 27 عامًا، منذ فترة طويلة أصبت بارتفاع في درجة الحرارة وقيء وألم في الجانب الأيسر، وتم تشخيص هذه الأعراض على أنها التهاب في المجاري البولية، وبعد أن أخذت العديد من المضادات الحيوية عاودني الألم مرة أخرى، وقمت بإجراء عدة فحوص بالأشعة منها التلفزيونية وبالصبغة.

وأخيرًا مسح ذري تبين منه وجود حصوة بالكلى اليسرى، وأنها لا تعمل، مع العلم بأن اليمنى وظيفتها طبيعية مع وجود صديد بالبول نسبته فوق المائة، وبعد عمل المزرعة تبين وجود ميكروب اسمه e-coli، وكلما أخذت مضادات حيوية يعاودني الالتهاب مرة أخرى، وقرّر الأطباء أنه لا بد من استئصال الكلية المصابة وأنه لا فائدة من العلاج.

وزنى الحالي 74 كجم وطولي 164، ولم أشعر بأي ألم أو التهاب منذ ما يقرب من 4 أعوام، لا أتناول أي عقاقير غير مستحضر اسمه رواتينيكس.

ما مدى تأثير هذه الحالة على الزواج والحمل؟ وهل هناك أي حل آخر غير الجراحة؟ وشكرًا.

⇐ د. سعد عبدالحليم نصر «استشاري جراحة المسالك البولية وامراض الذكورة» أجاب الاستشارة؛ فقال: الأخت السائلة.. أريد بداية أن أعطيك فكرة مختصرة عن وظيفة الكليتين، فمن المسلّم به أن الكليتين تقومان بوظيفة أساسية، وهي استصفاء السموم وإخراجها مع تنظيم أيونات الدم كالصوديوم والبوتاسيوم، وكذلك موازنة احتياجات الجسم من الماء وإخراج الزائد منه، بالإضافة إلى إنتاج هرمونات تقوم بتنظيم ضغط الدم، وإنتاج كريات الدم الحمراء في قدرة بديعة على أداء هذه الوظائف وأكثر في صمت وتواضع، حيث تتقاسم الكليتان أداء هذه الوظائف مناصفة بينهما حتى إذا مرضت إحدى الكليتين أو أصابها عارض قامت أختها بحمل العبء عنها حتى تستعيد الكلية المريضة عافيتها، وتعود لممارسة مهمتها بالكفاءة المعهودة، ومن أجل ذلك يزداد حجم الكلية السليمة، كما يزداد حجم العضلات في جسم الإنسان الرياضي، وهو ما يعرف بـ(زيادة الحجم التعويضي Renal Hypertropy)؛ ولذلك فإننا عند الفحص بالأشعة الصوتية نجد أن حجم الكلى السليمة أكبر من حجم الكلى الأخرى بنسبة تختلف من حالة لأخرى، حتى إذا فشلت إحدى الكليتين تمامًا فإنها تضمر وتتضاءل في الحجم، كما أن وظيفتها عند الفحص بالأشعة الصبغية (I.V.U) يبدو هزيلاً، وقدرتها على إفراز الصبغة (Autographing) إما معدومة أو ضعيفة، كما أن اختبار الأشعة بالذرة يظهر بدقة كبيرة مدى كفاءة كل كلية وقدرتها على أداء الوظائف المنوطة بها.

من هنا يتضح عزيزتي أنك لم تخبرينا عن حجم كل كلية بناء على الفحص بالأشعة التلفزيونية، وكذلك هل قامت الكلى اليسرى بإفراز الصبغة أم لا، كذلك لم تشيري إلى قدرة كل كلية على أداء وظيفتها كما ظهر في الأشعة بالذرة، ولكن هناك بعض المؤشرات المبشرة، وهي:

  • وجود ألم بالجانب الأيسر، وهذا يعني أن الكلى ما زالت تعمل بكفاءة، فالمرض لا يؤلم إلا النسيج الحي.
  • ما زلت عزيزتي في مقتبل العمر، وهذا يحمل في طياته الكثير من الأمل، فجميع الأطباء، خاصة جراحي الكلى والمسالك البولية واختصاصيي زراعة الكلى يعلمون مدى أهمية كل جزء في الكلية؛ لذلك يبدو استئصال أي جزء من الكلى مستبعدًا على أن يصبح أمرًا لا مفر منه.

وعادة ما يحاول الطبيب المحافظة قدر الإمكان على الكلى المريضة، ومحاولة استنهاض قوتها وإزالة ما يعوقها عن أداء وظيفتها.

وعليك بمناقشة هذا الأمر بالتفصيل مع طبيبك الذي تراجعين عنده:

  • مرات الألم في الجانب الأيسر وآخر مرة هاجمها الألم.
  • حجم الحصوة وموقعها في الكلى، وهل يوجد بالكلى انتفاخ أم لا (Hydronephorsis)؟
  • كفاءة كل كلية، كما اتضح من الأشعة الذرية.
  • هل الكلى اليسرى ظاهرة بالأشعة الصبغية (I.V.U)؟ وما هي درجة الوضوح؟
  • ما نتيجة آخر تحليل للبول؟ ومتى كان؟ وما نتيجة آخر زراعة للبول وتاريخها؟
  • حجم كل كلية في الأشعة التلفزيونية.

وأريد أن أطمئنك عزيزتي أن العيش بكلية واحدة لا يمنع من الزواج أبدًا.

وختامًا.. عزيزتي أوصيك بصلاة الحاجة، وتسألي الله ﷻ أن يشفيك ويرد لك عافيتك، ولا بد أن تلتزمي بالمضاد الحيوي الذي قررته آخر مزرعة من البول لمدة عشرة أيام على الجرعة الكاملة، وبعد ذلك تكتفي بربع الجرعة فقط قبل النوم حتى لا يعود الميكروب لإصابة الكلى مرة أخرى، كما أنصحك بتناول البقدونس الطازج أو شربه كعصير أو مسلوق، حيث ثبت علميًّا أن البقدونس له دور فعّال في تفتيت الحصوات وإنعاش وظائف الكلى والكبد.

⇐ ومن باب التثقيف.. هنا نقرأ:

نسأل الله ﷻ أن يمتعك بالعافية ويرفع عنك ما ألمّ بك.. اللهم آمين.

أضف تعليق

error: