حب من طرف واحد: هل أكمل أم أنسى؟

حب من طرف واحد: هل أكمل أم أنسى؟

«منير» يسأل: قصتي تبدأ منذ تخرجي في الجامعة، أي قبل حوالي السنتين، أحببت فتاة بقصد الزواج والاستقرار، لكن هناك بعض الأمور جعلتني أتردد في التقدم لها عندما حاولت أول محاولة عن طريق إحدى صديقاتها؛ فاستجابت وبادرت بارتدائها الحجاب، وبعد مدة حصل لقاء بيني وبينها من خلال وسيط، وكانت النتيجة تأجيل الموضوع لانتهائها من الدراسة.

فأحببت أن أؤجل الموضوع لموعد تخرجها، وشرحت لها أنه قبل فترة الخطبة لا يربطني بها أي رابط، ولكل واحد تصرفاته وحياته الخاصة، بعدها بفترة سافرت لبلد آخر بغرض العمل، ومضى على سفري وغيابي قرابة السنتين، وكانت تأتيني أخبار سيئة عنها، من خلعها للحجاب، وكثرة الحديث مع الشباب بقصد متعمد.

وهناك شباب آخرون حاولوا استفزازها بأكثر من أسلوب، حيث يقوم أحدهم بإهدائها بعض الهدايا بتوقيع اسمي عليها، مع أني لم أبعث بهذه الهدايا، وآخر يطلب عنوان أهلها بغرض إعطائي إياه للتقدم لأهلها، وفي كل المراحل كان ردها قاسيًّا: “لكل إنسان نصيب ولا تربطني بهذا الشاب أي علاقة”.. هذا كله حدث خلال غيابي.

وقد مضى الآن على تخرجها قرابة السنة ولم تخطب أو تتزوج، وأنا الآن في مشوار العودة للبلد الذي تسكنه، حيث توفرت لي الكثير من المعلومات والعناوين التي تجعل من السهل التقدم لها بشكل رسمي، ولكن جميع الشباب ينصحني بنسيان الموضوع؛ لأنها تغيرت كثيرًا عن الماضي، وأن كثيرًا من الشباب عشقها، وأصبحت مغرورة.

ما الحل لإنهاء هذه المشكلة؟ هل لقاء أحد أفراد عائلتها دون علمها، أو الاتصال عبر الهاتف والحوار المباشر يؤدي إلى نتيجة؟ حيث إني أبحث عنها منذ تخرجها، لكني لم أجدها، ولم يبْقَ معي سوى عنوان أهلها، وجزاكم الله ألف خير، ولا تبخلوا علينا بآرائكم.

ملاحظات: كانت هذه الفتاة معي في نفس الجامعة، ونفس التخصص، وقد أجلت زواجي من أخرى حتى أتجاوز هذه المشكلة، فإن تم زواجي منها فسأصرف نظري عن الموضوع المؤجل.

الإجابـة

إذا بدأنا بآخر سطر من رسالتك.. وهو سطر مهم؛ لأنه يعطي صورة عن شخصيتك، ففي حين تتحدث في رسالتك كلها عن ارتباطك بهذه الفتاة ورغبتك في الزواج منها، وسؤالك عن السبيل إلى ذلك، نفاجأ أنك تتحدث في الملاحظات عن تأجيلك الزواج بأخرى ريثما تتجاوز المشكلة.

ولا ندري أي منطق أو تفكير يجعلك تفكر في الزواج بفتاة، وأنت تتحدث عن تأجيل الزواج بأخرى، أي قرار يمكن اتخاذه في هذا الجو من التردد وعدم الاستقرار على حال، هل تريد فتاتك حقًّا التي أزعجتها فعلاً وأحرجتها بتصرفات هؤلاء الشبان، وهي تصرفات تتسم بالرعونة، والغباء، والإساءة؟

والفتاة في الحقيقة ليست قاسية في ردِّها، ولكنها واضحة وصريحة مع نفسها مثلما كانت صريحة معك في رفضها أي ارتباط بك أو إعطائك أي وعد؛ لذا فكان منطقيًّا أن ترفض هذه التصرفات، سواء الهدايا أو إعطاء العنوان، وتعلن أنه لا يوجد ما يربطها بك؛ لأنها كانت تقول الحقيقة.

المهم الآن أن تكون أنت حاسمًا مع نفسك وواضحًا معها، بحيث إذا كنت تريد الفتاة بعد كل ما سمعته عن سلوكياتها، التي يجب أن تتأكد منها؛ لأن هؤلاء الشبان الذين قاموا بهذه التصرفات لا يستأمنوا في نقل أخبار أو الحكم على أشخاص؛ لأنها تصرفات تدل على عدم نضج شديد.

إذا كنت ترغب في هذه الفتاة حقًّا، فإن الخط المستقيم هو أقرب مسافة بين نقطتين، وخير شيء أن تأتي البيوت من أبوابها.. إنك تعرف عنوان أهلها الآن ما عليك إلا أن تطرق الباب، وتعلن رغبتك في الارتباط بوضوح وحسم، وتنتظر الرد من أهلها.. فإذا كان قبولاً فبها ونعمت، وإذا كان رفضًا، فالفتاة معذورة نتيجة لما فعلته أنت وأصحابك من تصرفات أزعجتها.

في كل الأحوال سيحسم موقفك وستتضح الصورة، وعندها يمكنك التفكير في الزواج من الأخرى.. كفاك ترددًا، واحسم مواقفك بسرعة.

⇐ ويمكنك الاطلاع على استشارات حياتية سابقة أيضًا.. منها:

⇐ أجابها: د. عمرو أبو خليل

أضف تعليق

error: