قصة حب معقدة: مشاعر متذبذبة وخوف من المستقبل

قصة حب معقدة: مشاعر متذبذبة وخوف من المستقبل

«ريم» تسأل: أبعث إليكم راجية إيجاد حل لمشكلتي التي قد تبدو هامشية جدا، لكنها لهذا الأثر الكبير جدا في أعماقي مما حرمتني من التفكير الصحيح وآلت بي إلى أن أتحول إلى إنسانة متشائمة بكل معنى الكلمة.

ملخص القصة.. أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما على درجة كبيرة من الجمال، مثقفة ومن عائلة معروفة.. تعرفت في العام 1997 على شاب يكبرني بأشهر من العمر ولكنه من ديانة أخرى، كنا أصدقاء وتحولت هذه الصداقة مع مرور الوقت إلى حب، هو إنسان حساس وطيب لكنه من الصعب أن يكشف مشاعره بسهولة ويفضل أن يحتفظ بها على أن يفصحها وإن جرى وأفصح تكون مرات نادرة ومعدودة…

أحسست معه بالأمان واتفقنا على أن نرتبط بعد أن يبني لنفسه مستقبلا يضمن لنا الزواج خاصة أننا من ديانتين مختلفتين ومجتمعنا لا يقبل بهذه الأمور، وكان الاتفاق أن نسير المشوار لنصنع لأنفسنا حصنا متينا يحمينا من المجتمع ولا يؤمن لنا حياة سعيدة دون الحاجة إلى أحد.. ومرت الأيام والأشهر والسنون، وبناء المستقبل في بلدي ليس بالشيء اليسير كما أن حبيبي لا يريد أن يكتفي بالقليل فطموحاته ليست محدودة..

وفجأة وقبل سنتين فوجئت به يبتعد شيئا فشيئا حاولت الانتحار والحمد لله أن المحاولة فشلت، وحاولت أن أستعيد قواي فإذ به يرسل لي خبرا أنه قد ارتبط.. كنت واثقة أنه غير صادق وأنه لم يرتبط وأن شيئا يحول بيني وبينه.. واجهته فاعترف لي أني ظلمته ولم يرد أن يظلمني معه.. لست أخفي عليكم أن هذا الأمر ترك في داخلي شعورا بعدم الأمان، ولكننا عدنا لنكمل مسيرنا معا.. لكنه سرعان ما عاد وتغير على فترات متقطعة إلى أن وصل به الاستهتار إلى أن يتوقف عن الرد على مكالماتي بحجة أنه مشغول جدا وأن كل ما يفعله هو لمصلحتنا…

حاول السفر خارج البلاد عن طريق الزواج بامرأة أجنبية، وساعدته في توطيد العلاقة لكن باء المشروع بالفشل لأسباب تتعلق بالفتاة الأجنبية، واستمرت العلاقة (من طرفه طبعا) بالتذبذب (يوم منيح وعشرة لأ) إلى أن قررت أن أتلاعب معه عله يفهم أن تصرفاته هذه تؤدي بعلاقتنا إلى الفشل. أرجو أن لا تسيء فهم كلمة أتلاعب.. فأنا سرت معه مشوار دام سنين وكنت صادقة معه أكثر من صدقي مع نفسي وعندما قررت أن أتلاعب قصدت بهذا أن أكف عن إيصال أحاسيسي له بالطريقة المعتادة.. فتوقفت عن الاتصال أو بالأحرى قللت الاتصال به وكان يمر يومان أو ثلاثة دون أن أسمعه عني شيئا أو أن يسمع عني شيئا دون نتيجة..

حاولت أن أناقش الأمر معه وكان الجواب المعتاد أنه مشغول ومش فاضي للنكد.. ويريدني أن أتفهم ما يجري دون أن يشرح لي ما هو هذا الشغل، فأخبرته أنه من الأفضل لنا أن ننفصل ما دام ليس على استعداد أن يسمع مني أي شيء وكان الانفصال.. في قرارة نفسي كنت واثقة أنه سيعود، ومر أسبوع ولم يتصل بل قام بتغيير الرقم السري لبريده الإلكتروني الذي لا يعرفه أحد غيري أنا وهو.. (نسيت أن أخبركم أنني لا أشكو أمري لأحد فأنا حياتي مقتصرة على بيتي وهو وعملي) فذهبت إلى مكان عمل صديقة وهو مكان عام آملة أن أسمع منه شيئا لكنني لم أتمالك قواي وانهرت لحظة وصولي هناك ونقلت إلى المستشفى في حالة إغماء وانخفاض شديد في الضغط، وبالطبع أخبره صديقه بما جرى وعلمت لاحقا أنه أتى بسرعة ليطمئن على حالتي وأخبر أختي أنني في المستشفى.. لم أره لكنه وبناء على طلب أختي اتصل بي وكان غاضبا مني لأنني طلبت إنهاء العلاقة ولأنني فكرت باللجوء إلى صديقه (علما بأن صديقه من المقربين ومحترم جدا وهذا رأي حبيبي) اتفقنا لاحقا على الالتقاء وكان الأمر وأخبرني أنه مشغول جدا وأنه من غير الممكن أن يتخلى عني، ولكنه كان ينتظر أن يخف ضغط الشغل فيعود للاتصال بي وشرح الأمور..

اعتقدت أن الأمر قد انحل ولكنه عاد لأساليبه القديمة حتى إنه غادر في رحلة إلى الخارج (رحلة عمل) ولم يتصل بي فقد أعلمني عن طريق رسالة على جهاز الهاتف المتنقل.. أرسل لي فيما بعد الكثير من الرسائل يسألني إن كنت غاضبة.. لم أجاوبه إلى أن اتصل بي وكان رائعا جدا، وحاول شرح الأمور لي.. لست سعيدة وما زلت خائفة أن يعود لتصرفاته السابقة فلم أعد قادرة على أن أتنبأ بتصرفاته أو ردود فعله، وأشعر بعدم الأمان والضياع.. ساعدوني.

الإجابـة

كأني بك تطلين على صفحتنا للمرة الأولى، وكأنك لم تقرئي مفهومنا عن الحب في كثير من الإجابات، ويبدو أنك تظنين أننا نستطيع أن نخلص أي إنسان من أي مشكلة أوقع نفسه فيها حتى لو أعمى بصره وبصيرته عن أبسط حقائق الحياة والدين والمجتمع، فما سبب ظنك هذا يا ترى ؟ ومن الذي أوحى لك أننا نحل المشاكل العاطفية بعيدا عن ديننا الذي هو أغلى من أرواحنا؟

طريقتنا في حل المشاكل تنبع من منظورنا الإسلامي للأمور، فنحن نعرف أن ديننا هو دين الفطرة وهو بالتالي لا ينكر الميل بين الجنسين، لكنه يهذب هذا الميل برباط الزواج المقدس، وهذا واضح في قول رسول الله عليه الصلاة والسلام:”لم ير للمتحابين مثل النكاح”، لكن إذا كان الإسلام لا ينكر الحب لأن الرغبة في أن نكون محبين ومحبوبين دافع فطري متأصل، ولا يحرم التعبير عنه في إطار من العفة ككتابة نثرية أو قصيدة شعرية يصف فيها المحب لواعج قلبه ويبث أشواق روحه دون وصف لمفاتن الجسد أو تخيل ما هو أبعد، فإن الإسلام لا يقبل أن يعطل أفراده عقولهم، ولا أن يتمادوا في عواطفهم ، ولا أن يغالوا في مشاعرهم، ولا أن يكون معبودهم أحد سوى الله سبحانه!

أتساءل يا عزيزتي.. هل حقا عمرك هو ما ذكرت ؟ أنت تجاوزت سن المراهقة فلماذا هذه المراهقة المتأخرة ؟ ثم ما أعرفه عن الحب أنه عاطفة سامية تضفي على الحياة معنى خاصا، فما حب الدمار والانتحار هذا ؟! صدق من قال إذن: ومَن الحب ما قتل، وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال: “حبك الشيء يعمي ويصم”.

طبعا إذا كنت مسلمة فأنصحك بالتوقف عن هذه اللعبة القاتلة فورا، فأنت تعرفين أن المسلمة لا يحل لها الزواج إلا من مسلم، أما إذا كان دينك رخيصا عليك إلى درجة كبيرة فافعلي ما يحلو لك، لكن دينك بريء منك، وزواجك زنى، وأولادك غير شرعيين. ثم إذا أحببت تجاوز الدين فهل تظنين أنك ستعيشين مع من تسمينه حبيبك حياة السعادة التي يجتنيها المحبون عندما يتزوجون؟ بالنسبة لي لا يهمني رأي أحد بعد حكم الدين، أما بالنسبة لك فلم تشيري إلى اهتمامك بالدين من بعيد أو قريب، وإنما ذكرت أن مجتمعك لا يقبل بهذه الأمور، فهل أنت غير مسلمة حتى هان عليك دينك إلى هذا الحد ؟ وهل أنت فاقدة لعقلك حتى تسمحي لقلبك أن يخفق بحب يدمر حياتك ويكون سببا لنبذك من قبل مجتمعك ؟.

يخطر لي أنك قد تكونين مسيحية مثلا ومن تحبينه مسلم، فقد أعدت قراءة رسالتك أكثر من مرة لعلي أرى فيها ما يشير إلى ديانتك فلم أجد شيئا، لذلك أوضح لك أنه لا مانع من زواج المسلم بامرأة من أهل الكتاب، ولست هنا في مجال تحديد الفرق بين حال المسلم والمسلمة في هذا الأمر، ويمكنك الرجوع إلى قسم الفتوي ، لكن ما يمكنني أن أنصحك به في هذه الحال – كونك أخت لي في الإنسانية – أن تتريثي وتهدئي من اشتعال حبك المجنون لرجل ليس من دينك، فأنت تعرفين أن زواجك سيكون ضد المجتمع، ومجتمعاتنا العربية قد تغفر كل شيء من الاختلافات والفوارق بين الزوجين إلا مسألة الدين؛ لأنها ليست مجتمعات علمانية أو لا دينية، بل الدين جزء أساسي ومهم في حياة أكثر الناس مسلمين كانوا أو غير مسلمين.

ورغم ما ذكرته من أن الدين يجب أن يكون مرجعنا الأول والأخير، أراني مضطرة لأن أغض طرفي عنه قليلا لعلي أساعدك في تغيير طريقتك في النظر إلى مشكلتك، ولعلها تكون خطوة أولى على طريق رجوعك إلى الله – على اعتبار أنك مسلمة غالبا- عندما تستشعرين مدى الوهم الذي تعيشين فيه، وتتأكدين أن محاولتك لانتشال نفسك من مستنقع الهوى الذي غرقت به باتت ضرورية، وتعرفين أنه لا معين لك في ذلك سوى أن توقظي إيمانك المخدر، ولا طريق للخلاص سوى أن تستعملي عقلك المغيب. لذلك أعود إلى بعض الجمل التي ذكرت فيها تصرفات فتاك الطيب الرائع الحساس- على حد تعبيرك- ولأفسرها لك بشيء من الواقعية التي أنت بحاجة لها لتتماسك ذرات عقلك وروحك:

(قبل سنتين فوجئت به يبتعد شيئا فشيئا) إذا هو يريد الابتعاد ولا يريد الاستمرار معك، ولا أدري بعد هذا لماذا تحرصين عليه كل هذا الحرص؟ رضي الله عن علي بن أبي طالب عندما ذكر ثلاث صفات جميلة في المرأة مكروهة في الرجل ومنها الكبر، ويقصد بها تكبر المرأة على الرجل فلا تهين نفسها في طلبه، ولا تسحق كرامتها تحت قدميه كما تفعلين أنت.

( أرسل لك خبرا أنه قد ارتبط.. ثم اعترف أنه كذب عليك كي لا يظلمك).. ومقصوده أن تتركيه يمضي دون معاناة أي أن تدعيه وشأنه.. فلماذا تستمرين معه وتقبلين أن يتلاعب بعواطفك كما يشاء؟

(مشغول جدا عن الرد على مكالماتك) وقد يكون كذلك حقا، ولكن المحب لا يشغله شيء عن محبوبه وبشكل دائم. فالأدلة كثيرة على عدم حبه لك أو تعلقه بك، وأتساءل أين أنوثتك؟ هلا علمت أن قلب الأنثى وديعة غالية وجوهرة نفيسة فكيف تمنحينها لمن لا يقدرها حق قدرها؟

(حاول الزواج بأخرى أجنبية بقصد المصلحة)، وفسرها لك بمصلحتك وإياه، فأي مبادئ تعيشان بها أنتما الاثنان؟ وهل الزواج لعبة ومصلحة أم أنه رباط أبدي مقدس؟ هل تراك تستوعبين كلامي أم أن المبادئ كلمة ملغاة من قاموسك وقاموس فتاك؟ ثم ما أدراك أيتها العاشقة أن يستطيب الزواج منها ويستمرئ العيش معها وينساك؟

(غير بريده الإلكتروني.. مش فاضي للنكد.. سافر دون أن يخبرك) فعلا حب وإخلاص إلى أبعد الحدود!!!!

ثم غرك ببعض الكلمات، واتصل وزارك في المستشفى، ولكن ألم تسألي نفسك لماذا لامك على اللجوء إلى صديقه؟ أليس معنى ذلك أنه لا يريد أن يعلم بعلاقتكما أحد؟ وهل تظنين أن من يخجل من إظهار علاقته بفتاة أنه يحبها فعلا، أم لأنها ليست من دينه يستحي بها أمام رفاقه، ويخشى من معرفة أهله وافتضاح أمره؟

وحاولت الانتحار.. وأصابتك نوبة من الهيستريا عندما حاولت الذهاب إلى مكان عمله.. فماذا أقول لك يا عزيزتي؟ هل أخبرك أنه من الأفضل لك مراجعة الطبيب النفسي لأن كل من يهرب من مواجهة مشكلته بالانتحار أو الهيستريا هو إنسان سلبي ويحتاج إلى دعم وعلاج نفسي؟ أم أقول لك استيقظي من أوهامك فليس ما بينكما حب أبدا.. لأن من يحب لا يشعر بالأمان إلا مع حبيبه على عكس ما ذكرته في رسالتك وأعدته في آخرها!

لقد ذكرتني برأي لأحدهم عن الحب غير المتبادل إذ يقول:”اللهم لا تجعلنا نحب من لا يحبوننا حتى لا تشقينا بالحب مرتين”.. فهل بعد شقائك من شقاء؟

حب بين شخصين من ديانتين مختلفتين، وهو حب من طرف واحد، ثم إنه عاطفة هوجاء بدون رادع من عقل أو وازع من ضمير، حب يؤدي إلى الانتحار ويصل بصاحبه إلى الهيستريا أو حافة الجنون.. فأي حب هذا؟

ربما قد بدأ بينكما شيء من الإعجاب وتماديت أنت في عواطفك، بينما هو لم يجد طريقتك في التعبير مناسبة، وفسرتها أنت أنه لا يظهر مشاعره بسهولة، فوصل حبك إلى طريق مسدود لأنه ليس له طريق مواز في قلب من أحببته؛ ولذلك انتهى الحب حتى قبل أن يبدأ.. ومات الجنين قبل أن يولد.. وأنت ما زلت تنوحين على نعش الميت، فهلا دفنته إلى الأبد وواريته في غياهب الذكرى؟

هلا كففت عن نحر نفسك على مذبح الأوهام؟ هلا عدت إلى رشدك؟

واجهي نفسك بهذه الحقائق المؤلمة، وأعيدي قراءة كلماتي مرة أخرى، وإذا وجدت أنك قادرة على فهمها وأنك ترغبين فعلا في النسيان والتغيير، فأرسلي لي ثانية وأنا مستعدة لسماعك دائما..

ولا تنسي أن تقرئي هذه الخاتمة الرومانسية التي لم أجد أفضل منها تعبيرا عن حالتك، ومناسبة لوضعك.. لعلها تخفف عنك وقع ما قرأته أعلاه.. ولعلك تستفيدين منها وتفيقين كما أفاقت صاحبتها:

“كما ينتهي كل شيء، كما تذبل الزهرة التي أينعت في ربيعها وانتشت بعبير الصيف وقاومت ريح الخريف، ثم يجيء شتاء، وكما تغيب الشمس التي ولدت في بكارة الصباح، وتوهجت في قيظ الظهيرة، وارتجفت في برودة المساء ثم تطبق ظلمة ليل.. وكما وكما..

يولد الإنسان.. يعيش .. ثم يموت.. فالخلد هنا أكذوبة..

لا بقاء في الحياة إلا للقانون الصارم، كما يبدأ كل شيء.. لا بد أن ينتهي..

ولقد بدأ.. ثم انتهى.. ونحن أسرى لذلك القانون، والقانون لا يعنى بعذابات البشر، لا يأبه لأحلامهم، ولا يبالي بأشواق التواصل في قلوبهم.

أتذكر؟

أتذكر عهود التفاني والامتزاج إلى الأبد؟

أتذكر استغرابنا لصدفة اللقاء؟

وآه يا عزيزي من سذاجة البدايات.. آه من غفلتنا حين نتحدث عما يدوم إلى الأبد، فلا شيء حقا يدوم إلى الأبد، فالأبد توءم الأزل، ومن لم يوجد منذ الأزل لا يمكن أن يعيش إلى الأبد..

فكيف عشنا مع وهم اللانهاية؟ كيف استسلمنا لسرابات الأوهام المستحيلة؟

لا عليك.. كيف استسلمت أنا؟ فأنا من بقي يقتات على الوهم حتى النهاية.. أما أنتَ فقد كنت الأسرع في الفهم والأقرب للواقع .. لحظتها أمسكتَ بالميزان، ووضعتَ الحب والوعد والأحلام في كفة، وفي الكفة الأخرى حسابات الملاءمات وخطط النفع المباشر والسريع، وأثقلتَ معها يديك، وكان لا بد أن ترجح الكفة..

فانتهى.. انتهى ذلك الذي ولد صاعقا مندفعا كالشلال.

هدأ تياره حينا ثم تلاطمت أمواجه، وأخيرا ارتطمت بصخور النهر فتوقف كما يتوقف قلب الإنسان فجأة..

وتقبل النهاية سريعة حاسمة كلمح البرق، وعفوا إذا حاولتُ للحظة أن أتشبث بالصخر، أن أبحث عن طوق، فلم أكن قد تخلصت من رومانسيتي الحمقاء.. الآن فقط أفيق منها وأحني رأسي للنهاية أحييها وأصفق لها وأعطيها صوتي..

أكتب بقلمي سطور القصة الأخيرة، وأضع نقطة فوق حروف الكلمة.. انتهى.. وأنا أدرك أن مداد القلم بعض من دمي..”

⇐ هذه أيضًا بعض الاستشارات السابقة:

⇐ أجابتها: ليلي أحمد الأحدب

أضف تعليق

error: