ظن وأخواتها وأقسامها.. بالأمثلة

أهلاً بكم طُلابي الأعزاء في درسٍ نحويٍ جديد، لعلكم تتذكرون أنكم درستم كان وأخواتها، وإن وأخواتها، وعرفتم أن هذه النواسخ تُحدث تغييراً على الجملة الاسمية إذا ما دخلت عليها. لكن هل توجد نواسخ أخرى؟ وهل تعرفون ظن وأخواتها؟ وهل تأثيرها مُشابه لغيرها من النواسخ أم مختلف عنها؟ سنُجيب على كل هذه الأسئلة في هذا الدرس. وسنشرح لكم باختصار ظن وأخواتها.

ظن وأخواتها وأقسامها.. بالأمثلة

ظن وأخواتها

هي أفعال ناسخة ادخل على الجملة الاسمية فتنصيب المبتدأ فيُصبح مفعولا به أول لها وتنصب الخبر ويصبح مفعولا به ثانٍ لها. فهي إذاً تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.

وتقسم ظن وأخواتها إلى:

  • أفعال القلوب.
  • أفعال التحويل.

أفعال القلوب

ونتعرف على سبب تسميتها بهذا الاسم. سميت أفعال القلوب بهذا الاسم لأن معانيها تتعلق وتُدرك بالقلب.

وتنقسم أفعال القلوب إلى:

أفعال اليقين

تفيد وقوع الخبر وأشهرها: (علم، رأى، وجد، درى، ألفى، تعلم وهي بمعنى “اِعلم”، وأمثلة عليها:

  • رأيت الصدق منجاة.
  • وجدت الكذب خيبة.
  • علمت القراءة أساس التعلم.

ومن شواهد علم قول الشاعر:

علمتك الباذل المعروف، فانبعثت إليك بي واجفات الشوق والأملِ

بيتًا آخر للشاعر زياد بن سيار يقول:

تَعَلَّمْ شِفاءَ النفسِ قهرَ عَدوَّها

فبالغ بلُطفٍ في التحيُّل والمكرِ

وإعراب (تعلَّم) في هذا البيت: فعل أمر مبني على السكون وهو بمعنى “اعلم” والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.

نموذجاً إعرابياً آخر، إذا قلت؛ علمت العلم أساسَ التقدم ← فإن إعراب (علمت) هو فعلِ ماضٍ ناسخٍ مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل.

ذكرنا أن ظن وأخواتها تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ فيصبح مفعولاً به أول لها وتنصب الخبر ويصبح مفعولًا به ثانٍ لها، فإذاً (العلم): مفعول به أول للفعل (علم) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. و (أساس): مفعول به ثانٍ للفعل (علم) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. أما (التقدم): فهو مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

وراجع هنا درس أفعال الرجاء «عسى، حرى، اخلولق» وإعرابها

أفعال الرجحان

وهي تفيد ترجيح وقوع الخبر، وأشهرها (ظن، خال، زعم، حسب، عدَّ، هبْ).

أمثلة عليها:

  • ظننت زيداً صاحبك.
  • خلتُ النجاح صعبًا.
  • زعم الطبيب المرض بسيطاً.
  • حسب خالدٌ الثوبَ جميلًا.
  • عددتُ الدرسَ بسيطاً.

وإذا أردنا مثلاً إعراب جملة؛ زعم الطبيب المرض بسيطاً فكيف نُعربها؟

زعم: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة.

الطبيب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

المرض: مفعول به أول للفعل زعم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

وبسيطًا: مفعول به ثانٍ للفعل زعم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

ونراجع سويًا هنا: إعراب المستثنى بـ«إلا، غير، وسوى» بالأمثلة والشرح

أفعال التحويل

سميت بهذا الاسم لأنها تدل على تحويل الشيء من حالة إلى حالة أخرى، كما تسمى أيضاً بأفعال (التصيير) وهي: (صيَّر، وهب، جعل، تخذ، اتخذ، ترك، ردَّ).

أمثلة على بعض منها:

  • صيَّر القماش ثوبًا.
  • جعلت الطين خزفاً.
  • اتخذت الكتاب جليسًا.

وإذا أردنا إعراب جملة؛ (جعلت الطين خزفاً) فتكون كتالي:

جعلت: فعل ماض ناسخ مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل.

والطين: مفعول به أول للفعل جعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

خزفاً: مفعول به ثان للفعل جعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

أيضًا؛ راجع درس: الاشتقاق في اللغة العربية وأنواعه «بالأمثلة».. وآراء العلماء حوله

ملاحظة هامة على ظن وأخواتها

تخرج أخوات ظن من باب نصب مفعولين إذا فقدت دلالة اليقين أو الرجحان أو التحويل وتصبح فعلًا متعديًا لمفعول واحد.

كقولنا مثلاً: 

  • علمت الحقيقة ← (علمت) هنا بمعنى (عرفت).
  • وجد أحمد هاتفه ← (وجد) هنا بمعنى (لقى).
  • ترك الرجل وطنه ← (ترك) هنا بمعنى (فارقه أو هجره).
  • رأيت السارق ← أي (شاهدته)، و (رأى) هنا بصرية أما (رأى) الأخرى فهي قلبية بمعنى (علم).

لكننا نلاحظ أحيانا أن ظن تجتمع مع جملة (إن وأخواتها)، مثل؛ ظننت أن محمدًا نشيط فكيف نعربها؟

تُعرب (ظننت) في هذه الحالة على أنها فعل ماض ناسخ مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، وأن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي ظن.

وختامًا؛ أترككم لتراجعوا شرح درس أسلوب الاختصاص مع التعرّف على صور وإعراب الاسم المختص.. بالأمثلة

أضف تعليق

error: