الولادة القيصرية.. وتقارب فترة الحمل التالي

تمت الكتابة بواسطة:

الولادة القيصرية.. وتقارب فترة الحمل التالي

السائِلة تقول: أنجبت ولدا —والحمد لله— بعملية قيصرية منذ قرابة 6 أشهر، ولخوفي من الحمل مرة أخرى تناولت حبوب منع الحمل؛ الأمر الذي سبب لي نزيفا لمدة 3 شهور، وقد انقطعت عنها ولم أعد أستعملها ولكن أحس الآن بقيء ودوران وألم في الرأس والبطن والظهر، وأخاف من أن يكون هذا علامة حمل جديد، مع أن الأطباء قد نصحوني ألا أحمل إلا بعد 3 سنوات لتفادي الجراحة القيصرية، ولم أتأكد حتى الآن هل هذا حمل أم لا.

وإذا كنت حاملا بالفعل فهل لهذا مخاطر علي الآن؟ وهل يجوز لي من الناحية الشرعية إجهاضه خوفا من القيصرية؟ وبعد كم فترة يبيح الأطباء لي الحمل كي ألد ولادة طبيعية؟ أفيدوني حتى أطمئن جزاكم الله خيرا، علما بأن زوجي لا يمانع في أي أمر يقترحه الأطباء والعلماء، وشكرا.

الإجـابة

يقول د. محمد نورالدين عبد السلام —أخصائي أمراض النساء والتوليد—: الأخت العزيزة أم علي.. بارك الله لك في علي وجعله من حملة كتابه ومن ذرية الصالحة.. آمين.

وبداية عزيزتي لا بد أن تتأكدي من مسألة وجود حمل من عدمه وهذا أمر يسهل معرفته بعمل تحليل الدم —وليس البول— واسمه “البيتا سب يونت”، فإن كنت حاملا بالفعل فلا تقلقي لأنه في الماضي كنا نخشى من الحمل بعد العملية القيصرية وننصح بعدم الحمل إلا بعد مرور سنتين على الأقل.. ثم أصبحت النصيحة أن يكون الحمل بعد 6 أشهر، والآن لا توجد مدة معينة بعد العملية القيصرية للسماح بالحمل؛ نظرا لأنه لم يثبت حتى الآن وجود خطورة حقيقية على الأم من هذا الحمل بأمر الله، ولكن لا تزال النصيحة قائمة لمجرد أن تستعيد الأم عافيتها وأن تتم رضاعة مولودها لمدة عامين كاملين.

وأنا شخصيا لست مع الرأي الذي يقول إن تأخير الحمل يجنبنا الولادة القيصرية؛ فحدوث العملية القيصرية وتأجيل الحمل 3 سنوات لن يفيد أبدا في تجنب الولادة القيصرية.

والنصيحة التي أسديها إليك ألا تحاولي أن تلدي في المرات القادمة بالولادة الطبيعية؛ لأنه في هذه الحالة ستتعرض حياتك وحياة الجنين إلى خطر محتمل حدوثه لو تمزق الرحم نتيجة الطلق.

وليس معنى ذلك أنه إذا أخرنا الحمل من الممكن أن نتجنب تمزق الرحم؛ لأن المدة بين الحملين مهما طالت فإن ذلك لا يغير من طبيعة الرحم ولا يجعله يتحمل الطلق أكثر.

أما عن إجهاضك للجنين فليس لديك أي سبب لذلك، ولا أنصح به، بل أرفضه رفضا قاطعا دون تردد؛ فذلك يعتبر قتلا للنفس التي حرم الله قتلها، وستكونين مسئولة أمام الله ﷻ أنت وزوجك والطبيب الذي سيقوم بذلك وكل من يشارك في هذا العمل.

ومن يتق الله ﷻ ويتوكل عليه يجعل له مخرجا من كل ضيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدينا المُفيد من أجلكم هنا أيضًا:


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: