أهمية الابتكار في حياة المنظمات

تمت الكتابة بواسطة:

أهمية الابتكار , حياة المنظمات

تهدف المنظمات المختلفة إلى تحقيق النجاح بكل الوسائل الممكنة، والنجاح الحقيقي لأي كيان يكمن في التطور الاستمرار والتطور وعدم الوقوف عند نقطة معينة، وفي مُستهل حديثنا عن أهمية الابتكار في حياة المنظمات نود القول أنه من العوامل المساعدة في تحقيق هدفي الاستمرار والتطور هو الابتكار بمفهومه الشامل والواسع، وهنا سنتناول في حديثنا مفهوم الابتكار وما يقصد به، والحديث عن أهميته والعوامل المحفزة له، ومى التأثير الإيجابي لكل ذلك على ناح أي منظمة اجتماعية أو علمية أو تربوية أو تجرية أو غيره من التصنيفات.

مفهوم الابتكار

بغض النظر عن التعريفات اللغوية المتخصصة لكلمة ابتكار فإننا نستطيع أن نقول أن عملية الابتكار هي نمط من الاختراع والابداع المبني على إيجاد حلول جديدة أو أفكار غير تقليدية وغير مسبوقة في التعامل مع التحديات، وطرق أبواب جديدة لخلق حلول غير مسبقة في التغلب على المشكلات، ويمكن تعريفه بأنه كل تفكير خارج الصندوق، وخارج نطاق ما هو معتاد أو مألوف.

وان كان هناك اختلافًا بين مفهوم الابداع والاختراع وبين مفهوم الابتكار في التعريف اللغوي إلا أن هناك قاسم مشترك بين المفاهيم الثلاثة وهو الوصول إلى الفكرة وتنفيذها والخروج بها من حيز المشكلة إلى حيز الحل العملي الفاعل بطريقة مختلفة وجديدة.

تقوم عملية الابتكار على عدة أركان أهمها الفهم الجيد للتحديات المطروحة، والرؤية المتميزة والتحليل العملي، ومن ثم إيجاد التصور العام للحل وترجمة هذا التصور إلى كيان عملي واقعي ملموس، فضلًا عن التمرد على النمطية والتقليدية المتبعة في ادارة التحديات ومواجهتها.

عوامل تحفيز الابتكار

المؤسسات أو المنظمات التي تتبني استراتيجية الابتكار في تعاطي التحديات والتعامل معها تحقق تطورًا سريعًا ونجاحات ملحوظة في سبيل الوصول إلى أهدافها، ومن ثم فيجب أن يتوفر في المنظمة ومن يتولى ادارتها الوعي الكافي بما يحفز الابتكار وينميه، ويتقبله ويتيح الفرص الحقيقية لتجربته وقياسه على الواقع.

ويمكن تحديد عوامل تحفيز الابتكار فيما يلي:

  • توفر المناخ الملائم لتبني كوادر خلاقة ومبتكرة، وتذليل الصعاب أمامها.
  • الاهتمام بالأفراد وتعزيز قيم الابتكار والترحيب العملي بالأفكار الابتكارية وغير التقليدية.
  • تجاوز تعقيدات الروتين ورتابته.
  • التشجيع المادي والمعنوي على التفكير الابداعي.
  • تناول الأفكار الابتكارية بالدراسة والبحث والتجربة وعدم رفضها ابتداء، حيث أن الدراسة والتحليل إما أن يثبت جدوى تلك الأفكار وصلاحيتها، وإما أن يفتح أفاقًا جديدة لتعديلات جديدة عليها أو خلق أفكار مختلفة تمامًا عنها.
  • وجود روح تنافسية في المنظمة يدفع بكافة الكوادر إلى التفكير الابتكاري خارج الصندوق.
  • ادارة الأفكار الابتكارية وانتخاب الأنسب منها وتنقيحها وتعديلها، واخضاع ما يصلح منها للتجربة قبل إصدار الحكم عليها.
  • رصد المكافئات المادية والمعنوية أيضا للأفكار الابتكارية الناجحة والتي أثبتت فاعلية وحققت نقلة نوعية، ومن ثم يكون ذلك داعيًا من دواعي تنميتها ومحاكاتها.

أهمية الابتكار في مسيرة المنظمات

تواجه كافة المنظمات كما يواجه الأفراد في هذا العصر وابلاً من التحديات وصراعًا محمومًا في سبيل اقتناص الفرص والاستمتاع بالصلاحيات المادية والمعنوية، في سبيل تحقيق نجاحات مميزة تدعم بقاء هذه المؤسسات، واستمرارها في ظل الواقع التنافسي المعقد، فبقدر التطور التكنولوجي والفكري والعلمي والتوعوي الذي ألقى ظلاله على الحياة بكل جوانبها يكون حجم التحديات وصعوبة المنافسة.

تتمثل أهمية الابتكار في حياة المنظمات كونه الميزة النسبية التي تخلق لأي منظمة مكانة خاصة بين المنافسين، فضلًا عن كون الابتكار وتبنيه كاستراتيجية ادارية للمنظمات يمنحها مصدرًا متجددًا للحلول والتطورات والتحديثات، ويفتح أمامها أفاقًا غير تقليدية وغير مألوفة في استثمار الموارد المتاحة، ومن ثم تحقيق التفرد الذي هو أساس النجاح والاستمرار ووسيلته التي لا تخيب.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: