كيف أتخلص من ترهل الثدي بعد الحمل والرضاعة؟

كيف أتخلص من ترهل الثدي بعد الحمل والرضاعة؟

تفاصيل الاستشارة: سؤالي الأول هو:

أنا سيدة أبلغ 31 عاما لدي ابنتان الكبرى 7 سنوات والصغرى سنتان، وأنا الآن أفكر بالحمل الثالث، مشكلتي تكمن في صدري المترهل جدا فإن طولي 169 سم، وصدري حجمه طبيعي ولكنه ليس بارزاً كما هو حال البنات اللواتي أشاهدهن عندما أخرج للتسوق، وأنا لست متأثرة بذلك أبدا فهذه طبيعة جسمي والحمد الله، ولكن بعد ولادتي الأولى وإرضاعي لها لمدة عشرة شهور ترهل صدري جدا جدا وتغير لونه وأصبح غير جميل أبدا أبدا، أنا أعرف ذلك من نظرات زوجي وهذا يجرحني كزوجة بشكل رهيب.

وزاد الوضع سوءاً حيث أرضعت ابنتي الثانية لمدة سنة وشهر وبعدها كل صدري تغير وأصبح مترهلا جدا ويصل لبطني.

أعرف كيف أصفه لكم فهو فارغ من الداخل، فيكون كله تجاعيد وثنيات بجانب بعضها وأنا أكره منظره جدا وزوجي لا يحاول أن ينظر له ولا يقترب منه حتى عندما أغير ملابسي يخرج من الغرفة وأنا أعرف أنه بسبب ذلك.

وهذه هي مشكلتي الدائمة فأرجوكم ما هو الحل؟

أقرأ عن أجهزة تكبير الصدر وأجهزة إزالة الترهل فهل هي صادقة وهل هذا ممكن وكذلك عن كريمات إزالة ترهل الصدر هل هي موثوقة؟ ويمكن استخدامها أم أنه لا يوجد حل أبدا لمشكلتي؟

وأشكركم على جهودكم وأرجو سرعة الرد.

ومشكلتي الثانية هي:

أن وزني حوالي 63–64 كجم وطولي 168 سم ولكن كل الزيادة متجمعة في بطني أصبح لي كرش وأصبحت عندما ألبس شيئا أحس بعدم الثقة بنفسي وأحاول دائما أن ألبس الملابس الفضفاضة جدا وتكون أكبر من قياسي حتى يختفي ولو قليلا وأخبرتني زوجة أخي زوجي (أبوها دكتور نسائية) أنه فات أوان أن يذهب البطن حيث كان يجب عمل تمارين من بعد الولادة الأولى.

ولكن الآن وبعد سبع سنوات من ولادتي الأولى فات الأوان بل إنه سيزيد مع الولادة الثالثة وهكذا. ومستحيل أن يرجع لوضعه الطبيعي أبدا أبدا، وهذا أحبطني جدا فأنا لا أحب أن يكون شكلي هكذا غير متناسق بل وأن يزيد أيضا؟

أرجوكم أفيدوني هل هذا الكلام صحيح؟ وهل ما زال يوجد إمكانية أن يزول بطني ويختفي لقد حاولت أن أطبق برنامج حمية ولكنه لم يختفي فماذا أفعل؟

وعندما أنظر للتلفاز وأنظر إلى الممثلات والمطربات وهن مثلنا أمهات لأكثر من طفل أين هو بطنهم وكيف اختفى وبهذه السرعة، لماذا هم يستطيعون أن يزيلوا البطن الزائد الذي يظهر بعد الولادة ونحن لا؟

أي ماذا يفعلون وهل نستطيع نحن أيضا أم لا؟

أشكركم لجهودكم الدائمة وأرجو منكم سرعة الرد..

د. محمد فتحي عبد المجيد «مدرس الجراحة العامة وجراحات التجميل بكلية الطب» أجابت الاستشارة والأسئلة؛ فقال: الأخت العزيزة.. إن مشكلتك من المشاكل الشائعة جدا والمتكررة جدا، حيث يعتبر ثدي المرأة علامة على أنوثتها، وله أهميته الجنسية الخاصة.

فعندما تقترب الفتاة من سن العاشرة يبدأ الثدي في النمو وفي هذا العمر يبدأ إفراز المبيض لهرمون معين يكون له أثر في دفع خلايا معينة بالثدي إلى النمو، وهذا هو الذي يحدد حجم الثدي، واستجابة خلايا الثدي لهذا الهرمون تختلف من فتاة لأخرى، ففي بعض الأحيان تكون هذه الاستجابة قليلة فينتج الثدي الصغير وقد تكون هذه الاستجابة كبيرة فينتج الثدي الكبير، ودرجة الاستجابة هذه تعتمد على عامل وراثي من الأب والأم.

وفي سن المراهقة يقترب الثدي من أقصى حجم له، وقد ينمو أحد الثديين أسرع من الآخر، وفي النهاية يصل حجم الثديين مماثلا في معظم الأحوال.. ولكن غير متطابق.

وتمر السنوات وتصل الأنثى إلى مرحلة الحمل حيث يزيد حجم الثدي نتيجة إفراز المشيمة (الخلاص) هرمونات أثناء فترة الحمل لتؤثر على أنسجة الثدي، فتجعله لينًا، وتجعل قنوات اللبن فيه متسعة لاستقبال اللبن المفرز بعد الولادة، ومع إفراز اللبن تتسع القنوات بحسب كمية اللبن المفرزة، وبعد الولادة وانتهاء فترة الرضاعة يصغر حجم الثدي مرة أخرى ويتهدل؛ لذلك يصبح الثدي طريًّا ومترهلاً.

ولكن تهدله يبقى وتبقى معه المشكلة التي تزعج الكثير من النساء على الرغم من أن هناك بعض المجتمعات يكون الثدي المتهدل لفتياته هو الأجمل؛ فشكل الثدي وحجمه يختلف من بيئة لأخرى بل ومن مجتمع لآخر، وما يحكمنا هنا عزيزتي في تغيير شكل الثدي هو مشروعية القيام بمثل هذا التغيير في الخلقة.

وقد تتضح أهمية إصلاح تهدل الثدي إذا عرفنا أن المرأة تعاني نفسياً من ذلك؛ فالثدي المتهدل والصغير يعني في أذهان البعض أنوثة أقل وثقة بالنفس أقل أيضا ويجهلون أو يتجاهلون المعنى الأسمى الذي أدى إلى هذا التهدل وهو الأمومة.

ولكن أضيفي إلى معلوماتك أنه في إحدى الدراسات الحديثة لجامعة الجنوب بولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية تأكد أن المرأة ذات الثدي الكبير أقل استجابة جنسية عن المرأة ذات الثدي الصغير، ويعلل البحث هذه الظاهرة بأن كمية الأعصاب الموجودة في كل سنتيمتر مكعب من الثدي الكبير أقل من الأعصاب الموجودة في كل سنتيمتر مكعب بالثدي الصغير.

ولقد أتحت لنا الفرصة عزيزتي للتحدث حول موضوع جراحات تهدل الثدي، حيث لا يوجد كريمات أو أجهزة أو هرمونات أو تمارين معينة تجدي نفعاً مع ترهل الثدي أو في تكبير حجمه والجراحة عادة تكون هي الحل الوحيد المجدي.

ولتوضيح ذلك لا بد أن تعلمي أن التركيب التشريحي للثدي عبارة عن دهون وجلد وغدد دون عضلات.. فكثير من السيدات يعتقدن أن الثدي يتضمن في تركيبه عضلات ويطالبن بتمرينات رياضية خاصة بالثدي نفسه للتكبير أو التصغير، ولكن حقيقة الأمر أن الثدي لا يحتوي على عضلات، غير أننا لا ننفي أن هناك بعض التمارين الرياضية الخاصة التي تقوي عضلات الظهر والصدر (وهي عضلات تقع خلف الثدي)، وهذه التمارين تساعد على الإحساس ببروز الثدي بشكل جزئي.

ونظرا لوجود دهون في تركيب الثدي فإنه يمكن المساهمة جزئيًّا في زيادة حجم الثدي بنظام غذائي يساعد على ازدياد الوزن قليلاً وليس العكس كما تفعلين حيث إن وزنك الحالي لا يناسبه عمل الحميات الغذائية لتخفيض الوزن.

أما بالنسبة للترهل، فإنه يحدث وكما ذكرنا بعد الولادات المتكررة أو بعد النقص المفاجئ في الوزن أو مع تقدم العمر والسبب لديك واضح وهو تكرار الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية وعند التهدل يصاب الجلد بالتهاب مع زيادة في إفراز العرق وحدوث التسلخ، وعلاج هذه الحالة يكون بجراحة رفع أو شد الثدي وهي عملية يمكن إجراؤها تحت تأثير تخدير موضعي أو كلي وتتلخص في نقل الحلمة من مكانها الساقط إلى مكانها الطبيعي في وسط الصدر ثم يتم تشكيل الجلد حول الثدي بعد رفعه وإزالة الزيادة الموجودة بالجلد حتى يحتفظ الثدي بوضعه المرتفع ثم يقفل الجرح.

هذا إذا أردت رفع التهدل فقط، أما إذا كنت تحتاجين إلى تكبير الثدي فإنه في هذه الحالة يتم وضع Implant تحت الثدي الضامر أو تحت الجلد مباشرة، وهي عبارة عن كيس من مادة خاصة (السليكون) وتتميز هذه المادة بالمرونة وهي من أفضل المواد في تقبل الجسم لها بسهولة. وهذه المادة تعمل على شكل بالونة تُملأ إما بمحلول الملح أو بمادة السليكون السائلة (silicon gel).

وقد ينزعج البعض من وجود هذه المادة لأنها قد تتسرب كما كان يحدث في الماضي، وتؤدي إلى بعض الأعراض الروماتزمية، ولكن صناعة هذه الأجهزة تطورت حيث أصبح جدارها أكثر سمكاً (3 طبقات) وبالتالي أكثر أمانا.

وعموما الاختيار بين السليكون جل ومحلول الملح يتم بعد الفحص والنقاش مع الطبيب.

أما عن الجراحة وسلبياتها أختنا العزيزة فهذه الجراحة تتم –كما ذكرنا– تحت تأثير التخدير الموضعي أو الكلي، لذا فإن سلبيات الجراحة تبدأ في التعرض لمشاكل التخدير وسلبياته وهذا شائع في أي جراحة؛ لذا لن نخوض في تفاصيله.

أما عن المضاعفات التي قد تحدث بعد الجراحة فيمكن تلخيصها في الآتي:

  • تكون ندبات داخلية بالثدي، ويمكن التغلب عليه بالتدليك كما ذكرنا.
  • تلوث الجرح.
  • في عمليات رفع التهدل خاصة ينتج بدرجة بسيطة ندبات بسيطة وكلما ذادت درجة التهدل كبر حجم الندبات وأحيانا ما يختلف شكل الثديين قليلا أو يتأثر إحساس الثدي مؤقتا.
  • قد يظهر اختلاف بين حجم الثديين، ويرجع هذا إلى مهارة الجراح.
  • قد تفقد الحلمة الإحساس لمدة عدة شهور.
  • في بعض الأحيان النادرة ينفتح الجرح ويتمزق السليكون ويخرج الجهاز المزروع نتيجة عدم تقبل الجسم له (extrusion)، وتعتبر هذه أقصى المضاعفات، ويتم خلالها إزالة الثدي المزروع.
  • قد يحدث ما يعرف باسم (capsular contraction)، وهي عبارة عن تجمع ألياف يفرزها الجسم حول الثدي المزروع كدفاع من الجسم عن هذا الجسم الغريب (الجهاز) فتنقبض هذه الألياف وتضيق ويظهر هذا في صورة تيبس (إحساس بملمس جامد) في الثدي، وعادة ما تظهر هذه الأعراض بعد سنتين، ويتم بعدها إزالة الثدي المزروع ووضع آخر جديد، وقد ثبت أن نسبة حدوث الـ (capsular contraction) في البالونة التي يتكون جدارها من (rough surface) أقل بكثير من البالونة التي يتكون جدارها من (smooth surface).
  • تكلفة هذه الجراحة غالية جداً نظراً لأنها تحتاج إلى وقت ومهارة.

وهذه هي عزيزتي أهم سلبيات تلك الجراحة، وبقي أن أشير إلى أمرين:

  1. الأول: أنه يفضل –عادة– إجراء هذه الجراحة بعد أن تنتهي تماماً من إنجاب الأطفال حتى لا تتعرضي للرضاعة؛ وهو ما يساعد على ترهل الثدي مرة أخرى.
  2. والثاني: هو أن هذه الجراحة لم يثبت صلتها بسرطان الثدي نهائياً، ولكن قد يصعب اكتشاف سرطان الثدي إن وجد؛ لذا ينصح متابعة الثدي بانتظام، كما أنه على جميع النساء في سن (35 – 40) سواء أجريت لهن عملية تكبير الثدي أم لم تجر أن يقمن بعمل أشعة على الثدي كل سنتين ويواظبن على الكشف البسيط لسرطان الثدي الذي يمكنك مطالعته في الاستشارة التالية: أعراض سرطان الثدي والأمراض الجلدية المصاحبة له

كما أن إخصائيي الأشعة وافقوا على أنه بأخذ الأشعات المتعددة يمكن أخذ أشعة واضحة للثدي بالرغم من وجود بالونة السليكون واكتشاف أي أورام لو وجدت.

والآن ما الذي يجب عليك عمله بعد هذه الجراحة؟

  • يجب ارتداء حمالات الثدي الطبية (المطاط) لمدة شهر بعد العملية.
  • تزال الغرز بعد أسبوع.
  • يدلك الثدي بعد العملية يوميا ولعدة أسابيع حتى يقلل من احتمالات تكون ندبات داخلية قد تسبب التقليل من ليونة الثدي.
  • وبالنسبة للآلام المرافقة لهذه العملية فيتم التخلص منها بالمسكنات.

أما عن ترهل البطن فأود أن أوضح لك أن الحمية الغذائية هنا لن تفيد في التخلص من الكرش، كما أرجو أن تلاحظي أن استخدام أقراص منع الحمل تساعد في بروز هذا الكرش –هذا إن كنت تستخدمينها– وينصح في مثل حالتك بعمل تمارين رياضية خاصة يمكنك مطالعتها في الصفحات التالية:

وأخيراً أختنا العزيزة، هذا كل ما عندنا بخصوص هذه الحالة أعطيناك إياه، ولكن {ما عند الله خير وأبقى}، وهذا هو مبلغ علمنا، أعلمناك إياه ولكن {فوق كل ذي علم عليم}؛ فاعقليها وتوكلي.

أضف تعليق

error: