أسرار السعادة الزوجية

صورة , الزواج , هدية , السعادة الزوجية

إن السعادة الزوجية ليست كلمة سحرية ولكنها حالة يمكن الوصول إليها ببصيرة، كما أن هذه الحالة يسعى إليها كل زوجين وبها تحلو الحياة وتستمر لفترة أطوال وبفقدانها تظلم الحياة، وبالتالي فإن السعادة الزوجية هي ركيزة أساسية لاستمرار الحياة الزوجية.

ما المقصود بمصطلح مفاتيح السعادة في الحياة الزوجية؟

قالت “د. عائشة آل البيرق” مدربة تنمية بشرية. إنني أرى دائما أن السعادة موجودة داخل الإنسان ومطلب يسعى إليه كل إنسان سواء كان زوج أو فرد كما أن مفاتيح السعادة نحن من نقوم بخلقها وإيجادها بطريقة تعاملنا وأفكارنا.

أما عن السعادة الزوجية على وجه الخصوص فيسعى إليها كلا طرفي شريك الحياة وكل منهما هو من يجدها ومن يبتكرها بنفسه لتستمر حياته بصورة متألقة.

وأضافت الأستاذة “عائشة” هناك من يرى السعادة دائما ما ترجع إلى الوازع الديني كالتقرب إلى الله تعالى بنية استمرار هذه الحياة الزوجية بالإضافة إلى الاحترام والتقدير والمشاركة والتضحية وعدم تدخل الأسرة وكذلك تقدير الزوج لزوجته أمام الأبناء بجانب تبادل الكلمات والهدايا بين الزوجين مع الابتعاد عن ملل الحياة الروتينية يوميا مع عدم المبالغة والتحدث في الموضوعات التي تجلب الخلافات الزوجية، كما أنه من الملاحَظ دائما أنه كلما قرأ الزوجين وأبدعوا في المجال الفكري كلما شعروا بسعادة الحياة الزوجية بينهما.

ما هي الأشياء التي تساعد على استمرار الحياة الزوجية السعيدة؟

لو رجعنا للكتب والدراسات العلمية فإنه لابد من دخول الزوجين في نوع من الخبرة من خلال القراءة وحضور الدورات والتثقف من أصحاب الخبرة حتى يتمكنوا من معرفة مفهوم الحياة الزوجية السعيدة مع القدرة على تخطي الخلافات الزوجية بصورة يسيرة، لذلك فإن في البلاد الأوربية يقوم الزوج باصطحاب الزوجة لحضور الدورات حتى يمكنهم التدرب على كيفية اختيار الشريك المناسب مع تعلم الأولويات والصفات التي لابد توافرها في الشريك الآخر.

من هو المسئول عن تحقيق التوازن في الحياة الزوجية؟

دائما يمكن القول بأن الحياة الزوجية لا تكون قائمة على شخص واحد فقط ولكن لابد من وجود مساندة بين الطرفين كما يجب مراعاة أولويات وصفات الآخر كما أنه لابد من تقدير كلا الطرفين لدور الشريك الآخر حتى يحسن القيام بعمله المطلوب منه وللشعور بمرونة الحياة، لذلك لا يجب تكليف أحد الطرفين للآخر بعمل شاق حتى تستمر الحياة الزوجية بصورة جيدة بينهما.

وأردفت ” عائشة” يُعد الاحترام شيء أساسي في محيط الأسرة كما أن التجاهل أيضا يؤدي إلى عقبات ومشكلات بين الزوجين وخاصة أمام الزوجين وبالتالي يمكننا ملاحظة عدم مراعاة أحد الطرفين لظروف الآخر ومتطلباته مثلما نرى الآن قضية عمل المرأة التي لابد على الرجل احترامها حتى تستمر حياته مع زوجته فيما بعد دون التسبب في الخلافات بينهما أو الطلاق لا قدر الله.

ما هو دور الثقة بين الزوجين في نجاح العلاقة بينهما؟

تُعد الثقة من أسرار وأساس بناء العلاقة الزوجية السليمة كما يجب أن يثق كل طرف في شخصية ومواقف وسلوكيات الطرف الآخر، وهنا يمكن للمرأة الخروج وهي تشعر بدعم الزوج سواء بالكلمات التحفيزية أو الثناء وكذلك المرأة الناجحة مع زوجها التي تتصف دائما بالسمع إلى زوجها مما يزيد من قوة ارتباط زوجها بها ومحبا وشغوفا دائما للحديث معها والتعبير لها عن كل ما بداخله واثقا من أن كل كلمة يبوح بها لها لن تتسبب في مشكلة بينهما وإنما على العكس يعمل ذلك على تقوية العلاقة بينهما كما لا يجب إخفاء طرف لأي شيء عن الطرف الآخر حتى لا تضيع الثقة بينهما وتندثر الحياة الزوجية ويبدأ الشريك بالبحث عن شريك آخر.

كيف يمكن إعادة العلاقة الزوجية للطرفين بعد حدوث المشاكل؟

لابد للمرأة الحكيمة والرجل الذكي أن يعيش بين كل فترة وأخرى تأملات ليراجع فيها تصرفاته وأفكاره حتى يمكنه تعديلها مع شريكه قبل فوات الأوان مع التركيز على الحوار بينه وبين شريكه لأن الحوار يفتح بابا للصراحة وبابا لعلاج وحل بعض المشكلات التي قد تحدث بين الزوجين، لذلك يجب البعد عن الغيرة الزائدة مع ضرورة التقرب من الله سبحانه وتعالى بالنسبة لكلا الطرفين مع مراعاة أن كثرة الشك والغيرة والخلافات تؤدي إلى اندثار الحياة بين الزوجين.

وأكملت الدكتورة ” عائشة ” الحديث قائلة: على الجانب الآخر، يجب أن تبحث المرأة الذكية دائما عن الجوانب التي يحبها الرجل وتبحث عن تقويتها وكذلك الرجل كما يجب أن تهتم المرأة دائما بتجديد حياتها دون الوقوف على وتيرة واحدة وانتظار الزوج أن يبدأ هو بحل المشكلات بينه وبين زوجته، لذلك فإن المرأة الذكية تكون دائما على اطلاع بكل ما هو جديد لتتناسب حياتها مع حياة زوجها وبالتالي تتجدد الحياة بطريقة سلسة وطبيعية بينهما.

هل يمكن للزوجين البعد عن بعضهما لفترة مؤقتة لحل خلافهما؟

لابد من وجود فترة هدنة في كل مشكلة حياتية بين الزوجين أو غيرهما وهو ما يسمى في علم النفس بذكاء المسافة، لذلك لابد للعلاقة الزوجية من مسافة تؤخذ في فترة معينة يتم فيها تجديد العلاقة الزوجية وملاحظة السلبيات والإيجابيات لكل طرف على حدة ومن ثم يمكن تحديدها والعمل عليها جيدا لإعطاء فرصة للعقل أن يهدأ ليبدأ بعد ذلك في الحوار المنطقي مع الطرف الآخر كما يجب على أي طرف من كلا الزوجين البعد لفترة مؤقتة عن بعضهما البعض ليشعرا بالحنين والاشتياق والمفاجئة لأيا منهما للآخر.

ما مدى تأثير الهدايا على السعادة الزوجية؟

تعتبر الهدايا مفتاح كبير من مفاتيح السعادة الزوجية لكنني أرى أن تأثير الهدية لا يجب أن يكون مكمنا في قيتها حيث يمكن أن تتمثل الهدية في كلمة ينطق بها الزوج للزوجة ليجددا بها أروع علاقتهما الزوجية، لذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” تهادوا تحابوا”.

على سبيل المثال، يمكن للزوج كتابة عبارة ” الله يحفظك ” لزوجته عند الخروج لتشعر الزوجة حينها بأن تلك العبارة مجددة للحياة بينها وبين زوجها.

وأخيرا، يجدر الإشارة إلى أنه من أسرار ومفاتيح السعادة الزوجية عدم فتح باب لتدخل الأهل بين الزوجين كما يجب ألا تكون حياة الزوجين معلنة وكتابا مقروءا من قِبل الجميع حتى تستمر تلك العلاقة الزوجية السعيدة مع ضرورة ظهور الجانب المشرق الإيجابي فقط من تلك العلاقة لأن كل إنسان ينتهز فرصة الضعف بين الزوجين لغرس الأفكار السلبية بينهما.

أضف تعليق

error: