أفضل مدة للخطوبة للشريكين

أفضل مدة للخطوبة , Engagement time , صورة

لطالما سأل الناس سواء من الشريكين أو من الأهل عن أفضل مدة للخطوبة لما يُحقق المصلحة الأعمّ، ذلك لأن الخطبة والزواج من أهم الأحداث الفارقة في حياة الإنسان ومن أسعدها أيضًا حيث تنطوي على اللقاء بشريك الحياة، ومعرفة من نكمل معه حياتنا وما يعنيه ذلك لكل منا من الشعور بالأمان والأنس وتعميق الشعور بقيمة الحياة، ووجود كيانًا نهتم يه ويهتم بنا، ومن ثم فسنتعرف هنا على الخطبة ومعناها والغرض منها ثم المدة المناسبة لها.

الخطبة

الخطبة في شرعنا نحن المسلمين تعني ابداء الرغبة أو النية في ارتباط الشاب بفتاة معينة، والتعبير عن ذلك بالتصريح أو حتى التلميح.

أما الخطبة في عرفنا فهي اتفاق بين الشاب وأهل الفتاة على إتمام الزواج في فترة معينة، ووسيلة مشروعة لخلق نوع من التواصل الذي يشمل الزيارات واللقاءات بين الفتاة والشاب المتقدم لها.

ولو لاحظنا سنجد فارقًا ين مقصود الخطبة ومعناها شرعًا وبين ما جرى عليه العرف ومعظم المشاكل تأتي من هذا الخلط.

الغرض من الخطبة

شرعت الخطبة في الإسلام لأغراض سامية ومقاصد نافعة ومن أهمها أنها وسيلة للتعارف واستكشاف الجوانب السلوكية والأخلاقية للطرفين، ودراسة مدى التوافق أو الاختلاف والتناسب أو التنافر بين الشخصيات، حيث يكتشف كل من الطرفين اتجاهات الآخر وميوله ومنطقه وأفكاره ورؤاه وحكمه على الأمور، ومن ثم يحدث مزيد من التجاذب بين الطرفين ويقوى التمسك بإتمام العلاقة في حال وجد كل منهما في الآخر ما يبحث عنه وينشده، أو يكتشف الاثنان أو أحدهما أن الطرفين غير متكافئين أو غير متناسبين فكريًا أو نفسيًا أو غيره فيختارا الغاء فكرة الارتباط بهذا الشخص.

نوصيك بقراءة: المدة المثالية للخطوبة الناجحة

هذا هو المسار المفترض أن يتبع في الخطبة وهذا هو الغرض الحقيقي منها، دراسة وتعارف واستكشاف. ولكن ما يحدث في الواقع غير ذلك تمامًا، فنحن ننظر للخطبة باعتبارها خطوة من خطوات الزواج ومرحلة من مراحله، يعلن الأهل خطبة الفتاة والشاب فيستبيح الاثنان من الأقوال والأفعال والتجاوزات ما لم ينص عليه الشرع ولا يقبله العقل السليم، يتعامل الاثنان وكأنهما متزوجين، ارتباط عاطفي قوي وتجاوزات وتدخل في الخصوصية وأحاديث سابقة عن أوانها، فضلًا عن أن كل طرف يسعى لإشباع احتياجاته النفسية من الآخر وتروقه فكرة الاهتمام واللحب ويأخذه بريق الإعجاب والانبهار، فيحرص على التكلف والتجمل واخفاء ندوب شخصيته، ينخدع الاثنان وتمضي فترة الخطبة دون أن تفي بغرضها الفعلي وهو التعرف على الآخر، ليبدأ الزوجين التعرف من جديد واستكشاف الآخر مع بدايات الزواج.

مع بدايات الزواج واجتماع الزوجين في بيت واحد وتشاركهما في تفاصيل حياة واحدة تسقط الأقنعة ويصعب الاستمرار في التكلف والتزين وتظهر خفايا الشخصية وعيوبها، وللأسف فإن الكثير من الأزواج يكتشفون في الشريك عيوبًا تفوق تحملهم وتجبرهم قهرًا على انهاء الحياة الزوجية في سنواتها الأولى، ويعض كل منهما أصابع الندم أنه لم ينتبه لذلك منذ فترة الخطبة.

ما هي أفضل مدة للخطوبة

المدة المناسبة للخطبة أو أفضل مدة للخطوبة تختلف من أشخاص لآخرين، لأن لكل شريكين ظروفهما الخاصة ولكنها في النهاية يفضل أن لا تكون قصيرة جدًا وسريعة فتتحقق معها الجهالة بالشريك وعدم معرفته بالدرجة الكافية، أو عدم التعود عليه وازالة الحاجز النفسي من الخجل أو الخوف أو نحوه، فلا ينبغي مثلا أن تكون الخطبة اسبوع أو عشرة أيام أو أكثر من ذلك أو أقل، وخاصة اذا كان الطرفين ليس بينهما سابق معرفة أو درجة قرابة ويحتاجا إلى وقت للتعارف، ولكن تلك الفترات القصيرة جدا تصلح للأقارب أو الزملاء الذين يعرفون بعضهما جيدًا.

وكذلك يجب ألا تطول بصورة مبالغ فيها كأن تستمر أربع سنوات أو خمسة أو غيرها من الارقام التي نسمع عنها، لأن طول الخطبة بهذا الشكل مظنة حدوث مشاكل وتجاوزات وخلافات بين الطرفين أو بين العائلتين، فضلًا عن أنه يمثل عبء نفسي على العلاقة ذاتها ويعرضها للتغير والتشوه.

لذا يجب أن لا تتجاوز الخطبة مدة العام أو أكثر بقليل حتى تصبح الظروف مهيأة للارتباط ويتعرف الطرفان على بعضهما، مع الانتباه إلى شيء هام جدًا وهو التزام حدود العلاقة التي أجازها الشرع وعدم التجاوز الذي يجلب على الطرفين ويلات همما في غنى عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top