إنقاص الوزن والصيام في شهر رمضان المبارك

شهر رمضان المبارك ، صورة ، الصيام ، الرجيم
شهر رمضان المبارك

ما هي فوائد الصيام من الناحية الغذائية؟

يؤدي الصيام عن الطعام لساعات معدودة إلى تصفية وتنقية الجسم من الخلايا المريضة والقديمة وأيضًا الخلايا الزائدة عن حاجة الجسم، حيث يتم إستبدالها بخلايا جديدة بحلول آخر يوم في شهر رمضان المبارك.

ويتم إستبدال ما يقرب من 10% من الخلايا خلال العشر الأُوّل من الشهر المبارك، وخلال العشرة أيام الوُسطى من الشهر تصل نسبة الخلايا المستبدلة إلى 66%، وتتم عملية الإستبدال كاملة وبنسبة 100% خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

وهذه هي الحكمة الأولى من الصيام، فمن فضل الله سبحانه وتعالى وعلمه اللامحدود بخلقه أن جعل الصيام ثلاثين يومًا في العام فقط وليس أكثر من ذلك، فهو الخالق جلى وعلا وهو أعلم بجسم الإنسان وحاجته وإحتياجاته.

والحكمة الثانية من فرض الصيام ثلاثين يوم فقط في السنة هي أن أجسامنا خلال أول خمسة أيام من شهر رمضان المبارك يتكون فيها مخزون مرتفع من الجلوكوز، ويُعد إستهلاك هذا المخزون هو السبب الأساسي في الشعور بعدم التوازن والإضطراب والجوع في أول أيام الصيام، ثم تدريجيًا تبدأ حالة الجسم في التحسن، وتبدأ مع هذا التحسن الوظيفي عملية الإستهلاك المتوازن للدهون المخزنة بالجسم على مدار الشهر، وبالتالي تقل نسبة الدهون بالجسم، وهو الأمر الجيد والصحي لجسم الإنسان، والذي يساعد بصورة كبيرة على تقليل الوزن.

وإعتماد الجسم على الدهون المخزنة طوال الشهر يؤدي إلى إرهاقه وتعبه، فيبدأ الجسم في أواخر الشهر المبارك إلى الإتجاه إلى إستهلاك البروتينات، وأهم مصدر للبروتينات بالجسم هو العضلات، وحتى لا يحدث تكسير للعضلات كان فرض الصيام لثلاثين يوم فقط وليس أكثر.

لماذا يزيد وزن الجسم بعد إتمام صيام شهر رمضان المبارك ؟

تُعد سيطرة العادات الغذائية السيئة والإكثار من تناول الأطعمة والحلويات طوال شهر رمضان المبارك، سبب رئيسي يؤدي إلى نتائج عكسية، فبالرغم من إستهلاك وإخراج الجسم للدهون المخزنة بداخله طوال الشهر، وهو الهدف لأي برنامج تخسيس طبي، إلا أننا نخرج من الشهر بزيادة في الوزن بدلًا من إنقاصه. فصيام شهر رمضان واقعيًا ما هو إلا برنامج تخسيس وإنقاص وزن الجسم طبيعيًا وبدون أضرار صحية.

كيف نستغل شهر رمضان في إنقاص وزن الجسم بطريقة صحية ومثالية؟

تبدأ فكرة إنقاص الوزن في شهر رمضان المبارك من وجبة السحور المعتدلة، فوجبة السحور الصحيحة سيتبعها يوم صيام آمن وصحي. من هنا كانت وجبة السحور لابد لها أن تحتوي على كربوهيدرات وبروتين وأن تكون أطعمة الوجبة غنية بالبوتاسيوم.

والكربوهيدرات المقصودة هنا هي الكربوهيدرات المعقدة وهي بطيئة الإمتصاص بالجسم، أي تحتاج إلى فترة طويلة لرفع نسبة السكر بالدم (الجلوكوز)، وبالتالي طول الفترة لبدء إفراز الأنسولين وما يتبعه من عملية الإمتصاص، وبذلك نحصل على فترة طويلة من الشبع خلال اليوم. ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة ويسهل تناولها في وجبة السحور التفاح والخبز الأسمر والبطاطا.

أما البروتين فهو يحتاج إلى فترة طويلة للإمتصاص كخاصية ذاتية فيه، وبالتالي أيضًا طول فترة الإحساس بالشبع خلال النهار. ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالبروتين اللبن ومشتقاته ومنتجاته.

والبوتاسيوم عنصر أساسي وضروري في وجبة السحور، ونجده في الموز والحليب والتمر. والهدف من تناول أغذية تحتوي على كميات مرتفعة من البوتاسيوم هو أنه يساعد على طرح السوائل من الجسم، وهو الأمر الذي يؤدي إلى عدم الشعور بالعطش طوال النهار.

ثم تُعزز وجبة الإفطار من الحصول على الجسم المثالي إذا ما كانت صحية ومتوازنة. فتبدأ وجبة الإفطار الصحية بتناول كوبين من الماء لتنشيط المعدة وإيقاظها بعد ساعات الصيام الطويلة، كما أن الماء يُعطي إحساس بسيط بالشبع، ويعمل على تعويض الجفاف الناتج عن عدم شرب الماء طوال اليوم.

تُتبع الماء بتناول ثلاث تمرات، حيث أنها من السكريات البسيطة التي تنتشر في الدم سريعًا، مما يُعطي بعض الطاقة للجسم، وكذلك تُعطي تنبيه للمخ والجهاز الهضمي لبدء العمل. ثم نتوقف عن الأكل لمدة زمنية بسيطة (الذهاب لصلاة المغرب مثلًا)، ونرجع بعد هذه الإستراحة الزمنية ونتناول أي نوع من الحساء (الشوربة) ثم طبق صغير من السلطة، وسوف نجد أنفسنا نستهلك كميات قليلة جدًا من الأطعمة الرئيسية في الوجبة كاللحوم والنشويات وغيرها، ويرجع ذلك إلى أن المعدة تحتاج إلى ثلث ساعة تقريبًا لإرسال إشارات الشبع إلى المخ، وبالتالي هذه الإستراحة الزمنية البسيطة مع الوقت اللازم لتناول الحساء والسلطة يوفران المدة الزمنية الكافية لإرسال المعدة إشارات الشبع للمخ، مما يساعدنا على عدم تناول كميات كبيرة من الطعام.

كيف تؤثر الحلويات الرمضانية على إفساد برنامج التخسيس؟

تكمن مشكلة تناول الحلويات الرمضانية في الكميات الكبيرة المُتناولة منها، نظرًا للشعور النفسي الداخلي الذي يجتاح الصائم بأنه يُحرم منها طوال النهار، والحلويات الرمضانية كفيلة بإمداد الجسم بنسبة من 500 إلى 700 سُعر حراري يوميًا. كيلو الكنافة – مثلًا – بما يحتويه من مكسرات وسكر قد يحتوي على 1800 سُعر حراري، وبالتالي يحصل الإنسان على 900 سُعر حراري عند تناول قطعتين فقط منها بوزن نصف كيلو، كذلك الحال بالنسبة للقطائف حيث تحتوي قطعتي قطائف عصافيري على 125 سُعر حراري، وهكذا لباقي الأنواع.

لذا وجب على الفرد الحذر عند تناول مثل هذه الحلويات، والإقتصاد في تناولها قدر الإمكان، وأن لا يتجاوز في تناوله منها عن 60 جم كنافة أو 3 قطع قطائف لاغير، بحيث لا تزيد السعرات الحرارية الداخلة للجسم عن طريقها عن 250 سُعر حراري.

ما أهم النصائح الغذائية لشهر رمضان المبارك؟

ليعلم الكافة أن شهر رمضان المبارك هو شهر عبادة، ومن السهل إستغلاله لإنقاص الوزن، عن طريق إتباع النظام الغذائي الصحي لنزول الوزن، ويكون ذلك عن طريق تناول كمية أقل من السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم.

وممارسة الرياضة في شهر رمضان أحد أهم عوامل خسارة الوزن، بشرط أن تتم في الأوقات الصحيحة، ألا وهي ما قبل الثانية عشرة ظهرًا أو بعد الإفطار بساعتين أو ثلاثة، وأن لا تُمارس الرياضة قبل الإفطار بساعة أو إثنين حتى لا ينهار الجسم ويتحول من إستهلاك الدهون إلى إستهلاك البروتين من الكتلة العضلية وبالتالي خسارة العضلات وليس خسارة الوزن.

أضف تعليق

error: