مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، خصوصًا في الدول ذات المناخ الحار مثل مصر، يزداد خطر الإصابة بـ ضربات الشمس، والتي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، لا سيما لدى الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال وكبار السن. فهؤلاء لا يتمكنون دائمًا من تنظيم حرارة أجسامهم بكفاءة، مما يجعلهم أكثر عرضة لمضاعفات الحرارة.
لذلك، يصبح من الضروري التوعية بأساليب الوقاية وطرق التعامل مع موجات الحر الشديدة، لتفادي الحالات الطارئة، والحفاظ على سلامة أحبائنا.
ما هي ضربة الشمس؟ وما خطورتها؟
ضربة الشمس هي حالة طبية طارئة تحدث عندما يفشل الجسم في تبريد نفسه نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس أو درجات الحرارة المرتفعة، مما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ (قد تتجاوز 40 درجة مئوية).
تشمل أعراضها:
- ارتفاع درجة الحرارة
- تسارع في ضربات القلب
- صداع شديد
- جفاف في الجلد دون تعرّق
- دوخة أو فقدان وعي
وإذا لم يتم التدخل بسرعة، فقد تتطور الحالة لتسبب تلفًا في الأعضاء الحيوية أو حتى الوفاة، لا قدّر الله.
لماذا الأطفال وكبار السن أكثر عرضة؟
يُعتبر الأطفال أكثر حساسية للحرارة لأن أجسامهم صغيرة ولم يكتمل تطور نظامهم الحراري بعد، بينما كبار السن يعانون من بطء في استجابة الجسم للحرارة بسبب التغيرات العمرية، إلى جانب احتمال تناولهم أدوية تؤثر على التعرق أو توازن السوائل.
بالتالي، فإن تجاهل إشارات الخطر قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مما يتطلب إجراءات وقائية استباقية.
نصائح وقائية للأطفال أثناء الحر
- تجنب الخروج وقت الذروة: يُفضّل عدم خروج الأطفال بين الساعة 12 ظهرًا و4 عصرًا، حيث تكون أشعة الشمس في أقصى قوتها.
- الملابس المناسبة: يُنصح بإلباس الأطفال ملابس قطنية خفيفة وفاتحة اللون، لأنها تعكس أشعة الشمس ولا تحتفظ بالحرارة.
- الترطيب المستمر: على الأهل التأكد من شرب الأطفال كميات كافية من الماء، حتى لو لم يطلبوه. يمكن أيضًا تقديم العصائر الطبيعية الغنية بالسوائل والمعادن.
- القبعات والنظارات الشمسية: ارتداء قبعة واسعة الحواف يساعد في تقليل تعرض الرأس والوجه لأشعة الشمس المباشرة.
- توفير مكان بارد: سواء في المنزل أو عند الخروج، يجب توفير مكان مظلل أو مكيّف ليستريح فيه الطفل من وقت لآخر.
نصائح وقائية لكبار السن
- الإقامة في أماكن باردة: يُفضَّل استخدام المراوح أو المكيفات، أو على الأقل فتح النوافذ لتجديد الهواء وتخفيض الحرارة داخل المنزل.
- شرب الماء بشكل منتظم: يجب التذكير المستمر بشرب الماء، حتى دون الإحساس بالعطش، لتجنب الجفاف، الذي غالبًا لا يشعر به كبار السن في الوقت المناسب.
- الابتعاد عن الأنشطة المجهدة: على كبار السن تجنب أي مجهود بدني شاق خلال ساعات النهار، مثل المشي الطويل أو العمل في الحديقة.
- المتابعة الطبية المنتظمة: في حال كان الشخص يتناول أدوية مدرّة للبول أو أدوية تؤثر على حرارة الجسم، يُنصح باستشارة الطبيب حول كيفية التعامل مع الحر.
- الاهتمام بالتغذية: تناول وجبات خفيفة وغنية بالماء مثل الفواكه والخضروات (كالبطيخ والخيار) يساعد في الحفاظ على توازن السوائل.
وهنا أيضًا مقال ⇐ ضربات الشمس، ما أعراضها وكيف نتعامل معها؟
ماذا تفعل في حال ظهرت أعراض ضربة الشمس؟
إذا لاحظت أعراضًا مثل الدوخة الشديدة، احمرار الوجه، أو توقف التعرق رغم الحرارة، فيجب:
- نقل الشخص إلى مكان مظلل وبارد فورًا
- إعطاؤه الماء أو سوائل باردة إن كان واعيًا
- تبريد الجسم باستخدام منشفة مبللة أو ماء بارد
- طلب الإسعاف فورًا إذا استمرت الأعراض أو فقد الوعي
التدخل السريع يمكن أن يُنقذ حياة، لذلك لا تستهين بأي من هذه العلامات.
وختامًا، تذكَّر: صحتهم أمانة بين أيدينا
في ظل التغيرات المناخية وازدياد موجات الحر، أصبحت الوقاية من ضربات الشمس ضرورة يومية، وليست مجرد إجراء موسمي. حماية الأطفال وكبار السن تبدأ بالوعي، وتستمر بالالتزام بالنصائح البسيطة التي قد تُحدث فرقًا كبيرًا.
هل لديك تجربة مع الحر الشديد أو ضربة شمس؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، ولا تنس مشاركة هذا المقال مع من تحب لتعم الفائدة!