الأسس الصحيحة التي يجب أن تقوم عليها تربية الأطفال

تربية الأطفال , أخطاء شائعة

لتربية الاطفال فوائد عديدة منها تعزيز الرغبة بفعل السلوك الجيد لدى الأطفال ليس بسبب الخوف من العقاب فقط، وإنشاء الانضباط الذاتي لديهم، ويجب على الأهل اتباع طريقة مناسبة لتعزيز ذلك، ويجب للتربية وفق المختصين أن تركز على تعليم الطفل بدلاً من معاقبته، كما أن الحب والاحترام المتبادل تعتبر عناصر مهمة وأساسية من العملية التربوية.

ومن المفترض أن يبدأ موعد تربية الأطفال في العمر الذي يبدأ فيه الطفل بالتمييز بين السلوك الصحيح والخاطئ، وقد يكون ذلك في عمر الخمسة أشهر فقط، وذلك عن طريق توجيه بعض الأفعال إلى الطفل والتحدث معه بنبرة صوت هادئة لكنها صارمة لإيصال الفكرة بأن سلوكه خاطئ.

هل يجب التخطيط لتربية الأطفال؟

تقول خبيرة التنمية البشرية والسلوكية الدكتورة “ليلى حبيب البلوشي”: أن تربية الأطفال حالياً تختلف كثيراً عما كانت في السابق؛ وذلك لأننا نعيش عصر تكنولوجي دائم التغيير، والتطور، فالطفل الذي عمره في هذه الأيام ثلاث سنوات، قد يكون سنه الحقيقي ٤ أو ٥ سنوات من الناحية الفكرية، حيث يكون الطفل مُطلعاً على كل ما يدور حوله بطريقة أكبر مما كانت من قبل، كما أنه قد يكون هنالك طفلاً في سنته الأولى فقط من العمر، لكنه بالرغم من ذلك يكون قادراً على استخدام الأجهزة الإلكترونية، والهواتف الذكية، بل يكون قادراً على تصفح الانترنت أيضاً؛ ونتيجة لذلك فيجب أن يكون الأب والأم لديهم تخطيط واضح، ويكون لديهم من الوعي، والإدراك بتفكير الطفل، الذي يسبق عصره بشكل كبير جداً.

ويجب التنويه على أهمية أن يتكلم الأهل لغة الطفل حتى تكون التربية بالطريقة الصحية، والصحيحة، وهذا لن يحدث إلا عندما يكون هنالك تخطيط، ومعرفة كاملة بما يدور في عالم الاطفال في هذا العصر الحالي الذي نعيش فيه، ذلك بالإضافة إلى أهمية أن يراقب الأهل أبنائهم، لكن بطريقة غير مباشرة؛ حيث يجب أن نتابع كل ما يقوم به أطفالنا، لكن مع وجود علاقة ثقة، وصداقة بيننا، بحيث لا يتوقعون أنهم مراقبون من الأساس.

معنا أيضًا: أسماء أولاد مختارة ومنتقاة بعناية «بمعانيها»… لأحلى وأجمل اسم للمولود الجديد

الأسس التي يجب أن تقوم التربية عليها

يجب أن يكون هنالك تخطيط واضح لتربية الأطفال، وذلك من خلال وضع مجموعة من الأسس والقواعد لتنشئة طفل سوي من الناحية النفسية والجسدية، ومن أبرز هذه الأسس والقواعد المهمة في تربية الطفل:

  • التفرد: والذي يُعني عدم خلق طفل نسخة مكررة من بقية الأطفال.

ففي كوريا الشمالية على سبيل المثال، يعتبر عالمهم مغلق تماماً لا يعلمون ما يدور في العالم من حولهم إطلاقاً، حيث أنهم منعزلين تماماً، وبالرغم من ذلك فهناك دراسة واضحة لسلوكيات الأطفال في كوريا من خلال ممارستهم لبعض الألعاب، ومن ثم يتم تحديد المكان المناسب لكل طفل، فيتم تحديد المهارة التي تليق على شخصية كل طفل، وكذلك يتم قياس ابداع وقدرات، وإمكانيات كل طفل، وبالتالي يتم توجيه كل طفل للمهنة التي يُتوقع أن يكون ماهراً فيها، بل ومتفرداً أيضاً.

  • الحب والاحتواء: حيث تؤكد الدكتورة “ليلى” على أن تربية الأبناء لم تعد قاصرة على دور الأم فقط كما كان في السابق أيضاً، بل أصبح الاندماج بين دور الأم، ودور الأب جداً ضروري؛ فحتى يتم تنشئة طفل سوي نفسياً وجسدياً لابد وأن يكون الجو الأسري جو ملئ بالحب والدفء، والعطاء، وهذا لن يحدث إلا بوجود كلاً من الاب، والأم معاً؛ حيث أن الطفل في سنواته الأولى يكون لديه طاقة حب كبيرة جداً، وإن لم يجد من يبادله هذا الحب من داخل الأسرة، سيظل يبحث عنه خارج المنزل، وهذا نجده كثيراً في حالات حيث يكون الطفل متعلق بالخادمة، أو بمعلمته، أو بصديقه أكثر من تعلقه بوالده، أو بوالدته على سبيل المثال.
  • زرع الوازع الديني بداخل الأطفال: حيث يجب أن يتم تنشئة الطفل على أن الله هو الخالق، وهو الرحمن الرحيم، ذلك بالإضافة إلى أهمية ألا يتم تخويف الطفل من الله، ومن النار كما يفعل البعض، بل يجب أن يجعل الأهل الطفل يخاف من الله ولكن بمحبة.
  • التقييم والتقويم: حيث أنه عندما يلاحظ الأهل سلوكيات خاطئة لدى الأبناء، لا يجب أن يكون التصرف قائماً على فكرة الثواب والعقاب فقط، بل يجب أن يتم البحث بشكل دقيق جداً لمعرفة أسباب ظهور هذا السلوك، ومعرفة ما وراءه قبل أن يتم البحث عن حل له.
  • الابتعاد عن أساليب العقاب البدني: والضرب تحديداً في منطقة الوجه، فإن كان لابد من الضرب في الحالات الشديدة جداً، أو في السلوكيات الخاطئة بشكل كبير، فيجب أن يكون بطريقة غير مؤلمة، وبعيدة تماماً عن الوجه.
  • معرفة الطريقة الصحيحة لتعديل سلوك الطفل: فإذا كان الطفل عنيداً على سبيل المثال فيجب أن يتم التصرف بطريقة سليمة لا تؤثر على نفسية الطفل، فغالباً ما يكون الطفل العنيد هو طفل متميز ومتفرد، وله من السلوك القيادي الكثير، وفي علم النفس السلوكي كما قالت الدكتورة “البلوشي” هناك ما يُسمى بـ “علم النفس العكسي”، والذي يُعني أنه إذا أردنا أن نجعل الطفل العنيد يقوم بسلوك معين، نأمره بعكسه، فإن أردنا من الطفل الوقوف على سبيل المثال، نطلب منه الجلوس، والعكس صحيح، وهذا الأسلوب يجدي نفعاً بشكل جيد جداً مع الاطفال العنيدين، ذلك بالإضافة إلى أهمية احتواء هذا النوع من الأطفال، مع تعزيز الأنا وروح القيادة لدى الطفل بطريقة معتدلة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة تعتبر مثمرة مع العديد من الأشخاص بمختلف الأعمار، وليس مع الأطفال فقط.
  • معرفة مفتاح ومدخل كل طفل: وذلك للتعامل معه بالطريقة التي تساعد على تنشئته بطريقة صحيحة، والتعرف على الطريقة التي يتأثر بها الطفل فعلياً، فما يؤثر في طفل، قد لا يؤثر في غيره من الأطفال.
  • التشجيع: شجّعه وتعامل معه على أنّه بطل وفي بطولة ويحتاج كل الدّعم.

أضف تعليق

error: