مريض القلب والصيام

تمر ، الصييام، صورة
تمر – الصييام

أكدت العديد من الدراسات الطبية أهمية الصيام في علاج العديد من الأمراض المختلفة وعلي رأسها أمراض القلب، لإسهامه في تقليل الكولسترول الضار. الأطباء يقولون انه يمكن لغالبية مرضى القلب الصيام، لكن بعد تقيم حالاتهم الصحية ومدى وملاءمتها للصيام من عدمها.

تشكل الإصابة بالأمراض القلبية نسبة عالية لا يستهان بها، ولكن ماذا عن الشهر الفضيل، هل يمكن لمرضي القلب أن يصوموا؟ وكيف يجب الاهتمام بصحة القلب؟

هل يستطيع مريض القلب الصيام؟

مريض القلب هو مثل أي إنسان عادي، إذا كانت حالته مستقرة يستطيع أن يصوم ويمارس حياته الطبيعية، مثل أي إنسان عادى، ولكن إذا كانت حالته غير مستقرة، هنا يأتي السؤال هل يصوم أم لا؟ ومعني عدم الاستقرار هنا، انه إذا كان في نهار رمضان يحتاج إلي تناول أي أدوية، وخصوصا إذا كان عنده نوع من الخفقان، أو الضغط غير منتظم، يحتاج هذا منه إلي تناول جرعة زائدة، أو مضادة لارتفاع الضغط الشرياني، وإذا كان عنده الآم بالصدر، ويحتاج أن يأخذ بخاخ الصدر، أو أقراص موسعه للشرايين، هنا يمكن القول أن مريض القلب لا يستطيع الصيام.

هل يستطيع مريض القلب أن ينظم جرعة الدواء بسهولة في شهر الصيام؟
أوضح د. محمد سامر، نتحدث الآن عن مريض القلب الذي حالته مستقرة، انه بالتأكيد يستطيع أن ينظم الأدوية الخاصة به، لأن اغلب الأدوية سواء أدوية ضغط شرياني أو أوعية، تكون عبارة عن جرعتين وبهذا يوفق في اخذ جرعة عند الإفطار وجرعة عند السحور.

ماذا عن الأعراض المفاجئة التي تترافق عادة بشهر رمضان كضيق التنفس مثلا وما هي الإجراءات المتبعة لتفاديها؟
مريض القلب له من الخبرة المعرفة الجيدة بهذه الأعراض، ولكن في المطلق أي الم بالصدر، أي ضيق بالتنفس، أي شعور بالخفقان، يجب أن يؤخذ على محمل الجد، والمريض لا يجب أن يتجاهله.

لكن هناك بعض المرضي أصبح عندهم خبرة في مثل هذه الأعراض، وكيف يتعاملون معها، لكن أي آلم صدري يجب أن يأخذه مريض القلب بجديه، حتى وهو صائم، ويأخذ له الاستعداد المناسب، بمعني أن يتفاعل معه ولا يتجاهله بحكم انه صائم، بل يجب أن يقطع الصوم وقتها لان معه عذر شديد، وإذا شعر بالعرق، أو بالهبوط، هذه الأعراض بالتأكيد حتى من المنطقي والديني أيضا، انه لابد وأن يقطع الصوم.

ماذا عن ارتفاع الضغط الشرياني؟
إذا كان غير مستقر، والمريض في مرحلة التذبذب في الضغط الشرياني، خاصة في رمضان، أصبح عنده عدم توازن غذائي، وخصوصا إذا كان لا يشرب كميات كافية أثناء الفطور، كل هذه من العوامل التي تجعل الضغط الشرياني يصبح أكثر، ويمكن أن يشعر بالصداع والغثيان والضعف والهبوط.

هل هناك علاقة تربط بين الآم المعدة والآم القلب؟
أشار د. محمد سامر، إلي أن القلب والمعدة متجاوران، ودائما يتفاعلوا بشكل طردي، بمعني أن أكثر من ٧٠٪ من حالات الآم الصدر، هي في الواقع تكون الآلام معدة. والمريض يكون لديه نوع من الغازات أو التهاب شديد في المعدة ، والآلام قد تشبه جدا حاله الأزمة القلبية.

بالتالي المريض عندما يشعر بألم في هذه المنطقة القريبة من القلب، يتفاعل معها أكثر ويصبح عنده نوع من التوتر، أو يحدث له نوع من التشنجات، أو الخفقان. هذا التجاور يكون مزعج للمرضي، لأنهم يخلطوا بين المعدة والقلب في اغلب الأحيان، ونادرا ما ينسب هذا للقلب. الحقيقة أن هذا شيء صحي، حتى وإن كان خطأ، ولكن من الأفضل أن نقول هذا الألم الصدري من القلب إلي أن يثبت العكس. وعادة يتم تقيم حالة مريض القلب من قِبل طبيبة ليقرر إذا كان الصوم يناسبه أم لا أو كان نوع مرضه لا يتأثر بالصيام.

متى يمكن عمل رسم قلب؟
رسم القلب هو من أهم الفحوصات الطبية، عند إجراء فحص عام. و هو فحص بسيط ولكن يعطينا معلومات قيمة جدا، عن وجود تضخم في عضلة القلبية، أو وجود اختلال في ضربات القلب، وهذا الرسم لا يأخذ أكثر من ٥ دقائق، وبالتأكيد رسم القلب شيء أساسي. ومع تأكيد الدراسات العلمية علي فائدة الصيام لمرضي القلب، خاصة فيما يتعلق بالنظام الغذائي الصحي لهم، يبدوا أن قرار الصوم يجب أن يناقش مع الطبيب المعالج، تجنبا لمضاعفات مفاجئة قد تحدث في شهر الصيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top