خطبة الأسبوع حول بركات صيام رمضان وأثره في تحقيق التقوى

خطبة الأسبوع حول بركات صيام رمضان وأثره في تحقيق التقوى

بهذا الموضوع، وهذا العنوان المبارك، سنقدم خطبة الأسبوع —المكتوبة— في صفحتنا هذه. وهي بعنوان: بركات صيام رمضان وأثره في تحقيق التقوى. والتي نسوقها لتكون من مقترحاتنا للخطباء الأجلاء في استقبال الشهر الفضيل، أو خِلاله.

لا تنسى، لدينا المزيد من الخُطَب المنبرية عن شهر رمضان؛ سنترك لك روابط بعضها في نهاية هذه الصَّفحة.

عناصر الخطبة

  • رمضان شهر مبارك كثير الخير عظيم الدرجات، وهو شهر رحمة الله ﷻ التي وسعت كل شيء، ورمضان شهر أوله رحمه واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
  • وجوب العناية بتحقيق التقوى في هذا الشهر الكريم؛ لأنها خير الزاد في هذه الدنيا لدار المعاد، فلنكن من المتنافسين لتحقيق التقوى التي جعلها الله ﷻ غاية الصيام.
  • رمضان شهر القرآن، والقرآن كتاب الهداية للإنسان، فلنجعل صيامنا وقيامنا احتساباً لوجه الله ﷻ لنيل البركات والرحمات، ولنقبل على كتاب الله قراءة وتدبراً وحفظاً، لننهل من بركاته، ونهتدي بنوره.
  • علينا المسارعة بإخراج الزكوات والصدقات في شهر الرحمات؛ لأن إخراجها من علامات صدق المؤمنين والمؤمنات طاعة لربهم رب الأرض والسموات.
  • من علامات تحقيق التقوى التمسك بدعاء سيدنا يونس عليه السلام ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾ الأنبياء: 87، وترديده أربعين مرة في اليوم أو ليلة؛ لما له من أثر في ترسيخ الإيمان في القلوب.

الخطبة الأولى

رمضان شهر مبارك كثير الخير عظيم الدرجات، وهو شهر رحمة الله ﷻ التي وسعت كل شيء، ورمضان شهر أوله رحمه واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، يقول النبي ﷺ: «أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله ﷻ عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» — سنن النسائي، فلنجعل صيامنا وقيامنا إيماناً واحتساباً لله ﷻ.

والحق وجوب العناية بتحقيق التقوى في هذا الشهر الكريم؛ لأنها خير الزاد في هذه الدنيا لدار المعاد، فلنكن من المتنافسين لتحقيق التقوى التي جعلها الله ﷻ غاية الصيام، والتقوى هي الغاية القصوى من الطاعات، والفلاح هو ثمرة التقوى، وشهر رمضان خير زمان لتحقيقها، وتحصيل هذه البركات الظاهرة لا تكون إلا بسلوك طريق الإيمان والتقوى، فالتقوى هي ثمرة الصيام وغايته، يقول الله ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ البقرة: 183.

والله ﷻ اختص المؤمنين بالصوم كعبادة ليجعلهم من المتقين فإذا سلك الإنسان واغتنم رمضان بأيامه ولياليه، حقق في نفسه معنى التقوى في هذه المدرسة الربانية التي تعمل على بناء وصياغة شخصية الإنسان وليكون من أولياء الله ﷻ الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقد قال ﷻ: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ يونس: 62، وهم الذين قال الله ﷻ فيهم: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ يونس: 63.

عباد الله: إذا أراد المؤمن أن يلمس بركات شهر رمضان، وأن يرى أثرها على نفسه وأهله وماله، لا بد له أن يسلك طريق الإيمان، ويتزين بتقوى الله ﷻ، وبذلك سيرى بركات الله ﷻ قد نزلت بساحته، وأناخت راحلتها بدياره، وظهرت آثارها عليه وعلى أهل بيته، يقول الله ﷻ: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ الأعراف: 96.

الا وإن من أعظم هذه البركات حصول المغفرة من الله ﷻ، وتحقيق الرضى التام منه ﷻ، حتى يعود المؤمن من شهر رمضان وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه، يقول النبي ﷺ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» — متفق عليه.

وقد أرشدنا الله ﷻ، ونبيه الكريم إلى سُبل تحقيق معاني التقوى في القلوب وأولها تعظيم قدر النبي ﷺ ومداومة الصلاة عليه وتوقيره ومحبته، لقول النبي ﷺ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ» — متفق عليه.

فمحبة النبي ﷺ هي أساس في الوصول إلى تقوى الله ﷻ خاصة في شهر رمضان المبارك، لأنه الشهر الذي نزل به القرآن على قلبه ﷺ، وهو القلب الذي جعل الله ﷻ به جماع التقوى، فما من مؤمن يتقي الله إلا وهو مستمدٌ لإيمانه وتقواه من قلب رسول الله ﷺ الذي أشار إلى صدره الشريف وقال: «وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا» ويشير إلى صدره ثلاث مرات. — صحيح مسلم.

وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ
غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ

ومما لا ريب فيه أن كثرة الصلاة والسلام على النبي ﷺ في رمضان ترفع الدرجات، وتزيد من محبة النبي ﷺ، ومحبة آل بيته الأطهار وصحابته رضي الله عنهم أجمعين؛ لأن هذه المحبة أصل من أصول اعتقادنا لتحقيق التقوى في حياتنا، والفوز بالجنات بعد مماتنا. فليكن شهر رمضان وعاء لتحقيق هذه المحبة.

ورمضان هو شهر القرآن، والقرآن كتاب الهداية للإنسان، فلنجعل صيامنا وقيامنا إيماناً واحتساباً، ونكثر من تلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، فإن الله ﷻ أنزل القرآن هدى للناس، وهدى للمتقين.

ومن المناسب والمفيد في شهر القرآن، أن نتلو سورة المؤمنين ونتدبر آياتها، ونقرأ تفسيرها لنيل الفلاح الذي بدأت السورة به (قد أفلح المؤمنون) وشهر رمضان خير زمان لتدبر القرآن، وفهم معانيه، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يقرأون عشر آيات، يحفظونها ويعملون بها، فصار كل واحد منهم مُصحفاً حيّاً يمشي على الأرض، اقتداء بالنبي ﷺ الذي كان خُلقه القرآن في كل حال من أحواله الشريفة ﷺ.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران: 102.

عباد الله: ينبغي علينا المسارعة بإخراج الزكوات والصدقات في شهر الرحمات؛ لأن إخراجها من علامات صدق المؤمنين والمؤمنات طاعة لربهم رب الأرض والسموات، فإن الله ﷻ جمع بين الصلاة والزكاة في كثير من الآيات (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة).

ولأهمية الصدقات حصرها ربنا في ثمانية أصناف، قال ﷻ: {انمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} سورة التوبة:60.

إن النبي ﷺ هو الأسوة الحسنة في الجود والعطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي ﷺ أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن، فلرسول الله ﷺ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة — رواه الشيخان.

ومن علامات تحقيق التقوى التمسك بدعاء سيدنا يونس عليه السلام ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾ الأنبياء: 87، وترديده أربعين مرة في اليوم أو ليلة؛ لما له من أثر في ترسيخ الإيمان في القلوب.

والحمد لله رب العالمين..

أحصل على المزيد من خطب شهر رمضان

وفي المكتبة ما تطيب له النَّفس. مجموعة متميزة من الخطب المنبرية التي تتحدَّث عن الشهر الفضيل؛ اخترنا لكم منها:

والله وليّ التوفيق.

أضف تعليق

error: