قواعد هامة لتربية الأطفال بشكل أفضل

تربية الأطفال , Child rearing , صورة

الحب مفتاح التربية السليمة

تُخبرنا “نور المصري” أخصائية تربوية: أن تربية الأبناء من أصعب مهام الحياة، وأن إعطاء الطفل الاهتمام والرعاية الصحيحة والحب من أهم أساليب التربية السليمة، فالحب يشغل حيزاً كبيراً من اهتمام أطفالنا، والدليل على ذلك أنه إذا حصل أي ضيق بين الأم والطفل فإنه غالباً ما يقوم بالتعبير عن حبه لها حتى ينول رضاها عنه.

فالحب يعتبر مثل الطعام والشراب بالنسبة للطفل. والحب هنا يجب أن يكون غير مشروط، فلا يجب أن يشعر الطفل أنه لابد أن يقوم بعمل معين أو مجهود معين حتى يشعر أنه محبوب. فلو لم يشعر الطفل أنه مهم ومحبوب، سيقوم بأفعال سلبية حتى يجذب الأنظار إلية، كرمي كأس المياه مثلاً، وفي هذه الحالة بدلاً من أن يتفهم الأهل أن الطفل بحاجة إلى حب واهتمام حقيقي، فإنهم في الغالب ما يقومون بضربه أو توبيخه على رميه للكأس!.

وأضافت “نور” أنه لابد من الاهتمام بأطفالنا، والنظر إليهم أثناء فترة اللعب ولو كل ربع ساعة على الأقل.

الاهتمام الزّائد عن الحد

إذا أصبح الطفل يغير من أخيه المولود القادم بشكل مرضي مثلاً، أو إذا زادت ردة فعل الطفل عند غياب الأم، خاصة إذا لم تعود الأم طفلها على غيابها بشكل مؤقت، أو إذا لم تخبره قبل مغادرة المنزل، فالخوف الزائد من غياب الأم يعتبر اهتماماً زائداً عن الحد.

هل إعطاء الطفل مسؤولية أكبر من سنه يعد أمراً تربوياً؟

تؤكد “نور” أن إعطاء الطفل مسؤولية طوال اليوم عن طريق مشاركته في أعمال بسيطة بالمنزل أمر تربوي مهم جداً. وأن تربية الطفل بطريقة استباقية أمر في غاية الأهمية، وذلك عن طريق أن تقوم الأم بإرشاد طفلها بعواقب الأمور قبل حدوثها، فمثلاً بدلاً من أن تنتظر حتى يجرب طفلها ملامسة اللهب، تقوم هي بتحذيره بشكل تربوي عن عواقب لمس اللهب!. فالأطفال على عكس ما نظن دائماً يستوعبون الكثير من الأشياء.

وإذا قام الطفل بعمل شيء غير مقبول اجتماعياً أمام الناس، فبشكل عام، يفضل أن تلتزم الأم مع طفلها بالقواعد التي تم الاتفاق عليها مسبقاً، فمثلاً إذا اتفقت الأم مع طفلها بعدم أكل حلويات بعد الثامنة مساءا، فإنه لا يمكن التنازل عن هذه القاعدة في وجود الأقارب مثلاً. فإذا تنازلت الأم هنا، فسيصبح الطفل مشوشاً.

فالمعروف هنا أنه إذا لم توافق الأم على شيء معين، فسيقوم الطفل بالبكاء خاصة في وجود الأقارب، فالحل هنا أن تنتقل الأم مع طفلها لغرفة أخرى؛ حتى لا يتدخل الناس أولاً، ولا يزيد الطفل عناداً ثانياً.

كيف نمنع الجد أو الجدة من التدخل في شؤون التربية بشكل لائق؟

إن تدخل أهل الأم أو الأب بالتربية شيء حساس جداً، فالحل هنا يكمن في التفاهم مع الطفل والاتفاق معه بداية من عمر ثلاث سنوات على قواعد معينة قبل زيارة الجد أو الجدة، مثلاً الأم تخبر الطفل أن جدته ستعطيه قطعة حلوى، ولكن إذا أعطته قطعة أخرى فإنه يقوم بوضعها في شنطة الأم وأنه سوف يعطيها لأحد الجيران أو أحد أصحابه.

وأكدت “نور” أن الأم من الممكن أن تقوم بتمثيل مواقف معينة أمام طفلها حتى يقوم بالتصرف بشكل تلقائي، فمثلاً إذا ضرب الطفل أخوه، فتخبره الأم غالباً أن يتأسف له، ولكن الحل الأفضل أن يرى الطفل والدته وهي تتأسف له في مواقف أخرى، وحين ذلك سيقوم بنفس الشيء بالقدوة. فالقدوة بالنسبة للطفل أهم بكثير من ألف أمر.

فإذا كانت الأم تريد أن تعلم الطفل أن يدق على الباب قبل الدخول، يجب أن تقوم هي بنفس الفعل وتكرره حتى يتعلمه الطفل بشكل تلقائي.

المسموح والممنوع من العقاب

يجب أن نفرق بين العقاب والتهذيب؛ فالعقاب بالنسبة للطفل أمر شبيه بالانتقام، والذي غالباً لا يجعل الطفل يرجع عن فعله بل على العكس سيكرر نفس الخطأ مرة أخرى، أما التهذيب فيكون باستخدام أسلوب أكثر تفهماً وصبراً وبطرق إرشاد صحيحة تجعل الطفل يفهم السبب وراء هذا التوجيه، ولن يكرر الخطأ مرة أخرى.

كما أنه لابد من تفهم الفروق الفردية بين الأطفال؛ فهناك طفل يمكن أن يتقبل طريقة معينة من العقاب، ولكن لا يتقبلها طفل آخر بأي شكل من الأشكال.

نوصيك أيضًا بالاطلاع على

أما عن وسيلة العقاب المنتشرة كثيرة والتي تعرف باسم “النوتي كورنر” فنقول “نور المصري” أنه أسلوب خطأ تماماً، فالطفل غالباً لا يستوعب السبب وراء هذه الجلسة. فالحرمان المؤقت للطفل من بعض ألعابه قد يكون أفضل كثيراً من هذا الأسلوب.

وعن المدح الزائد للطفل، هل هو أمر إيجابي أم سلبي، فقالت أنه يجب أن تتوقف الأم أحياناً عن المدح، فالطفل قد يفقد معنى بعض كلمات المدح بسبب التكرار، كما أن رد الفعل غير المتوقع من الأم هو الأكثر تأثيراً في الطفل.

أضف تعليق

error: