طلبني للزواج شاب من مستوى اجتماعي مختلف وحامل لفيروس ب: هل أوافق؟

طلبني للزواج شاب من مستوى اجتماعي مختلف وحامل لفيروس ب: هل أوافق؟

«خديجة» تسأل: مشكلتي أنه قد تقدم لي شاب من بلدي، وهو شاب مكافح بنى نفسه؛ ومستواه المادي طيب والحمد لله، ولكنه من أسرة أقل من أسرتي اجتماعيا بكثير، وذلك حسب ما يقوله والدي، حيث زاره في بيت والدته.. فوالده متوفى ووجد البيت بسيطا جدا، وهو أكبر إخوته.

وشخصية هذا الشاب ما شاء الله قوية ومريحة، وهو أول من ارتحت له من بين العديد من المتقدمين، لكنني مترددة من حيث مستواه الاجتماعي، وأنا لا أرى في ذلك مشكلة طالما أن مستواه جيد، أما والدي فهو قلق من أنه ربما لن يستطيع التعايش مع أهله.

أما المشكلة الأخرى فهي أنه كان قد أصيب بفيروس “ب”، ولكنه شفي وأصبح حاملا للمرض فقط، وأنا في حيرة.. حيث إنني عندما أنظر للمستقبل أخاف أن أفقده بعد ذلك بسبب تبعات هذا المرض إذا نشط لديه.. أرجوكم نصحي لأنني في حيرة شديدة، علما بأنني قد ارتحت له كثيرا.. وهو متمسك بي جدا وينتظر ردنا.

الإجابـة

نريد أن نطمئنك – قبل أن نخوض في مشكلتك الحقيقية – أن حامل الفيروس “ب” يمكنه الحياة بطريقة طبيعية، ولا توجد أي أخطار على حياته المستقبلية. أردنا أن نوضح هذه النقطة في البداية خارج سياق باقي رسالتك؛ لأن مشكلتك الحقيقة ليست في الفيروس “ب”، ولكنها مشكلة اختيار شريك الحياة بصورة شاملة.

كيف نختار شريك حياتنا؟.. هذا هو السؤال الحقيقي المطروح عليك والذي يجب أن تدركيه حتى تستطيعي الإجابة عليه بدلاً من الإغراق في التفاصيل التي توقعك في الحيرة، ولا يصلح عنصر واحد كالمستوى الاجتماعي أو غيره للحكم على الشخص الذي نختاره رفيقًا لحياتنا؛ لذا فإننا نقول: إن الاختيار طائر ذو جناحين: جناح العاطفة، وأقله هو القبول، وهو ما يبدو أنه تم في حالتك. وجناح العقل وهو التكافؤ بين الطرفين.. التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والنفسي والشكلي والديني.

ويرتب كل شخص أولوياته حسب ما يراه، ولكنه يجب أن يدرك أنه لن يحصل على شريك كامل الأوصاف فيه كل ما يرغبه، فلا بد أن يقدم شيئا على شيء، ثم ينظر إلى الصورة كلها شاملة مكتملة، فإذا رأى في شريكه معظم ما يريده اتخذ قراره وحسمه.. ولا يصلح أن يقدم عيوب الشخص ولا يرى غيرها في كل مرة.

ولا يطير طائر الاختيار إلا بالجناحين معًا؛ لذا فيجب أن تقفي مع نفسك أولاً بعيدًا عن هذا الشخص المتقدم لك وتحددي أولوياتك وترتيبها، ثم تضعيه على هذا الميزان بهدوء وموضوعية وإدراك لاستحالة وجود الشخص الكامل.. وعندها لن تتحيري.

ولا تنسي صلاة الاستخارة والدعاء لله بالتوفيق.

⇐ هذه أيضًا بعض الاستشارات السابقة:

⇐ أجابها: د. عمرو أبو خليل

أضف تعليق

error: