أبجديات التعامل بين الزوجين

صورة , الزواج , الزوجين , الحب
الزواج

أحيانا يتوقع أحد الزوجين من الطرف الآخر تصرفات معينة ويعتبرها من بديهيات الحياة وأنها لا تحتاج إلى تفسير أو توضيح، وعدم القيام بها قد ينشئ خلاف كانا بالغنى عنه.

مفهوم البديهية

يقول الأستاذ سيف أحمد الشقيري خبير ومستشار التميز والاستراتيجية: إن البديهيات في العلاقات الزوجية عادةً هي الضروريات أو الأمور المسلمة، التي ليست بحاجة إلى إثبات ولا دليل وبالتالي إلى هذه الأبجديات ولا المسلمات، لذلك يرى كل طرف من الزوجين إلى وجوب القيام بها على أكمل وجه، فالبديهيات أساسًا من العوامل التي تجعل من الأسرة أسرة متميزة وأسرة ناجحة، تؤدي إلى خلق بيئة أسرية سعيدة وبالتالي تنعكس على المجتمع بصورة أفضل.

هل البديهيات تختلف من أسرة إلى أسرة أخرى أو من شخص لآخر في العلاقة الزوجية؟

يقول الأستاذ “سيف” بلا شك، البديهيات طبعًا قد تكون مسلمًا بها في أي مجتمع، ولكن ما يميز الأشخاص أو الأسر عن بعضها هي البيئة والثقافة والمستوى المعرفي، فإذا كان المستوى المعرفي بين الأفراد على مستوى من النضوج على مستوى عالي، كل من الطرف والآخر يقدر هذه المسلمات والبديهيات، وأيضًا يوليها العناية الكاملة، فيؤدي المشاكل إلى حالات طلاق بشكل عام بسبب عدم التحديد على هذه الأولويات، وبالتالي تختلف الرؤى، وكنا نلاحظ على سبيل المثال ما يراه الزوج صحيح وواجب أن تقوم به الزوجة، وما تراه الزوجة قد يكون مغايرًا تمامًا لما يراه الزوج، فهناك الكثير من الأمور التي تحتم وتجعل التركيز على هذا الجانب، وجعل البديهيات والأمور المسلم بها من الأمور الأساسية التي نوليها عناية في العلاقة فيما بين الزوجين.

هل هناك من بديهيات يجب على الزوجين قبل الزواج إدراكها أو حفظها؟

يقول الأستاذ سيف: لا شك لا شك، فنحن نتذكر كان عندنا من سنوات عدة قرار بضرورة الفحص الطبي قبل الزواج، وللامانة كانت الحكومة موفقة في اتخاذ مثل هذا القرار؛ فصار شرط من شروط اتمام عقد الزواج ضرور الذهاب إلى مركز صحي والإقرار بالخلو من الأمراض وبالتحديد الوراثية.

وانا من خلال إطلاعي على إحصائيات كثيرة بعد تطبيق الفحص الطبي لاحظت أن الأمراض الوراثية صارت تنخفض بمستويات كبيرة جداً، وأتمنى أيضاً يكون هناك رخصة وهذه ربما نادى فيها كثير من الإخوان الباحثين في المجال النفسي والعلاقات الأسرية أن يكون هناك رخصة تسمى برخصة قيادة أسرية. هذه الرخصة تؤهل الزوجين أو الطرفين بمدى ضرورة الاهتمام بهذه الأولويات والأبجديات والبديهات، فنلاحظ كثير مثل الدول المتقدمة أوجدت مثل هذه الرخصة وشرعتها، ففي ماليزيا على سبيل المثال لا يتم الزواج إلا بعد الحصول على هذه الرخصة، وخلال عشر سنوات استطاعت ماليزيا أن تخفض نسبة الطلاق في الشعب الماليزي من 36% تقريباً إلى 80% وصارت من أقل الدول في العالم في نسب الطلاق، فنحن بحاجة إلى وجود مثل هذه الرخصة، وأنا أشيد بقرار حاكم الإمارات والذي اُعتمد منذ فترة وثيقة الدرع الواقي.

الوثيقة هذه كانت قبل الطلاق ولكن على الزوجين الاطلاع عليها وأن يوقعوا عليها أن عليهم التزامات حتى بعد الطلاق وتوجب الرعاية الكاملة للأبناء؛ فأنا أتمنى وجود هذه الرخصة التي تجعل الزوجين قادرين على الإلمام المعرفي بأن كثير من المشاكل التي نعاني منها، والفجوة المعرفية الكبيرة وعدم معرفة حقوق الآخر، والتي تؤدي بالضرورة لهذه المشاكل وارتفاع نسب الطلاق فنلاحظ اليوم أن مجتمعنا الخليجي من أكثر المجتمعات طلاقاً ونحن في دولة الإمارات رغم ارتفاع نسبة الطلاق نوعاً ما إلا إنه رؤية الحكومة في 2021 تنظر إلى أن تصبح دول الإمارات من أفضل دول العالم في كافة المجالات، ولن نصل إلى هذه الرؤية إلى من خلال النوايا الأولى وهي الأسرة، ونحن نطمح لجعل الشعب الإماراتي أسعد شعب في العالم، ومؤشرات السعادة من ضمن قياساتها عالمياً هناك مؤشر يقيس نسبة الطلاق في المجتمع، فإذا أوجدنا مثل هذه الرخصة ومثل هذه الأساسيات فنحن قادرين على أن نخلق جيل واعي معرفي بمدى احترام الزوجية وقدسية هذه العلاقة وبمدى احترام هؤلاء الأبناء في المستقبل لأن كثير من الإحصائيات تؤكد على أن أكثر من 80% من الأحداث الجامحين هم نتيجة لعلاقات كانت خاطئة فيما بين الأب والأم أو نتيجة حالات طلاق وعدم استقرار

أكثر الأخطاء شيوعاً سواءً من الزوج او الزوجة في العلاقة الزوجية

يقول الأستاذ سيف: هناك الكثير من الأخطاء ولكن اليوم من خلال الإحصاءات ومن خلال البيانات التي ترد من مراكز الإصلاح الأسري على مستوى الدولة، أهم الأخطاء هي عدم احترام خصوصية الأخر، نجد أنه الشراكة بمفهومها العام ليست شراكة مؤسسية بالطبع ولكن شراكة حياتية وبالتالي إذا أوجدنا احترام خصوصية الطرفين نستطيع أن نسعى بهذه الأسرة إلى بر الأمان، ونجد أن هذه الشراكة من مفهوم الرجل والمرأة تؤدي إلى أن الرجل ينظر إلى المرأ ة نظرة ذكورية مطلقة وبالتالي لديها نوع من القوامة ولديها نوع من السلطوية، والمرأة أيضاً تنظر لهذه العلاقة من نظرتها الأنثوية المطلقه وربما نتجاوز الخصوصية وتحصل هناك بعض الإشكالات، وأيضاً وسائل التواصل الإجتماعي أثرت تأثير كبير على حياتنا اليوم، ووجدنا أن الأسرة أصبحت مشغولة بأطرافها إلى درجة ربما تصل إلى حالة مرضية في موضوع التواصل الاجتماعي.

وهذه الانشغال يؤدي إلى الإنشغال عن هذه الضروريات التي كان ينبغي على الأسرة أن توليها اهتمام مثل العلاقات الحميمية والمودة والسكينة والتواصل والتخطيط الأسري أصبحنا نغفل هذه الجوانب وصارت هذه الأمور الدخيلة تأخذ حيز اكبر ممكن يجب أن تكون عليه، فعدم احترام الخصوصية والانشغال بالتواصل الإجتماعي، وأيضاً عدم خلق الثقة في العلاقة الزوجية يؤدي إلى كثير من المشاكل من خلال التنصت والتجسس على الطرف الأخر ومراقبته بشكل أو بأخر.

وهذه السلبيات أحدثت نوع من الخلافات والخلافات هذه أدت بالضرورة إلى الوصول إلى حالات الطلاق، وأتذكر أحد الإحصائيات سجلت في إحدى إمارات الدولة كان هناك خمسة ألاف حالة خلاف أسري وجميع هذه الحالات هي خلافات على وسائل التواصل الاجتماعي، ونتج عنها ألف حالة طلاق من الخمسة آلآف، فهذه معدلات عالية جداً، وتجعلنا نتوقف كثير كباحثين في المجال الأسري، وما يسعدني للأمانة كحل من ضمن الحلول التي أوجدتها الدولة كحلول طويلة الأجل هو موضوع مادة التربية الأخلاقية وأشيد بها جداً كـ قرار موفق من القيادة أن نجعل مثل هذه المادة نربي من خلالها الأجيال؛ لأن الأجيال أو الأمم أو التنمية المستدامة لا تتحقق إلا من خلال الأخلاق وغرس الأخلاق والقيم الحميدة في نفوس المجتمع.

هناك الكثير من المشاكل تحدث مابين الأزواج بسبب توقع طرف فعل معين من الطرف الآخر، فعندما تسأل لماذا توقعت هذا التصرف يقول إنه شيء بديهي ومعروف، فما أهمية المصارحة بين الأزواج في حالة حدوث مشكلة معينة أو مثلاً ضيق معين، ومصارحة الطرف الآخر أول بأول وإنعكاسه على طبيعة العلاقة.

يقول الأستاذ سيف أحمد الشقيري خبير ومستشار التميز والاستراتيجية: عملية العلاقة بين الزوجية تتحول في كثير من الحالات من اهتمام إلى انشغال وهذه اشكالية يفترض أن كل منا يهتم بالأخر ولكن لا ينشغل عن الأخر والذي يحدث اليوم أن الكل يتوقع من الطرف الأخر ماينبغي او سقف طموحات عالي جداً فيصير الزوج يطلب من الزوجة متطلبات ربما هو يغفل عنها.

ولذلك في طبيعة وسيكولوجية الإنسان الجسدية في ظل معترك الحياة اليوم ووجود المرأة العاملة ووجود الرجل الموظف وفي ظل وجود الأبناء اهتمامات أخرى كثيرة تجعلنا نتجاوز بعض هذه التفاصيل، فاشكالية اليوم وعملية التدقيق والمتابعه على كل صغيرة وكبيرة ورفع سقف الطموح بأن الطرف الأخر يفترض أن يعطي أكثر، فمن وجهه نظري أن هذه العلاقة يجب مراجعتها؛ لأنه التغافل كما يقال، تقريباً تسعة أعشار العقل، فإذا تغافلنا عن بعض الأمور البسيطة ستصبح الحياة أفضل وتكون الأسرة سعيدة ويقدر كلُ مننا الأخر.

بعض التفاصيل البسيطة جداً علينا أن نبادر بها تكون من اختصاصات الزوجة ولكن ما المانع أن يقدم الزوج هذه المبادرات الطيبة، الكلمة الطيبة هي الذي تجبر الخاطر وهي التي تبث الطاقة الإيجابية في نفس الزوجة، فوجود هذا التغافل وعدم التدقيق الثاقب على بعض الأمور البسيطة تجلنا نرتقي بسمو أخلاقنا وبالحياة الزوجية إلى الاهتمام بالألولويات؛ ولذلك أتمنى أن تركز الأسر على الألولويات ومفهوم التخطيط، وإذا أوجدنا أسرة لديها الكثير من الطموح ولديها الكثير من النظر إلى مستقبل الأبناء وأوجدنا التخطيط المشترك بين الزوجين وقواسم مشتركة لبناء هذه العلاقة سنصل بها إلى بر الأمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top