تأثير الطلاق على حياة الطفل

تمت الكتابة بواسطة:

الطلاق

قضيّة الطلاق هي قضية شائِعة في أوقاتنا الحالية، ولها تأثير كبير وخصوصاً على الأطفال، وكُلّما زاد التواصل بين العائلة، كلما زادت المشاكل والخلافات أكثر بين الطرفين.

والفاصِل بين حدوث المشاكل وعدم حدوثها هو بداية الزواج، فإذا كانت بداية الزواج بها توافق وتوازن وقواعد يسير عليها الطرفين، لا تحدث مشاكل في فترة الحجر المنزلي، أو عند اجتماع الطرفين عامةً لفترة طويلة بالمنزل.

أما إذا كانت هناك المشاكل وعدم التوافق في الزواج منذ البداية، بالطبع تظهر جميع المشاكل والعيوب بين الطرفين أثناء التواجد في المنزل لفترة طويلة، لأنه في الأساس لا يوجد تقبل لعيوب الطرف الآخر، وبالتالي تزداد المشاكل بشكل كبير وتصل إلى حالات الطلاق، وقد ازدادت حالات الطلاق بشكل كبير في هذه الفترة.

كيف تؤثر مشاكل الطلاق على الطفل؟

تقول الدكتورة سامية جبري، الإخصائية النفسية، تواجد الأهل مع أطفالهم في المنزل لفترة طويل جداً، له تأثير كبير على الأطفال وعلى صحتهم النفسية، وتحديداً الخلافات والمشاكل والصوت المرتفع بين الأهل، حيث يتأثر الطفل كثيراً بهذه الخلافات لأنها تؤثر على نفسيته.

فالطفل في هذه المرحلة يتطور نفسياً، وعند رؤية الأهل أمامه لا يوجد بينهم لغة حوار صحيحة أو تفاهم، يؤثر ذلك على نفسيته، ويفكر بما يرى إذا كان صحيح أم خاطئ، ويفكر إذا كان من الضروري عليه التصرف بنفس سلوك أهله، أو التصرف عكس هذا السلوك، فتؤثر هذه الخلافات بشكل سلبي على الطفل وتعامله مع الأشخاص من حوله حاضراً ومستقبلاً.

هل يمكن أن يتجنب الأبناء آثار طلاق الوالدين؟

غالباً ما تحدث صدمة لدى الأطفال في حالات الطلاق، ولكن الطلاق قد يكون سلمي يتم بقرار من الطرفين، والاتفاق على مستقبل الطفل وتفاصيل حياته وكيف سيكون التعامل معه، وهذا الطلاق يكون سلمي، ولا يؤثر بشكل كبير على الطفل، أما الطلاق الذي يحدث بشكل غير سلمي، وتكون هناك المحاكم والقضايا، ويتم فيه اللجوء للمحامي عند رؤية الطفل.

وتحدث مشاكل لدى الطفل ولا يستطيع التحديد هل يذهب مع أمه، أم مع أبيه، وتؤثر هذه الحالة تأثير سلبي كبير على الطفل، فيجب التفكير في الطفل وما سوف يحدث له من ضياع قبل اتخاذ قرار الطلاق، والتفكير في طريقة الطلاق نفسها، والإجراءات التي يجب اتخاذها بعد الطلاق.

تأثير الطلاق على حياة الطفل الاجتماعية والمهنية مستقبلاً

في مرحلة الطفولة، لا يملك الطفل القدرة على استيعاب هذه المشكلة، فلا يتأثر بشكل كبير، وهذه الفترة من عمر ثلاث لست سنوات، ولكن عندما يكبر أكثر إلى عمر عشر سنوات، يصبح التأثير واضح جداً عليه في حياته، يصبح انطوائي وعدواني، ويقل معدله في المدرسة.

وعندما يكبر أكثر تصبح لديه رغبة في الانتقام، وعدم الرضى عن حاله، ويصيبه الحزن والبكاء، ويؤثر بشكل سلبي على الأشخاص حوله، ويتسبب في مشاكل في المدرسة.

ويحاول طوال ألقت جذب انتباه من حوله لحزنه، لأنه لا يملك القدرة على التعبير عن مشاكله، أو مشاعره، لأنه لم يصل لمرحلة الإدراك العالي، أو القدرة على استيعاب مشكلة الطلاق وما يحدث فيها، وهذا الطلاق يؤثر كثيراً في هذه المرحلة لأنه يبدأ بالإدراك والقدرة على التفكير، وقد تصبح لديه عقدة ذنب، ويتخيل أنه السبب في حدوث الطلاق.

وإذا لم يتم علاج هذه المشاكل في مرحلة المدرسة، أو في مرحلة الطفولة، يحدث تأثير كبير على عمله في المستقبل، وعلى حياته العاطفية والاجتماعية، وقد يفكر في إيذاء من حوله، أو عدم الاهتمام بهم، ودائماً ما يكون عصبي، ولا يملك القدرة على حل المشاكل لأنه يشعر بالضغط العصبي، ويشعر بالتميز عن جميع الأشخاص حوله، ويقارن بين حياته وحياة من حوله.

تعامل المجتمع مع الطفل الذي يمر بظروف صعبه

تابعت “د. جبري” لا يملك المجتمع التعاطف مع الطفل الذي انفصل والديه، فيجب عمل توعية للمجتمع أن هذا الطفل يحتاج للرعاية والاهتمام، ويجب عرض هذا الطفل على إخصائي نفسي، لأنه يحتاج جلسات فهم الذات، والتعبير عن المشاكل، وتقبل أوضاعه الحالية.

والأخصائي النفسي يتعامل مع الطفل بطريقة مناسبة وعلمية من خلال دراسته، حيث يدرس الطبيب النفسي جميع المراحل العمرية، والمشاكل التي يمر بها وأسبابها، ويعرف كيف يتعامل بشكل جيد مع الطفل، ومساعدته لتقبل الأوضاع التي يمر بها.

والاعتماد على نفسه وتحمل المسؤولية، لذلك من الضروري جداً عرض هذا الطفل على إخصائي نفسي لأنه الوحيد الذي يمكنه مساعدته على ممارسة حياته بشكل طبيعي.

لا بد من حل المشاكل أول بأول، واللجوء لإخصائي نفسي، للتخلص من المشاكل وعدم تراكمها، لأنه كلما تراكمت المشاكل، تتدهور الصحة النفسية، وتحتاج وقت طويل حتى يمكن علاجها، لأن المشاكل كلما زادت، تحتاج لوقت أطول للعلاج، وليس كل المشاكل يمكن علاجها بدون إخصائي نفسي، فلا بد من تدخل الأخصائي لحل المشاكل بطريقة أفضل.

بعض الأهل لديهم وعى زائد بالنسبة للأطفال وطريقة تربيتهم، عن طريق قراءة الكتب، ولكن الأشخاص الذين لا يستطيعون قراءة الكتب، يجب عليهم اللجوء للأخصائي النفسي، ليخبره عن طريقة التعامل مع الطفل في جميع المراحل العمرية، فيجب نشر الوعي عن أهمية الأخصائي النفسي ودوره في المجتمع.

الأخصائيين النفسيين يقومون في بعض الأحيان بإعطاء النصائح للأهل بعدم التشاجر أمام الأطفال، واستخدام الألفاظ الجيدة، حتى في أوقات المشاكل، وهذه الطريقة تؤثر بشكل إيجابي على الطفل، لأن الطفل دائماً ما يتطلع إلى المثالية لدى الأهل، وعند التعامل بهذه الطريقة، تنعكس عليه.

ويقوم بتطبيقها في التعامل مع أهله، أما إذا رأى طريقة سلبية في تعامل والديه، يقوم بتطبيق هذا السلوك أيضاً، ويعتبره سلوك طبيعي.

ولذلك يجب على الأهل عدم توضيح المشاكل والخلافات أمام الطفل، والتعامل بطريقة جيدة أمامه حتى في أوقات المشاكل، وعدم الشجار أمام الطفل، لأن الموضوع يؤثر على الطفل ويقوم بالتفكير به طوال الوقت، ويعتقد أنه السبب في المشاكل، ولذلك يجب التفكير أولاً في الطفل لأنه يبدأ بالنمو، ولا بد أن يرى الأشياء بطبيعتها، ويتعلم الطرق الصحيحة للتعامل في الحياة.

وهنا اخترنا لك لتقرأه

متى يكون الطلاق هو أنسب حالة للأطفال؟

في بعض الأوقات يكون الطلاق رحمة للطفل، وأنسب حالة له، عندما يكون لدى الأهل اضطراب نفسي حاد، أو مرض نفسي، وأحياناً لا يدرك الأهل هذا المرض، فيتم انعكاسه على الطفل، ويتحمل الطفل جميع العواقب، وتزداد لديهم المشاكل، وذلك لعدم وعي الأهل بطريقة حل مشاكلهم، وفي هذه الحالة تزداد المشكلة أكثر وأكثر.

وإذا لم يتم علاج هذه المشاكل، في هذه الحالة يكون الطلاق هو أفضل وسيلة، لأن الطفل يتأذى بسبب هذه المشاكل وتنعكس عليه، يصبح عدواني، وانطوائي، أما كان شاب في مرحلة الجامعة، فلا يتأثر كثيراً بهذه المشكلات.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: