خطبة عيد الأضحى doc مُميَّزة

خطبة عيد الأضحى doc مُميَّزة

عناصر الخطبة

  • في يوم العيد نحمد الله ﷻ ونشكره على نعمة إكمال الدين وإتمام النعمة والهداية للإسلام.
  • المسلم يفرح بأداء العبادات ومنها فريضة الحج إلى بيت الله الحرام.
  • الأضحية من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله ﷻ يوم الأضحى.
  • من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله ﷻ يوم العيد إصلاح ذات البين وصلة الأرحام والإكثار من ذكر الله ﷻ.
  • يوم العيد المبارك فرصة لصلة الأرحام والبرّ والتراحم والتواصل بين الناس والأقارب والجيران والأصدقاء، وهذا من أخلاق الإسلام الحميدة التي دعا إليها.

الخطبة الأولى

الله أكبر الله أكبر الله أكبر

الله أكبر الله أكبر الله أكبر

الله أكبر الله أكبر الله أكبر

الحمد لله الذي أتم نعمته علينا، وأكمل لنا الدين، وهدانا للإيمان، قال الله ﷻ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

عباد الله أوصيكم بتقوى الله العظيم وطاعته، أما بعد:

فها هو يوم الأضحى المبارك، يوم عيد وسرور، تمتلئ فيه أيامنا بالطّاعات والبركات، وصلة الأرحام وسائر القربات، وفي هذا اليوم يفرح المسلمون بأدائهم لشعيرة من أعظم فرائض الإسلام، إنها فريضة الحج الذي يعتبر موسم إعلاء كلمة الله ﷻ، وظهور الأمة بمظهر الوحدة المنشودة، التي تجمع الإخوة على كلمة واحدة وعبادة واحدة، فالفرح في هذا اليوم مطلوب ومندوب، لقوله ﷻ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [سورة يونس: 58].

ومن الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أنْ يتقرّب بها إلى الله ﷻ في هذا اليوم المبارك الإكثار من ذكر الله ﷻ؛ فقد أمر الله ﷻ الحجاج إذا قضوا مناسكهم أن يكثروا من ذكر الله ﷻ، قال الله ﷻ: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [البقرة: 200–202].

ولذلك يسنّ للمسلم أنْ يكثر من التكبير والتحميد والتهليل في هذه الأيام المباركة، فيكبر المسلم في بيته ومع أهله لتعمهم البركة والرحمة، ويكبر في السّوق والطرقات وعقب الصلوات في المساجد لإعلاء ذكر الله ﷻ، قال سبحانه: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].

ومن القربات المندوبة المستحبّة التي يتقرّب المسلم بها إلى الله ﷻ في هذا اليوم كذلك ذبح الأضحية، وقد اتفق جمهور العلماء على أنها سنة مؤكدة، وقد «ضَحَّى النَّبِيُّ ﷺ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا» ← متفق عليه.

فمن فاته أجر الأضحية فقد فوّت خيراً كبيراً بتركها إذا كان قادراً على القيام بها، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «مَا عَمِلَ آدَمِي مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» ← رواه النسائيّ.

والأضحية مستحبّة لما تحمله من معاني التضحية والفداء، ولما ترمز إليه من معنى الاستسلام لله ﷻ والانقياد لأوامره، وهي سنة أبي الأنبياء نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، ولذلك كان للمسلم من الأجر فيها بعدد شعرها وصوفها، فعَن زيد بن أَرقم قَالَ: قلت أَو قَالُوا: يَا رَسُول الله مَا هَذِه الْأَضَاحِي؟ قَالَ: «سنة أبيكم إِبْرَاهِيم» قَالَ: قَالُوا: مَا لنا مِنْهَا؟ قَالَ «بِكُل شَعْرَة حَسَنَة»، قَالُوا: فالصوف؟ قَالَ: «بِكُل شَعْرَة من الصُّوف حَسَنَة» ← رواه أحمد.

ويشترط في الأضحيّة أن تكون من الأنعام: الإبل، أو البقر، أو الغنم، وأن تكون خالية من كل عيب، فلا تصح العجفاء، ولا العمياء، ولا مقطوعة الأذن ولا المجنونة التي ذهب مخها، ومن كل عيب يُنقص اللحم.

وأفضل وقت لذبح الأضحية أول يوم من أيام العيد من بعد صلاة العيد إلى غروب الشمس، ويمتد وقتها إلى قبل غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق والرابع من أيام العيد.

ويستحب للمسلم المضحي أن يأكل منها، ويطعم أهل بيته، وأن يعطى منها للفقراء، وأن يهدي منها لقوله ﷻ: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الحج:36].

عباد الله: إنّ سنة الأضحية تذكرنا باستجابة نبيّ الله إبراهيم عليه السلام لأمر ربه سبحانه، لمّا أمره أن يذبح ولده إسماعيل، وتذكرنا بطاعة إسماعيل عليه السلام، وكيف كان انقياد الأنبياء دون تردد أو تكاسل، فقد قصّ علينا القرآن الكريم ذلك في قوله ﷻ: ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ﴾ [الصافات: 99–113].

عباد الله: إنّ من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله ﷻ في هذا اليوم المبارك أن يصل المسلم رحمه، فعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «قال الله ﷻ: أنا الله، وأنا الرحمن، خلقت الرَّحِم، وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتَتُّه» ← رواه الترمذي.

وعلى المسلم أن يصلح ما بينه وبين المسلمين من القطيعة والشحناء والبغضاء لقوله ﷺ: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة؟» قال: قلنا: بلى. قال: «إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة» ← رواه الترمذي.

الخطبة الثانية

الله أكبر الله أكبر الله أكبر. الله أكبر الله أكبر الله أكبر. الله أكبر، ولله الحمد.

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد خاتم النبيين والمرسلين، عباد الله أوصيكم بتقوى الله العظيم وطاعته. أما بعد:

عباد الله؛ إنّ هذا اليوم المبارك يوم زيارة وصلة وبرّ وتراحم وتواصل بين المسلمين والأقارب والجيران والأصدقاء، وهذا من أخلاق الإسلام الحميدة التي دعا إليها، وقد جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله عزّ وجلّ يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، قال: يا ربّ، كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعمك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك؟ وأنت رب العالمين، قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي» ← رواه مسلم.

ومن تمام مراعاة هذه النعمة الكبرى التي حبانا الله ﷻ بها أن نراعي حرمات الله ﷻ في هذا اليوم المبارك، فلا نقع في مخالفة أوامره سبحانه، خصوصاً أن هذه الأيام أيام اجتماع بين الناس وتزاور وتراحم، فلنحرص على عدم الوقوع في الغيبة أو النميمة أو الاختلاط المحرم أو الاطلاع على العورات، فإنّ ذلك باب لسخط الله ﷻ والحرمان من نعمه سبحانه.

والحمد لله رب العالمين..

تحميل خطبة عيد الأضحى doc

الآن يمكنكم تحميل الخطبة؛ ما عليكم إلا –تكرّمًا– الدعاء لنا، ثم الضغط هنا للتحميل.

  • صيغة الملف: docx
  • حجم الملف: 225KB

وفقنا الله وإياكم وسدد خطانا وخطاكم؛ وكل عام وأنتم بخير.

أضف تعليق

error: