الزواج: بين صعوبة الحلال وسهولة الحرام

الزواج: بين صعوبة الحلال وسهولة الحرام

«سويلم» يسأل: أريد إرشاداتكم في موضوع الزواج. أنا شاب مسلم من فلسطين أدرس الماجستير في دولة عربية، وأشرفت على الانتهاء من دراستي والعودة إلى وطني، وعمري الآن 28 عاما، وأريد أن أتزوج مع أني لا أملك مؤونة الزواج، وأحتاج إلى أن أعمل سنتين حتى أستطيع أن أدبر تكاليف الزواج.. هذه المشكلة الأولى، فالحلال صعب هذه الأيام، أما الحرام فهو سهل ميسر وبأقل التكاليف؛ فهل عدم توفر المال الكافي سبب في عدم الزواج؟

والاستفسار الثاني: أريد فتاة مميزة في دينها وخلقها وتتوفر فيها جميع الصفات التي وردت في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.. فكيف أبدأ عندما أتقدم إلى طلب فتاة؟ وكيف أخطو الخطوة الأولى؟ وكيف أتأكد من أنها ذات دين وخلق وتقوى وحياء؟ علما بأني شاب ملتزم وأخلاقي وديني يمنعني من التجرؤ والتكلم مع فتاة أظنها ملتزمة؟ وما معايير اختيار الفتاة التي أحلم بها لتشاركني حياتي وتكون حياتنا من أجل الله ونربي أولادنا تربية صالحة ليكونوا ذخرا لأمتنا؟

إنني محتار في أمر اختيار الزوجة الصالحة؛ فقد أعتقد فتاة صالحة ولكنها غير ذلك، وخصوصا أنني أكتشف أن جزءا من الأخوات اللاتي يلبسن الجلباب الشرعي والخمار أحيانا سيئات خلقا ودينا.. فكيف بالله عليكم أختار واحدة ذات دين وخلق وحياء وأنا شاب لا أستطيع أن أحكم على البنات؟ أفيدوني بارك الله فيكم.. كيف أبدأ؟ وكيف أسير؟ مع أمنياتي بالتوفيق.

الإجابـة

إذا كان كل ما تحتاجه من أجل الزواج هو أن تعمل سنتين حتى تدبر تكاليف الزواج.. فالذي صبّرك ثمانية وعشرين عامًا يصبّرك عامين، وعندما يتحدد الهدف وتتحدد المدة فإن الأمر يكون يسيرًا بإذن الله ومعونته، وحق على الله أن يعين من يطلب العفاف. وما تخطط له من أجل الزواج خلال عامين ربما ييسره الله في عام إن اطلع عن نيتك الصالحة في العفاف، وكان كل عملك وسعيك خلال هذه الفترة في سبيل الله وتؤجر عليه بهذه النية إن شاء الله..

أما بالنسبة لسؤالك الثاني فإننا نحيلك على مقالتنا حول: صفات الزوجة الصالحة من الكتاب والسنة

التي توضح لك الخطوات في كيفية الاختيار، وما هي هذه المعايير؟ وكيف ترتبها؟.

أما كيفية التعرف على صلاح الفتاة.. فهي تبدأ بثقتك في نفسك، فإذا كنت تصف نفسك بالتدين والالتزام فلا بد أنه في المقابل هناك فتيات ملتزمات ومتدينات؛ لأنه ليس من المعقول أنه لم يبق بين الفتيات من هنّ صحيحي الالتزام؛ لأن هذا الشك وفقدان الثقة يجعلنا نفقد ثقتنا في أنفسنا أولاً قبل أن نفقدها في الآخرين. ومن قال: هلك الناس؛ فهو أهلكهم.

إن الفتاة الملتزمة لا تخطئوها العين، ولا تخطئوها سيرتها بين الأهل والجيران والزملاء، فتوكل على الله ولا تعجز، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

لا توجد صورة واحدة للتعرف على من تختار؛ فكل الصور مطروحة، سواء بالتعرف المباشر المنضبط بالقواعد الشرعية من خلال العمل أو غيره، أو التعرف من خلال الأسر والمعارف، مع الالتزام أيضًا بالحجاب الشرعي وعدم الخلوة.

“كيف اختار؟” هو السؤال الأهم.. أما الوسيلة فهي متعددة، ولا يوجد لصورة فضل على صورة أخرى طالما عرف الإنسان ما يريده، وكيفية الاختيار، وهو ما نتمنى أن يكون اطلاعك على المقال عونًا لك فيه.

⇐ هذه بعض الاستشارات السابقة أيضًا:

⇐ أجابها: د. عمرو أبو خليل

أضف تعليق

error: